بالرغم من أن النمسا تعد بعيدة نسبيا عن الخطر الذى يمثله تنظيم داعش على شبابها ذوى الأصول العربية المسلمة ، فإن ذلك لا يعنى عدم اهتمامها بخطر هذا التنظيم على الداخل ، خاصة أن عددا من الدول الأوروبية وفى مقدمتها فرنسا عانت أخيرا من هجمات الإرهاب وضرباته . ويبدو أن الحكومة النمساوية عازمة على التصدى بشدة لهذا التنظيم رغم الضربات التى توجه له والتى أسفرت عن تراجعه فى بعض المناطق التى سيطر عليها ، والسبب فى ذلك كما يشير المراقبون يعود إلى أن هذا التراجع لا ينفى أن التنظيم مازال يتلقى دعما وتمويلا من جهات عدة ، كما أنه مازال قادرا على المواجهة المسلحة وعلى تجنيد المزيد من الشباب الأوروبى، وما يرتبط بهذا الملف تحديدا من أزمات ستواجهها المجتمعات الأوروبية عند عودة هؤلاء لبلادهم حاملين معهم فكرهم المتطرف . ومن هنا كانت مطالبة وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس خلال مشاركته فى المناقشات التى جرت بمجلس الأمن فى نيويورك كل الدول باتخاذ موقف موحد ضد التعصب والتطرف، وقال "يجب أن لا نسمح بانقسام مجتمعاتنا"، مؤكداً أن مكافحة داعش فى كل من سوريا والعراق ليست صراعا بين الغرب والعالم الإسلامى لكنه كفاح يجمعنا جميعا ضد الإرهاب. من جانبه حث كورتس مجلس الأمن على إعادة النظر فى الإجراءات التى تم اتخذها ضد داعش وطالب باعتبار جرائم التنظيم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، وحث المجلس على تحويل هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، محذرا من تركهم يفلتون من العقاب". تجدر الإشارة إلى أن الوزير كان قد حذر كذلك فى تصريحات صحفية من استخدام تنظيم داعش لشبكة الإنترنت، لافتا إلى أن الإرهاب وصل إلى منازلنا فى النمسا عبر يوتيوب والفيسبوك وتويتر فى إشارة إلى تجنيد الجهاديين فى النمسا عبر الدعاية التى يبثها التنظيم عبر شبكة الإنترنت كانت دعوة وزير خارجية النمسا سابستيان كورتس عقب اجتماعه مع وزراء داخلية وخارجية 10 دول أوروبية فى النمسا ومطالبته بالتحرك عسكريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فى كل من سوريا والعراق وليبيا قد لقيت تأييدا واسعا من كبار السياسين والمراقبين النمساويين حيث عوَّل الوزير كورتس على التعاون مع كبريات الشركات العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات وشبكة الإنترنت لمواجهة خطر التطرف والعمل على منع استخدام شبكة المعلومات العنكبوتية كأداة دعائية للجهاديين، موضحا أن ممثلى هذه الشركات أصبحوا يشاركون فى اجتماعات رفيعة المستوى تعقد بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى. ولفت من جانبه إلى جهود تبذلها النمسا بهدف تعزيز التعاون مع دول أخرى فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف خاصة مع دول البلقان التى اعتبرها تمثل معابر للجهاديين المتحركين من الدول الأوروبية إلى دول منطقة الشرق الأوسط.