فى أقل من اسبوع تعود شرم الشيخ لتكون على موعد مع احتضان قمة جامعة وعرس عربى موسع على غرار مكانة وحضور المؤتمر الاقتصادى مصر المستقبل قياسا مع الفارق أن اجتماعات ولقاءات القمة العربية ستكون كاشفة ومؤلمة لتدارس الحال والوضع المأساوى الكارثى الذى وصل إليه العالم العربى وشعوبه. فابتداء من اليوم يبدأ ماراثون العرب نحو الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية السادسة والعشرين المقررة السبت والأحد المقبلين فى شرم الشيخ حيث سيكون هناك شعار وعنوان واحد رئيسى مرفوع أعلى رأس القادة والزعماء والملوك العرب وهو انقاذ وحماية الأمن القومى العربى وذلك فى ضوء تزايد الانقسام والفوضى والتفكك والانهيار لمنظومة الأمن العربى وضياع وذهاب عواصم عربية الى المجهول بعد أن ضربها زلزال التخريب والتدمير والانقسام وتحولت معظمها الى بحر من الحقد والدم فصارت سوريا والعراق وليبيا واليمن وآخرون خير أمثلة ونماذج للوضع الكارثى الذى يعيشه العالم العربى وباتت وحدته وأمنه القومى مفتوحا على سيناريوهات عدة فى قادم الايام لا يمكن التنبؤ أو التحسب لها ومن هنا ففى اعتقادى أن قمة شرم الشيخ المقبلة هى الفرصة الأخيرة ولا سواها لوقف هذا الانهيار ومنع هذا التشظى ووقف فوالق الزلزال الذى يضرب معظم العواصم العربية وبالرغم من تعدد وتكاثر جدول أعمال القمم العربية كما هو الحالى على مدى 70 عاما منذ انشاء الجامعة العربية عام 45 إلا أنه على الرئاسة المصرية من منطلق مسئوليتها فى رئاسة هذه القمة أن تنسق لتعديل هذه الدينامية المتكررة وأن تركز وتعطى الاولوية وتفاجىء الحضور بقضيتين فقط على جدول الاعمال هذه المرة، الأولى تتعلق بضرورة الاسراع بولادة وطرح مشروع عربى فى مواجهة المشاريع الايرانية والتركية والامريكية والاسرائيلية حاليا فى المنطقة حيث العرب وحدهم هم المغيبون منذ سنوات بسبب حالة التفكك والانكفاء على سجالات واقع الأزمات الداخلية التى تضرب بلدانهم، هم الوحيدون الذين لا يملكون مشروعا حتى الآن. والبديل فى هذه القمة دون تأخير أو تسويف هو الاسراع بصياغة مشروع عربى لعرقلة وتعطيل كل هذه المشاريع دفعة واحدة حماية وصونا للأمن القومى والتموضع والتمركز العربى فى هذا الاقليم المضطرب. أما القضية الثانية والتى يجب أن يكون لها قصب السبق والاولوية أيضا فى هذه القمة دون سواها من قضايا نمطية ومكررة فى كل قمة هى الاسراع بانشاء وتمرير مشروع القوات العسكرية العربية الموحدة والذى صاغته الجامعة العربية منذ ثلاثة أشهر عبر دراسة جامعة موجودة الآن فى حوزة الجامعة العربية وتم ارسالها مؤخرا لكل العواصم العربية عبر حضانة ورعاية مصرية لهذا المشروع حيث اعدته وصاغته عقول من الاستراتيجيين والعسكريين المصريين وتولى طرحه علانية فى الأسابيع الأخيرة الرئيس عبد الفتاح السيسى وأنه أعلم بدورى من مصادر الدوائر الدبلوماسية المصرية أن هذا المشروع قد أصبح جاهزا وأن هناك ثمانى عواصم حتى أمس قد ابلغت القاهرة بالموافقة عليه والاشتراك بقوات عسكرية فيه بمجرد أن يتم اقراره وتمريره فى اجتماعات القمة العربية بعد أيام خاصة أن هذا المشروع للقوات العربية أو قوات الانتشار حسبما سيتم الاتفاق على تسميتها فى الاجتماعات اللاحقة لوزراء الدفاع ورؤساء الاركان لقادة الجيوش العربية المخطط له بعد اجتماعات القمة العربية اذا سارت الأمور على هوى ورغبة الجانب المصرى وأطراف خليجية سيستند الى اطار قانونى ومرجعية عسكرية عربية معروفة باسم اتفاقية الدفاع العربية المشتركة الموقعة منذ عام 1950 من الدول العربية جميعها الآن أعلم كغيرى أن مثل هذا الطرح قد يواجه برفض وتعطيل أو تحفظ فى بعض العواصم العربية وفى مقدمتها دولة خليجية وحيدة وهى قطر لها أجندة اقليمية ودولية معاكسة لتوجهات الأمن القومى العربى. لكن فى المقابل يقع العبء الأكبر على الرئاسة والدبلوماسية المصرية بالتعاون مع أشقاء خليجيين فى تمرير مشروع القوات العربية تلك كأن تطرحه تحت يافطة أو لافتة تحالف الراغبين بان تكون العضوية والمشاركة فيه لمن يرغب من الدول العربية مع السعى لتوضيح عديد من النقاط المهمة للجميع فى القمة العربية وكذلك فى الشارع العربى بان هذا التحالف لن تكون قواته محتلة أو غازية أو مصدر قلق أو قلاقل لأى عاصمة عربية بل هو موجهة فى الأساس لمكافحة ومحاربة ومجابهة الارهاب وضرب قيادات وعناصر سرطان داعش وأخواتها وكذلك الا يتعارض هذا التحالف مع التحالف الدولى حاليا لمجابهة داعش فى سوريا والعراق باعتبار أن داعش أصبحت موجودة حاليا فى سيناء وليبيا وتونس واليمن وبالتالى لابد من توسيع مظلة المواجهة له ولغيره فى هذه العواصم العربية بدلا من أن تترك المنطقة العربية للمغامرات والمغامرين. وبالتالى فان الاسراع فى انشاء هذه القوات هى أفضل مقاربة عربية ومصرية لمواجهة الواقع الارهابى الأليم فى منطقتنا وبالتالى سيكون العرب قد حققوا انتصارين فى وقت واحد التصدى وضرب مشروع من يرفعون راية ولاية الفقيه فى طهران وراية الخليفة البغدادى فى الموصل والرقة لان مابعد داعش فى العالم العربى ليس كما قبله ومن هنا ستكون قمة شرم الشيخ العربية غير عادية وحاسمة فى تاريخ العرب أما أن يصحو ويستفيق العرب أو تكتب شهادة وفاة للعروبة. لمزيد من مقالات أشرف العشري