سؤال لكل سيدة.. هل سألك أحد قبل ذلك ما هو عمرك؟ وهل رددتى بكل بصراحة ام قمتى بتقليص سنوات عمرك ، خاصة اذا كنتى تعديتى الاربعين. هناك بعض السيدات من تدارى عمرها الحقيقى عند السؤال ؟ وهل سن الاربعين يعتبر مرحلة جديدة أنضج وبداية لخطوات ثابتة ومتزنة؟ ام انه بداية النهاية والعد التنازلى لأنوثة المرأة وبالتالى لحياتها؟ ما يسبب القلق لعدد كبير من السيدات هو كونهم فى الاربعين او اقتراب اعمارهن من سن الاربعين ، حيث يتعرضن لعدد من التغيرات غير المألوفة، نظرا لدخولهن في مرحلة جديدة تتحكم فيها عوامل كثيرة، فتحدث تغيرات مختلفة في جسم المرأة؛ فيبدو عليه شيء من السمنة، وكما أن هناك تغيرات جسمية فهناك تغيرات نفسية عديدة ومختلفة حينما تسرع الخطى بالمرأة إلى سن الأربعين، يتبادر إلى ذهنها أنها بدأت طريق الذبول، وفي اقترابها من منتصف العمر، تهلع من معايرة زوجها لها بأنها كبرت، ، أي انها اصبحت منتهية الصلاحية
ففى الاربعين تشعر المراة بانها على قمة الجبل ، ترجع بذكراتها الى الوراء فترى طفولتها وشبابها وفتجد ان مزاقهما مازال فى اعماقها وتنظر الى النصف الاخر من العمر فتجد فيها مرحلة النضوج والرشد وتكتشف المراة انها وصلت لسن الياس حيث بدا يظهر الشعر الابيض ويبدا كذلك ضعف البصر وارتداء نظارة وكما تسمع لاول مرة من يناديها فى الاماكن العامة تفضلى يا طنط او اتفضلى يا خالتى او يا حاجة .
فى سن الأربعين يلتفت لنا من هم فى سن الستين ليقولوا لنا هنيئا لكم مازلتم شبابا فنستغرب.
مما لا يعرفه الكثيرون أن سن الأربعين سن مميز في عمر الإنسان إذ أنه الوحيد الذي ذكره الله فى كتابه وجعله سنا لبلوغ العقل تمامه ورشده فقال تعالى " حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدى وان أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إني تبت إليك وانى من المسلمين " ويقول ابن كثير فى تفسيره للآية الكريمة " ابن الأربعين لا يتغير غالبا عما يكون عليه، وفى الأربعين يتناهى العقل، ويكمل الفهم والحلم، وتقوى الحجة " وليس أدل على ذلك من أن الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم بالرسالة بعد بلوغهم الأربعين .
فعلى المرأة أن تثق بأن سن الأربعين هو سن التوازن النفسي، والنضوج الذهني والفكري؛ فهى فى هذا العمر أم وزوجة ، مرت بتجارب عديدة، وازدادت حكمة، وحنكة، وعقلانية وهدوءاً، وهو ما يجعلها قمة في العطاء، ومخزوناً كبيراً من القدرة والكفاءة، فعليها أن تنطلق من هذا التفكير فى حربها ضد كآبة منتصف العمر. فيجب ان تكون متفائلة، ومبتسمة، وتقنع نفسها ومن حولها أنه لا يأس بعد الأربعين؛ فهو سن "الأمل" لمرحلة جديدة تسعى فيها المرأة لتجديد حيويتها وشبابها. [email protected] لمزيد من مقالات داليا مصطفى سلامة