تنفيذا لقرار مجلس الأمن الصادر بشأن اليمن الليلة قبل الماضية، والذى يطالب الحوثيين بوقف استخدام العنف وسحب قواتهم من صنعاء وبقية المناطق، ويفرض حظرا على تزويد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح بالسلاح، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فى بيان أمس فرض عقوبات على زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى بعد ساعات من اعتماد مجلس الأمن الدولى لمشروع قرار خليجى تحت الفصل السابع. وأوضح البيان أن العقوبات التى تم فرضها تتماشى مع قرار مجلس الأمن، وأن الحوثى وصالح لا يزالان يعملان على تقويض العملية الساسية فى اليمن من خلال اللجوء إلى العنف ووسائل أخري، وذلك على الرغم من دعوات المجتمع الدولى المتكررة بالكف عن الأعمال المثيرة لزعزعة الاستقرار. وتتضمن العقوبات الأمريكية تجميد أرصدة كل من الحوثى وصالح فى الولاياتالمتحدة وتحظر على المواطنين الأمريكيين التعامل معهما.ومن جانبها، أعربت دول مجلس التعاون الخليجى عن تقديرها البالغ لتبنى مجلس الأمن الدولى القرار باعتباره رسالة واضحة وقوية تعبر عن وحدة المجتمع الدولى تجاه دعم الشرعية ونصرة الشعب اليمني. وقال الدكتور عبداللطيف الزيانى الأمين العام لمجلس التعاون أمس الأول «إن دول المجلس تثمن بكل التقدير والاعتزاز موقف الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الذى يعكس جدية المجتمع الدولى لمساندة الشعب اليمنى وحقه المشروع فى تحقيق تطلعاته فى وطن آمن ومستقر ومزدهر».
وعبر الزيانى عن تطلع دول مجلس التعاون لأن يكون القرار خطوة لتحقيق الأمن والاستقرار فى اليمن، ودعم قيادته الشرعية، ومواصلة العملية السياسية السلمية بمشاركة القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمنى وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وفى الوقت نفسه، دعت اللجنة العليا لجماعة الحوثى إلى الخروج اليوم فى مسيرات حاشدة تنديدا بقرار مجلس الأمن الدولي.
وقال محمد البخيتى عضو المكتب السياسى لجماعة الحوثي، إنه «كان من المفترض على مجلس الأمن أن يصدر قرارا يدين فيه العدوان الذى تشنه عاصفة الحزم على اليمن، وأن يدعو لوقفه كون هذا العدوان بات يستهدف البنية التحتية لليمن، ويستهدف المواطنين ويفرض حصارا على الشعب اليمنى بهدف تجويعه وإركاعه، لا أن يتخذ قرارا يؤيد فيه العدوان».
وأكد البخيتى رفض الحوثيين لهذا القرار، وشدد على أنهم لن ينصاعوا له تحت أى ظرف من الظروف، مشيرا إلى أن تلك القرارات لن تثنى الشعب اليمنى عن استكمال ثورته ضد الإرهاب والفاسدين واستعادة كرامة وعزة واستقلال اليمن.
وفى سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس، إنها تأسف لأن قرار مجلس الأمن الدولى الذى صدر بشأن اليمن «تجاهل العدوان على الشعب اليمنى وهدم البنية التحتية». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عنها القول:»كنا نتوقع أن يتطرق القرار إلى العدوان على الشعب اليمنى وهدم البنية التحتية فى اليمن، لكنه مع الأسف تجاهل كل هذه القضايا»، ودعت إلي»ضرورة اعتماد نظرة واقعية، لأن الخيار العسكرى لن يكون حلا، بل إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية».
ومن جهته، أكد السفير السعودى لدى أمريكا عادل الجبير، أن كل عمليات «عاصفة الحزم» حققت أهدافها المرسومة والمحددة ، نافيا وجود استهداف لأى منشأة فى اليمن، مؤكدا أنه «لا حاجة لخطة إيران بشأن اليمن».
وقال الجبير، إنه لا حاجة إلى المبادرة التى طرحتها إيران فهناك «خطة يتفق عليها الجميع ، قائمة على المبادرة الخليجية».
وعلى الصعيد الميداني، أكد المستشار فى مكتب وزير الدفاع المتحدث باسم قوات تحالف عملية «عاصفة الحزم»، العميد ركن طيار أحمد عسيري، أن العمليات العسكرية استمرت وفق الجدول الزمنى والخطط الموضوعة لها، مشيرا إلى بدء مرحلة جديدة من العمليات لمنع الميليشيات الحوثية من وحدات الجيش المتمردة على الشرعية من إعادة تنظيم قواتهم.
وقصفت طائرات «عاصفة الحزم» قبل فجر أمس قاعدة «الديلمي» الجوية اليمنية القريبة من مطار صنعاء ومواقع للحوثيين فى حى «الجراف» معقلهم فى صنعاء .
ووصف مواطنون فى المنطقة القصف بأنه الأعنف منذ بدء عمليات عاصفة الحزم، واستهدفت الطائرات كذلك معسكرات للحرس الجمهورى فى شرق العاصمة .
وأفاد سكان حى الجراف أن اشتباكات وقعت بين عناصر الحوثيين وقوات موالية للرئيس اليمنى السابق، واتهم كل منهما بالخيانة بسبب استهداف الطائرات لمخازن أسلحة تابعة للحوثيين لم يكن أحد يعلم بوجودها غيرهما، واستخدم الطرفان فى الاشتباكات أسلحة متوسطة وثقيلة، مما أدى إلى إثارة الفزع بين السكان، خاصة مع استمرار انقطاع الكهرباء لليوم الثالث على التوالى .
كما قصفت طائرات «عاصفة الحزم» فجر أمس مواقع تابعة للحوثيين وقوات موالية للرئيس اليمنى السابق فى مدينة «كريتر» بعدن .
وأوضحت مصادر محلية، أن القصف استهدف مواقع الحوثيين فى منطقة «حقات» القريبة من مجمع قصر الرئاسة وأعقب القصف اشتباكات بين المقاومة الجنوبية والحوثيين، وأكدت المصادر أن عناصر الحوثيين واصلوا قصف الاحياء السكنية بشكل كبير فى مديرية»المعلا « .
ومن جانبها، نفت المقاومة الجنوبية بمحافظة «شبوة «، ما أعلنه الحوثيون من قيامها بذبح جنود من اللواء الثانى مشاه جبلي، وأكدت أن ما حدث من إعدام 13 جنديا بالرصاص وذبح ثلاثة منهم، هو تصرف من قبل عناصر مأجورة تابعة للرئيس السابق فى محاولة منه لخلط أوراقه الفاشلة فى شبوة والجنوب.
وأفاد شيخ قبلى أمس، بقتل 30 مسلحا من قبائل محافظة مأرب وإصابة نحو 40 آخرين خلال الاشتباكات المسلحة مع مقاتلى الحوثيين.