عندما يتسع الفارق بين متصدر مسابقة الدورى مع أقرب منافسيه إلى ثمانى نقاط ومرشحة للزيادة فأن الواقع يقول أن الدورى قد حسم وأنتهى لصالح المتصدر، وهذا هو واقع الدورى المصرى بعد الجولة ال24 والذى واصل الزمالك صدارته ب48 نقطة ويليه إنبى فى المركز الثانى برصيد 44 نقطة والأهلى 40 نقطة ولكن تتبقى للزمالك مواجهة مع وادى دجلة وللأهلى لقاء من الدور الأول. هذه المعطيات تقول أن الزمالك أقترب بشكل شبه نهائى من حسم اللقب هذا الموسم ليزور درع الدورى منطقة ميت عقبة بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات، وللحق فأن الأهلى وإنبى لعبا لصالح الزمالك وتعادلا مع الإسماعيلى والرجاء على الترتيب ليوسعا الفارق مع المتصدر دون أى عناء أو جهد من أبناء القلعة البيضاء، خاصة تعادل إنبى أقرب المنافسين. ورغم أن المنطق يتحدث عن اقتراب الزمالك من الحسم إلا أن الأمر لم يحسم بعد وقد يعود الأهلى إلى المنافسة ويزاحم الزمالك على اللقب حتى أخر مباراة ، وسبق وأن تكرر هذا الأمر مرات عديدة من قبل تقدم ميت عقبة بفارق النقاط، إلا أن الأمتار الأخيرة كشرت عن أنيابها واهدت اللقب فى النهاية لأبناء الجزيرة ولعل البعض يتذكر فارق النقاط ال13 الذى كان بين الزمالك والأهلى لصالح الأول ، قبل أن تتحول الدفة لصالح الثانى ويخطف الأهلى لقب الدوري. نقول هذا الأمر لنؤكد فقط على أن اللقب لم يحسم بعد ومازال فى الملعب طالما هناك مباريات صعبة على الجميع بداية من الزمالك نفسه الذى لابد وأن يحقق الانتصارات فى كل مبارياته المقبلة ليضمن اللقب ويعلن عن نفسه بطلاً من جديد، وهذا يوازيه الفوز على طول الخط لإنبى والأهلى منافسى القلعة البيضاء ، ولا يقلل هذا من انجاذ الزمالك وتطورة ،ولا نسعى إلى إحباط القلعة البيضاء ولكن لنؤكد أن بالفعل الكرة لا تعترف بسوى بالمنطق والعطاء فوق الميدان ومن يخلص لكرة القدم ، وفى النهاية الفائز هو الجمهور، وقد تكون أهم مباريات الزمالك فى الجولة المقبلة والتى لابد وأن يحافظ خلالها على فارق النقاط الثمانى مع الأهلى والسبعة مع أنبي، عندما يلتقى سموحة الجريح والذى سقط بغرابة فى الجولة الماضية على يد الداخلية رغم نشوة التفوق الأفريقى لأبناء مدينة الثغر. ورغم تحدث البعض عن سوء المستوى الفنى للقاء الأهلى والإسماعيلى إلا أن المباراة كانت بين كبيرين وكليهما يعلم كل قوة الآخر ويخشاه فى نفس الوقت لذلك خرجت بشكل متحفظ بدليل الضغط الذى لعب به الأهلى فى أخر ربع ساعة عندما كان متأخر ووقتها ضغط بكل خطوطه لتعويض التأخر لأن الخسارة بهدف لا تفرق كثيراً عن التخلف بأكثر من هدف. ومن أبرز نتائج الجولة ال24 فوز مصر للمقاصة على المقاولون فى الوقت القاتل وتعادل النصر مع المصري، فتفوق المقاصة جاء بشكل جنونى بهدفين فى الدقيقتين 94 و96 أى بعد نهاية المباراة بشكل رسمى ولكن الإصرار والرغبة فى تحقيق الفوز هو ما ميز المقاصة عن المقاولون الذى لم يستطع الحفاظ على تفوقه الذى كان من الدقيقة 17. ورغم أن التعادل نتيجة لا تفيد النصر إلا أن الحصول على نقطة من المصرى أمر مهم ومفيد للفريق فى صراع الهروب من القاع ودائرة الهبوط. وبنفس درجة الأهمية نجح الجونة فى تصدير القلق إلى أحد منافسى القاع ألعاب دمنهور وزاد من معاناته بفوز مستحق، ولأن دورى هذا الموسم مضطرب ولا يمنح الجماهير متابعة كل الفرق فأن الجونة يقدم مستوى جيدل وصل به إلى 24 نقطة ونتائج مميزة مع الألمانى تسوبيل. وبنتيجة واحدة انتهت مباراتا الاتحاد مع الشرطة وطلائع الجيش مع الحدود بتعادل إيجابى بهدف للفرق الأربعة، وهى نتائج واقعية لم تعكس رغبة أى منهم فى تحسين مركزه وكشفت عن أقصى طموحاتهم بالتواجد وسط جدول الترتيب العام. وكان الاستثناء فريق بتروجيت الذى واصل زحفه للأمام متخطياً الأسيوطى رغم صعوبة اللقاء، وكل التوقعات تؤكد أن مع توالى المباريات سيرفع وتيرة المنافسة وتتغير خريطة جدول الترتيب.