فى الوقت الذى تفكر وتسرع فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه الأيام الخطى لأجل إقامة وانشاء تحالف دولى واقليمى لتدشين حرب طويلة وممتدة باتجاه تنظيمات داعش وجبهة النصرة وسائر العصابات الارهابية التكفيرية كما وعد الرئيس الأمريكى أوباما فى الأيام الماضية وأوعز لوزير خارجيته جون كيرى لزيارة المنطقة حاليا لأجل هذا الغرض. بات الأمر يحتاج إلى وقفة مصرية خليجية مع النفس عبر تفكير ومسارعة الدولة المصرية مع اشقاء خليجيين مثل السعودية والامارات العربية والكويت والبحرين مليا فى اقامة وتدشين تحالف خاص بهم. على وجه السرعة خاصة أن هناك علاقات فريدة مميزة من التمازج والتماهى أى الانسجام والخصوصية فى الفكر والتوجه والمصير المشترك أمام تحديات جسام تغرق فيها المنطقة حاليا وباتت لا تنتهى فصولها. وأصبحت تعيش تحت برميل بارود قابل للانفجار فى أى وقت وباتت هناك موجبات للقلق تحتاج إلى صياغات سياسية واستراتيجية استثنائية غير مألوفة خاصة أن خطر داعش واخواتها بعد أن ينتهى من تنفيذ السيناريو الأسود فى سورياوالعراق ستمثل دول خليجية بعينها ومصر فى سائر الأيام هدفا استراتيجيا لها حتى لو اعتقدنا فى مصر وهما أننا بمنأى عن تلك الأخطار. وما أقصده وأهدف إليه من وراء هذا الطرح أننا فى مصر وبعد أن أصبح لدينا رئيس منتخب وساكن لقصر الاتحادية وهو عبدالفتاح السيسى فلابد أن تمكن رئاسته ومساعدوه الآن حتى يكون فريقه الرئاسى جزء من الخيال السياسى ويبدأ فى توسيع دائرة الحركة المصرية لصنع تحالف استراتيجى وسياسى وعسكرى فريد مع الدول الخليجية الأربع والأردن لو أرادت يهدف من خلاله إلى إعادة جزء من الدور والحضور المصرى فى الاقليم وضرورة استرداد عصب هذا الوطن أى مصر فى القريب العاجل من ناحية. وضرورة تكريس هذا التحالف من ناحية أخرى لصياغة أجندة وخريطة طريق سياسية وعسكرية للتعاطى بقوة وحزم مع عديد من أخطار وقضايا المنطقة سياسيا وأمنيا وعسكريا. ولا أقصد بهذا التحالف العسكرى أن تغزو الدول الاعضاء فيه دولا عربية أو اقليمية مثلما فعل المخبول صدام حسين بل بهدف إيجاد قوة ردع عربية لمواجهة خطر تلك التنظيمات الارهابية فى المنطقة وتوفير الحد الأدنى من مقتضيات الأمن القومى العربي. فضلا عن اعداد العدة والتمركز والتموضع العربى لمواجهة اخطار تمرد والتغلغل الايرانى والتركى والقطرى بدفاتر شيكاته المدفوعة مسبقا فى المنطقة حاليا حيث بات لا يخفى على أحد خطط المؤامرات والدس والتحريض والفوضى ضد مصر التى لا تنتهى فصولها من قبل مثلث الشر هذا وفى الخفاء ضد دول خليجية بعينها وما قصة الخلاف الخليجى مع قطر إلا بسبب تصدير هذه المؤامرات. مع الأخذ فى الاعتبار أن أخطار وأزمات هذه المنطقة ستكون مترامية الكوارث وذات سيناريوهات كارثية فى عديد من المناحى قد تستمر لأكثر من عشرين عاما من التفجيرات والصراعات ولدينا من تجارب العراق واليمن والصومال وحاليا سوريا وليبيا نماذج حية وعملية وبالتالى هذه المنطقة فى حاجة إلى الدول الكبرى رأس الحربة أمثال دول هذا التحالف المقترح للإسراع بصياغة استراتيجية أمن وتأمين استباقية وقائية لشعوب دولها. خاصة فى ضوء التقارب والتعاون الأمريكى الايرانى حاليا عبر مفاوضات خمس زائد واحد للبرنامج النووى الايرانى وبالتالى ستضفى لتقاطع مصالح امريكية ايرانية على حساب العرب والسنة وامكان التوصل بينهم فى نهاية المطاف لاتفاق امريكى ايرانى لتقاسم النفوذ والمصالح فى المنطقة على حساب كل الحقوق والأمن القومى العربى وكذلك تصاعد وتمدد الدور التركى بعد وصول رجب طيب أردوغان لرأس السلطة فى تركيا وأصبح السلطان العثمانى الجديد صاحب الأجندة الخفية الخبيثة الأطماع والكارثية المأل والعدوانية النوايا تجاه مصر واحقاده لضرب التكتل الخليجى لضمان عودة الولاية العثمانية الجديدة. ومن أجل كل ذلك فالفرصة مازالت سانحة أمام الرئيس السيسى للاسراع ببدء وتدشين هذا التحالف عبر جهود ديناميكية من التحركات والاتصالات باتجاه الدول الخليجية الأربع خاصة أن من بينها بلدين أصحاب مواقف ايجابية وقومية وعروبية وهما الامارات العربية المتحدة والسعودية تجاه مصر سياسيا واقتصاديا بعد خلع حكم عصابة الأخوان ولهما ثقل عربيا مع مصر فى صياغة خريطة التطورات القادمة فى المنطقة. وبالتالى تكون مهمة هذا التحالف بعد ضعف وشلل وميوعة دور الجامعة العربية الحضور والاشتباك السياسى والدبلوماسى مع القضايا العربية والاسراع بتوفير حلول عملية لها عبر رؤى وأفكار ومبادرات خلاقة مشتركة لدول هذا التحالف ووضع سيناريوهات ملزمة لحل الأوضاع العربية المتردية والانتكاسات فى بلاد مثل سورياوالعراق وليبيا واليمن. وكذلك التعاطى عسكريا عبر قوة موحدة ومشتركة وقت الحاجة لمجابهة أخطار داعش والنصرة وتكسير اقدامها مسبقا قبل الوصول إلى عواصم دول هذا التحالف مع اعطاء الفرصة للتنسيق الأمنى والاستخباراتى والمعلوماتية بشكل فعال ومستمر أولا بأول وبالتالى يجب أن يكون هذا التحالف مع دول الخليج الأربع من الآن فصاعدا أشبه بعلاقات زواج كاثوليكى لا طلاق فيه. ولتبدأ مصر فى الحال الخطوة الأولى عبر تجهيز واعداد إطار وهيكلة هذا التحالف وعرضه وتسويقه على دول الخليج هذه، اليوم قبل الغد.. فكل شئ يبدو مستحيلا حتى يتم انجازه. لمزيد من مقالات أشرف العشري