العلاقات المصرية اليونانية علاقات تاريخة، وطالما ساند الشعبان بعضهما البعض على المستويين الثنائى والدولي. وتترقب مصر زيارة الرئيس اليونانى كارلوس بابلوبولوس لها فى ال23 وال24 من ابريل الحالي، حيث يجرى والرئيس عبدالفتاح السيسى مباحثات لدعم العلاقات بين البلدين خاصة فى مجال الطاقة واكتشاف حقول الغاز الطبيعى فى المياه الإقليمية بالبحر المتوسط. ويقول اليفثيريوس كريتسوس أمين عام الإعلام اليونانى بوزارة الدولة أن التعاون بين مصر واليونان ليس من شأنه فقط توطيد العلاقات بين الجانبين، بل من شأنه إقامة جسر للتعاون بين القارة الأوروبية من خلال عضوية اليونان بالإتحاد الأوروبى وبين دول جنوب المتوسط وعلى رأسها مصر. كما أكد فى حوار للأهرام أن إعلان القاهرة الذى صدر فى نوفمبر القادم من شأنه بدء إنطلاقة جديدة للتعاون بين الجانب المصرى واليونانى والقبرصى خاصة مع إقتراب القمة الثانية للدول الثلاث بنهاية الشهر الحالي. وفيما يلى نص الحوار: كيف ترى العلاقات المصرية اليونانية وسياسة اليونان الخارجية لدعم تلك العلاقة؟ تهتم الحكومة اليونانية اهتماماً كبيرا بتوثيق علاقتها التاريخية مع مصر، فالعلاقات المصرية اليونانية قائمة على التفاهم والدعم المتبادل فى مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك ، كما إن أواصر الصداقة بين البلدين قديمة وراسخة سواء على مستوى الحكومات أوالشعوب. بجانب ذلك ، تعتبراليونان بوابة أوروبا فى شرق المتوسط ، بوصفها عضوا فى الاتحاد الأوروبى ، ومصر لديها تأثير كبير فى العالم العربى والشرق الأوسط ، لذا فإن التعاون بين البلدين يمكن أن يخلق جسراً للتعاون الدائم بين أوروبا و دول جنوب شرق المتوسط. وماذا عن التعاون فى مجال الطاقة بين الجانبين؟ وفى إطار سياستها الخارجية متعددة الجوانب ، تسعى الحكومة اليونانية للاستفادة من الامكانات المتاحة لمرور خطوط أو شحنات البترول والغاز الطبيعى عبر الأراضى اليونانية ، على اختلاف مصادرها. ان اكتشاف الغاز الطبيعى فى شرق المتوسط ، ومحور التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص من خلال «إعلان القاهرة» ، يمثلان انطلاقة جديدة، كما إن التعاون بين بلداننا سوف يمثل نموذجاً لتطوير أطر أخرى للتعاون الإقليمى ، من الممكن أن تحول شرق البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة يسودها السلام والاستقرار. كيف ترى اليونان الوضع فى الشرق الأوسط بعد أن طال الإرهاب المنطقة ومنها الى أوروبا؟ كانت حكومتنا من أولى الحكومات التى أعلنت إدانتها لجريمة مقتل 21 مسيحيا مصريا فى ليبيا، فى شهر فبراير الماضي، بأقصى درجات الإدانة، ليس فقط لكونهم مسيحيين، وليس فقط لكونهم مصريين ولكن لأننا جميعا يجب أن نسهم فى كسر دائرة الدم التى تحاول داعش فرضها. إن فشل العمليات الإنسانية المزعومة فى العراق وأفغانستان وليبيا، والتدخلات الخارجية لبث الفرقة وصراع القوى الإقليمية فى المنطقة، خاصة فى سورياوالعراق، إضافة إلى دعم الأصولية الإسلامية والسلفية الجهادية، كل ذلك أدى إلى زعزعة الاستقرارعلى نطاق واسع فى المنطقة، التى لا تبعد كثيراً عن اليونان، ويعتبر تنظيم داعش الرجعى الخطير، مجرد مثال واحد على الهمجية التى تولدها التدخلات الخارجية وخطط تقويض الدول لصالح أطراف آخرى ، وان كان الأكثر مدعاة للحزن فى يومنا هذا. لقد تحولت منطقة شرق المتوسط إلى ساحة للمنافسة بين قوى عالمية ، وكذلك بين قوى إقليمية ، مع ظهور الأهمية الجيوسياسية للطاقة كعامل رئيسى فى الصراع ، لذلك فإن التحدى الأكبر بالنسبة لشعوب شرق المتوسط هو تحويل المنطقة إلى ساحة للتفاهم المتبادل والسلام والتنمية وجعلها أيضاً منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. ما هى أولويات السياسة الخارجية اليونانية فى شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط؟ ترتبط اليونان منذ القدم بعلاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع شعوب الشرق الأوسط ، وتعتبر دول هذه المنطقة جزءأ كبيراً ومهماً من الجوار اليونانى ، ولذلك فهى احدى أولويات السياسة الخارجية اليونانية. وتهدف اليونان مع الالتزام بتعهداتها إلى توسيع أفاق سياستها الخارجية خارج نطاق الاتحاد الأوروبى والدول الغربية، لتتضمن دول مجموعة «البريكس» ومنطقة البحر الأسود والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ، فهناك مجالات واسعة لتطوير العلاقات مع تلك الدول ، سواء على المستوى الثنائى أومتعدد الأطراف، مع التركيز على التعاون الاقتصادى والثقافى والتعاون فى مجالات الطاقة ، وكذلك فى مجالات تطوير الاستثمار والسياحة والملاحة. فى هذا الإطار، هناك أهمية خاصة للتعاون وتبادل المنافع مع جميع دول شرق المتوسط ، حيث ترغب اليونان فى أن تصبح نقطة مرور لشبكات الطاقة والنقل والتجارة ، تصل بين أوروبا من جهة ، وإقليم شرق المتوسط وآسيا من جهة أخري. ان دور اليونان فى المنطقة لا يمكن أن يقتصر على دور المتفرج على الأحداث ، ولا أن يتصف بالانصياع الكامل لمخططات القوى العالمية والإقليمية ، ومن هذا المنطلق فإن الدولة اليونانية تدعم باستمرار الاحتكام لقواعد القانون الدولى كأساس لتسوية النزاعات، وسوف تلتزم دائما بتعزيز السلام والتعاون والصداقة بين الشعوب . ما الجهود المبذولة من الجانبين لمكافحة الهجرة غير الشرعية؟ بالنسبة لسياسات الهجرة ، فلقد وضعت الحكومة اليونانية هدفاً لها ، يتمثل فى أن توقف تحول البلاد إلى «مستودع» لاحتجاز من يدخلون اليونان بطريقة غير شرعية . وهنا يجب علينا الاعتراف بواقع جديد أظهرته احصاءاتنا الأولية ، وهوأن ما يدفع غالبية هؤلاء الناس للهجرة ليس الاحتياج المادى فحسب، وإنما الخطر المباشر على حياتهم .ان قضية اللاجئين تتطلب معالجة جادة ومواجهة هادئة وفوق كل ذلك تتطلب نظرة إنسانية ، كما ان تطبيق هذه الاستراتيجية الشاملة سوف يضعف من حجة أولئك الذين يستثمرون فى بث العنصرية والإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب ، وفى نفس الوقت ستكون درعاً واقية ضد الإرهاب والعبثية والتعصب الديني. للصراع فى سوريا بواسطة تدخل قوات أجنبية، وترى أن على المجتمع الدولى أن يسعى لإيجاد حل سياسى للأزمة فى إطار الأممالمتحدة ، يشمل جميع القوى السياسية ويضمن الأمن لجميع السوريين ، بغض النظر عن أصولهم العرقية والدينية، كما انها تساند محاربة الجهاديين والجهات الداعمة لهم فى العراقوسوريا، وحماية الأقليات الموجودة هناك. كيف ترى اليونان عملية السلام بعد فوز نيتانياهو؟ تحتل القضية الفلسطينية بؤرة الاهتمام بالنسبة للجهود الرامية إلى تعزيز السلام والأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة، وتشارك اليونان فى المساعى المبذولة لحل هذه القضية على المستويين الثنائى والإقليمى ، فى إطارعضويتها للاتحاد الأوروبى ، على أساس حل الدولتين وفى الإطار المقبول من كلا الطرفين والمدعوم من المجتمع الدولي. ان مفتاح السلام فى منطقة الشرق الأوسط هو الاتفاق على وجود دولتين مستقلتين ومتساويتين فى السيادة، هما إسرائيل وفلسطين، وهذا الاتفاق يجب أن يستند إلى قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ، بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى الفلسطينية والسورية المحتلة ، وتأسيس دولة فلسطينية طبقا لحدود 1967 وإبرام معاهدة للسلام والأمن المتبادل بين إسرائيل والدول العربية، مع وجود ضمانات دولية.