تواصل أمس تدفق آلاف الأقباط والزوار علي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط القاهرة, لالقاء النظرة الوداعية الأخيرة علي جثمان بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث, الذي وضع علي كرسي القديس مارمرقس منذ فجر أمس. وأقيم صباح أمس القداس الثاني في وجود الجثمان بمشاركة117 أسقفا هم قوام المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية حيث وصل خلال اليومين الماضيين اساقفة الكنيسة القبطية في أوروبا وأمريكا وبقية دول المهجر. ولم تفلح مناشدات المجمع المقدس وغلق أبواب الكاتدرائية في تقليل حدة الزحام داخل الكاتدرائية إلا أن الأمر أصبح أكثر تنظيما, بينما قضي آلاف الأقباط ليلتهم في ساحة الكاتدرائية انتظارا للدخول لالقاء نظرة الوداع علي جثمان الفقيد, وقد تعرض العشرات منهم لحالات إغماء. ووجه المجمع المقدس الشكر إلي رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي علي منح الأقباط ثلاثة أيام اجازة لوداع البابا وعلي تخصيص طائرة حربية لنقل الجثمان لدفنه بدير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون. من جهة أخري تجري حاليا استعدادات قصوي من قبل رجال الشرطة والجيش ومجلس مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة لاستقبال جثمان البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, حيث من المقرر دفنه في دير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون غدا( الثلاثاء), بناء علي وصيته. وتجري الاستعدادات علي قدم وساق لاستقبال الجثمان والذي سيصل علي طائرة عسكرية, ليلقي مثواه الأخير ويدفن في دير الانبا بيشوي بوادي النطرون. وقد قام مجلس المدينة بتزويد مهبط الطائرة ومبني الدير بالإنارة اللازمة, وقام بمساعدة أفراد من الجيش والشرطة بتجهيز جانبي الطريق الذي يصل إلي الدير مباشرة ليستوعب الأعداد الكبيرة المتوقع حضورها, ولتفادي الزحام الشديد داخل المدينة, علي أن يستعان برجال المرور في تسيير الحركة المرورية في ذلك اليوم حتي لايحدث تكدس وزحام شديد. ويعتبر دير الأنبا بيشوي هو المكان المفضل للبابا شنودة, ففي هذا الدير تم إخباره بنبأ انتخابه بطريرك للكنيسة القبطية في نوفمبر1971, وفيه أيضا قضي أكثر من سنتين رهنا للاقامة الجبرية بعد قيام الرئيس السادات بالتحفظ عليه وتحديد إقامته به علي خلفية أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء. وكان البابا شنودة يقيم ثلاثة أيام في الأسبوع بهذا الدير طوال السنوات الماضية وحتي وفاته. والجدير بالذكر أن دير الأنبا بيشوي يعد من أهم المناطق الأثرية بمصر, فيرجع تاريخ إنشائه إلي القرن الرابع عشر, وهو أكبر أديرة وادي النطرون, وتبلغ مساحته نحو فدانين, ويضم خمس كنائس أكبرها كنيسة الأنبا بيشوي, بجانب مبني للضيافة وحديقة واسعة ومكتبه, وفيه العديد من الأماكن الأثرية المميزة مثل المائدة الأثرية وبئر الشهداء, بجانب العديد من الأماكن التي يقطن بها الرهبان. وعلي صعيد متصل قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية منع زيارة أديرة وادي النطرون للجمهور إعتبارا من أمس لإتمام مراسم دفن جثمان قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في دير الأنبا بيشوي. كما قرر المجمع, برئاسة الأنبا باخوميوس كبير الأساقفة سنا, أن يتم تلقي العزاء بالمحافظات في مقار الايبراشيات يومي الجمعة والسبت القادمين. كان المجمع قد قرر في وقت سابق تلقي العزاء بالقاهرة في المركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية غدا الأربعاء صباحا ومساء. وعلي صعيد متصل يستمر وصول الوفود المشاركة في تشييع جثمان البابا حيث استقبل مطار القاهرة الدولي صباح أمس الأنبا سرابامون اسقف عطبرة وأم درمان وشمال السودان الأقباط الأرثوذكس قادما من نيروبي إضافة إلي الأنبا ايليا أسقف الخرطوم. كما وصل أيضا الأنبا أنطونيوس أسقف عام لشئون أفريقيا قادما من جوهانسبرج للحاق بمراسم تشييع جثمان البابا. يشار إلي أن عددا أخر من رجال الدين المسيحي توافدوا علي مطار القاهرة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول, الأحد للمشاركة في تشييع الجثمان وهم, كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وجرجس اسقف البرازيل, وبيشوب مايكل.اسقف أمريكا وميخائيل صبري كاهن الكنيسة الملاك ميخائيل بشير أتون والأنبا كور لسؤ اسقف ميلانو وسويسرا للأقباط الأرثوذكس والقس رسائلي كاهن الكنيسة القبطية بميلانو والقس متياس سعيد إبراهيم والأنبا جبرائيل اسقف النمسا والقمص زكريا فهمي حنا. وعلي صعيد متصل قررت وزارة الداخلية تكثيف الوجود المروري والأمني صباح اليوم في محيط الكاتدرائية بالعباسية تيسيرا علي الوفود التي ستحضر جنازة البابا شنودة, حيث صرح مدير الإدارة العامة للمرور بأن جميع الوفود الأجنبية, والتي ستحمل دعوات, ستقوم بالمرور في شارع رمسيس وشارع أحمد سعيد والدخول من بوابة2, أما باقي المواطنين من المصريين فسوف يتجهون من شارع أحمد سعيد أسفل الكوبري من الاتجاهين والدخول من بوابة.4