واصل الجمهوريون تحديهم لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن إيران حيث هدد السيناتور الأمريكى ليندساى جراهام بالسعى إلى تعليق التمويل الأمريكى للأمم المتحدة، وذلك فى حال لجوء الإدارة الأمريكية للمنظمة الدولية لرفع العقوبات عن طهران بدون موافقة الكونجرس. وقال جراهام - فى مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية- إنه «بصفته رئيسا للجنة العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ يستطيع تجميد حصة الولاياتالمتحدة للأمم المتحدة التى تبلغ قيمتها 654 مليون دولار عن العام الحالى وحده»، وأوضح أن 22٪ من تمويل الأممالمتحدة يأتى من أموال دافعى الضرائب الأمريكيين ، إلا أنه أقر بأنه فى حاجة إلى دعم من أعضاء الكونجرس للمضى قدما نحو قطع التمويل الأمريكى فى هذا الصدد. وأعرب جراهام عن تخوفه من لجوء الإدارة الأمريكية، فى حال التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، إلى الأمماالمتحدة لرفع العقوبات عن طهران بدون موافقة الكونجرس. وتعهد السيناتور بعدم السماح باستخدام الأممالمتحدة كوسيلة للالتفاف حول الكونجرس الأمريكى بشأن اتفاق سيؤثر على الأمن القومى الأمريكى وعلى إسرائيل، على حد تعبيره. وفى غضون ذلك، أعلن كفين سميث المتحدث باسم رئيس مجلس النواب الأمريكى جون بوينر اعتزام الزعيم الجمهورى زيارة إسرائيل خلال الفترة ما بين 27 مارس الحالى و13 إبريل المقبل، إلا أنه رفض الإفصاح عن أسماء أعضاء الوفد الذى سيرافقه خلال تلك الزيارة التى تعد الأولى من نوعها بالنسبة لوينر إلى تل أبيب منذ 7 سنوات والتى تأتى أيضا عقب فوز رئيس الوزراء المنيهة ولايته بنيامين نيتانياهو المفاجيء فى الانتخابات البرلمانية. من جانبهم، قال دبلوماسيون فى إسرائيل إن من المتوقع أن يضم الوفد المرافق لبوينر جمهوريين فقط، وقالوا إن الزيارة ستكون قبل نهاية مارس الجاري. وعلى الصعيد التفاوضي، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الفرنسى فرنسوا أولاند اعتزامهما التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى من شأنه تبديد قلق المجتمع الدولى وبشكل تام بشأن عدم امتلاك طهران لقنبلة نووية، وأن يكون الاتفاق «قابلا للتحقق». وقال البيت الأبيض إن الرئيسين شددا أيضا خلال اتصال هاتفى على وجوب أن تتخذ إيران إجراءات «لحل العديد من المشاكل المتبقية»، وتأتى تلك التطورات قبيل قمة ثلاثية من المقرر انعقادها خلال الساعات القليلة المقبلة فى لندن بين وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظرائه البريطانى فيليب هاموند الفرنسى لوران فابيوس والألمانى شتاينماير لمناقشة الملف ذاته قبل عودته إلى واشنطن فى وقت متأخر أمس. وفى الشأن ذاته، أكد فابيوس، فى تصريحات ل«راديو أوروبا 1» أن بلاده تريد اتفاقا متماسكا بشكل كافٍ بشأن برنامج إيران النووى يحول دون امتلاك طهران قنبلة ذرية، ويضمن أيضا حقها فى الحصول على طاقة نووية مدنية». وفى طهران، أعلن الرئيس الإيرانى حسن روحاني»أن التقدم الذى تم إحرازه فى الآونة الأخيرة فى المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية يمكن أن يؤدى إلى اتفاق نهائي، وأن كل القضايا المتبقية يمكن حلها»، وكرر «ليس هناك شيء لا يمكن حله». وأضاف أن «المجتمع الدولى أدرك أخيرا أن المفاوضات مع طهران أكثر فعالية من فرض عقوبات عليها وتوجيه التهديدات لها، وأن بلاده رسخت حقوقها النووية». وأوضح :»أن الأسلوب الصحيح هو إظهار التفهم والاحترام تجاه الأمة الإيرانية».وأضاف أن «الشعب الإيرانى نجح فى تحقيق أهدافه النبيلة، إننا لم نترك أصدقاءنا وحدهم فى المعركة ضد الإرهاب فى جميع أنحاء المنطقة»، على حد تعبيره، لكن دون أن يسمى هذه الدول.