رغم انقضاء المهلة النهائية للتوصل لاتفاق، واصلت إيران والقوى الست الكبرى أمس المحادثات النووية فى مدينة لوزان السويسرية ليوم إضافى وسط غموض تام لمصير المحادثات، خاصة مع مغادرة وزراء خارجية دول فرنسا وروسيا والصين لوزان، وتضارب الآراء حول إمكانية صياغة الاتفاق المنشود خلال ساعات. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، أنه تم تحقيق تقدم جيد فى المحادثات، ونأمل فى بدء صياغة نص الاتفاق اليوم، فيما بدا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أكثر تفاؤلا عندما صرح للصحافة الروسية قبل مغادرته لوزان قائلا :"يمكن أن نقول إنه تم التوصل لاتفاق مبدئى حول كل الأمور الرئيسية لتسوية هذا الملف، والذى سيبدأ تحريره على الورق خلال الساعات المقبلة أو خلال يوم". وفى تصريحات أخرى مناقضة، نفى دبلوماسى أمريكى التفاؤل الروسي، مؤكدا أنه لم تتم تسوية جميع المسائل، فيما أكد مصدر غربى آخر، أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق مبدئى والخلافات مازالت مستمرة. وبدوره، عاد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس إلى باريس للمشاركة فى اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي، مؤكدا أنه سيعود إلى لوزان "حينما تصبح المفاوضات مفيدة" على حد قوله، فيما حذر وزير الخارجية الصينى وانج يى قبل مغادرته المفاوضات، من فشل المحادثات النووية وإفساد كل الجهود السابقة إذا لم يحد الأطراف المشاركة من خلافاتهم فى تلك المرحلة الأخيرة وتقريب مواقفهم. وكانت مارى هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مساء أمس الأول، أكدت أنه تم إحراز ما يكفى من التقدم ليستحق الأمر البقاء حتى الأمس، لكنها اعترفت فى الوقت نفسه بأنه لايزال هناك العديد من الموضوعات الصعبة. وفى ضوء تلك التصريحات، ألغى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عودته إلى بلاده وبقى فى لوزان مع نظرائه البريطانى والألمانى والإيرانى لمحاولة تضييق هوة الخلافات، وذلك فى حضور الخبراء والممثلين عن الوزراء المغادرين. وفى سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، إن هناك إطارا واسعا من التفاهم بين طرفى المفاوضات رغم أن قضايا رئيسية بحاجة إلى حل ولايزال هناك الكثير من العمل. وفى غضون ذلك، اجتمع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس خلال مؤتمر بالفيديو مع فريقه للأمن القومى لبحث التقدم الذى تحقق فى المفاوضات حول الملف النووى الإيراني، وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي:"علم الرئيس بالتقدم الذى تحقق فى المفاوضات من كيرى ووزير الطاقة إيرنى مونيز ومن أعضاء آخرين فى فريق المفاوضات فى لوزان". ولليوم الثالث على التوالي، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي، من أن التوصل إلى اتفاق سيمهد الطريق أمام طهران للحصول على السلاح النووي. وعربيا، حذر وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، من أن إيران لن تحصل على فوائد من الاتفاق المحتمل من دون التعاون مع جيرانها العرب فى الخليج، مطالبا الغرب بالسعى أولا لتحقيق التوافق بين إيران والدول العربية، بدلا من الالتفاف على مصالح دول المنطقة لإغراء إيران بمكاسب لا يمكن أن تجنيها إلا إذا تعاونت مع دول المنطقة. وتتمثل القضايا الخلافية فى رفع العقوبات الدولية على طهران ومدة الاتفاق النووى وآلية التحقق من التزام إيران بتعهداتها التى سينص عليها الاتفاق، علما بأن الاتفاق الإطارى يشكل مرحلة أساسية تمهيدا لاتفاق نهائى بحلول نهاية يونيو المقبل.