واصلت طائرات سعودية أمس تعزيز مواقع المقاومة الجنوبية بالسلاح عقب يوم من عملية انزال بمديرية التواهى بمحافظة عدن. وأوضحت مصادر فى المقاومة الجنوبية بالبريقة لموقع «عدن الغد»، أن طائرات سعودية ألقت كميات من الأسلحة بالبريقة حيث تسلمتها المقاومة الجنوبية، فى ثانى عملية من نوعها عقب يوم واحد من عملية انزال ناجحة بمنطقة «التواهي» بعدن. يأتى ذلك فى إطار عملية «عاصفة الحزم» التى أعلنت السعودية عن انطلاقها فى السادس والعشرين من الشهر الماضى لمواجهة مجموعات الحوثيين فى اليمن بناء على طلب رئيسها عبد ربه منصور هادى للقضاء على «الانقلاب» الحوثى الذى سيطر على معظم مفاصل الدولة بالقوة المسلحة. فى هذه الاثناء، بدأت مجموعات يمنية من قبائل حلف حضرموت أمس الاستعداد لاستعادة مدينة «المكلا» عاصمة حضرموت الواقعة جنوب شرقى اليمن، من يد عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة». وسيطرت قوة مسلحة تابعة لحلف قبائل حضرموت على مدينة الشحر ومطار الريان وتمركزت فى معسكر تابع للجيش وأقامت نقاط تفتيش بعد انسحاب وحدات الجيش منها. وأوضح مسئول محلى فى المدينة، أن قوات القبائل قامت بتأمين المؤسسات الحكومية وأن هناك قوة تابعة لهم فى طريقها إلى مدينة المكلا عاصمة المحافظة لطرد عناصر القاعدة منها الذين سيطروا على المكلا وهربت قوات الجيش من مواجهتهم. وأكدت تقارير أن قوات القبائل تمكنت من السيطرة على اللواء 27 ميكانيكى فى المكلا وهى فى طريقها الى العاصمة لقتال عناصر القاعدة. وكانت عناصر القاعدة قد هاجمت مدينة المكلا أمس الأول واستطاعت السيطرة عليها بدون مقاومة بعد هروب قوات الجيش والأمن المكلفة بحمايتها، مما حدا بتحالف القبائل الى تجميع عناصرهم والتوجه اليها لطرد عناصر القاعدة. ولم تشهد محافظة حضرموت والمهرة شرق البلاد، أية اشتباكات فى الحرب الدائرة بين الحوثيين المدعومين من قوات عسكرية تابعة للرئيس اليمنى السابق واللجان الشعبية الجنوبية المؤيدة للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، وشهدت حضرموت نشاطا للقاعدة منذ يومين فى محاولة لجرها إلى الصراع الدائر الآن وهى تعمل على أن تظل بمنأى عن هذه الأحداث. وقال سكان محليون، إن مدينة المكلا شهدت صباح أمس هدوءا حذرا، مؤكدين أن هناك تخوفا كبيرا من قبل السكان الذين نزح معظمهم إلى قراهم البعيدة عن الاشتباكات. وقالت مصادر إن المحلات والمراكز التجارية لاتزال مغلقة، فى ظل وجود عناصر القاعدة فى معظم الشوارع والمناطق المحيطة بالمرافق الحكومية والبنوك، كما أن تلك العناصر لا تزال تسيطر على القصر الجمهورى فى المدينة ، وميناء المكلا أكبر موانئ حضرموت. وتشهد مدينة المكلا انفلاتا أمنيا كبيرا، عقب الهجوم الذى نفذته تلك العناصر عليها، حيث طالت مدينة المكلا خلال اليومين الماضيين أعمال نهب واسعة للبنوك والمنشآت العامة والحكومية. وقال سكان أمس، إن غارة جوية على قرية قرب العاصمة اليمنية صنعاء، أسفرت عن مقتل تسعة أفراد من عائلة واحدة فى هجوم على ما يبدو نفذه التحالف الذى تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين، فى حين، قتل 10 يمنيين على الأقل وأصيب العشرات فى قصف جوى ضمن نشاط عملية «عاصفة الحزم» فى وقت متأخر من مساء أمس الأول على قرية فى مديرية بنى مطر شرق العاصمة صنعاء. وقال سكان محليون إن الغارة استهدفت معسكر جبل النبى شعيب فى مديرية بنى مطر، ولكن الصاروخ سقط فى قرية حجر عكاش وتسبب فى سقوط حوالى 10 قتلى وعشرات الجرحي. وقال السكان، إن عملية البحث عن الضحايا تحت الأنقاض لا تزال مستمرة ، مشيرين إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة لأن العديد من الجرحى إصاباتهم خطيرة. وأكد مصدر طبى يمنى بمحافظة عدن مقتل 185 شخصا وإصابة 1282 أخرين، منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية المسنودة باللجان الشعبية فى المحافظة الواقعة جنوبى اليمن. وقال المصدر نفسه، إن هذه الحصيلة هى منذ بداية اندلاع الاشتباكات المسلحة فى المحافظة حتى يوم أمس، موضحا أن الأعداد فى تزايد مستمر نتيجة لاستمرار الاشتباكات المسلحة. وأشار المصدر إلى أن هذه الإحصائية تضم المدنيين والأطراف المتقاتلة، وهناك أعداد كثيرة لقتلى وجرحى للحوثيين لم تصل إلى المستشفيات حيث يتم نقلها إلى جهات تابعة لهم. وناشد المصدر، المنظمات الدولية، تقديم المساعدات الطبية، لان هناك نقصا كبيرا فى المستلزمات والكوادر الطبية مع تكدس المستشفيات بالجرحى.