أيام ويكون العرب علي موعد مع القمة العربية القادمة, هذه المرة في العراق, سنوات طويلة لم تحتضن بغداد قمة عربية, قاطعها العرب 25 عاما. نظام صدام القاتل قطع كل خيوط الاتصال ومنع بجرائمه وحماقاته الزائر العربي من الهبوط في مطار بغداد 23 عاما متصلة, فعزل نفسه وشعبه عن الحاضنة العربية بعد أن وسع دائرة المؤامرات والمكائد في محيطه العربي فكان شنقه أبلغ رسالة للطغاة في عالمنا العربي, فاستخفوا بها وأداروا لها الظهور ولم يستوعبها طغاة مصر وتونس وليبيا واليمن وآخرهم القادم الجديد بشار فاستحقوا تلك النهايات المفجعة. الآن الاعذار لم تعد مقبولة لمن يتخلف عن حضور قمة بغداد من القادة والزعماء العرب, فهو آثم قلبه وخائن لعروبته, بغداد أصابها الدور لاحتضان هذه القمة, فالتأجيل مرفوض والتحجج بالذرائع والهواجس الأمنية أو الخلافات الداخلية العراقية محاولة للهروب وإطلاق رصاصة الرحمة علي العمل العربي وهدم آخر معقل ومعبد للشعوب والدول العربية ألا وهو الجامعة العربية. وضع العرب ونزيف خسائرهم وخيبتهم الكبري هذه الأيام علي كل الأصعدة هو الأجدر والأحق بالاسراع والحضور لقمة بغداد, مشكلات العراق الداخلية والأوضاع الأمنية لم يعد لها محل من الإعراب السياسي, البلد أنفق 400 مليون دولار لاستضافة القمة وحضور القادة ووفودهم, باتت القمة استحقاقا عراقيا بامتياز, فتم تجنيد كل إمكانات الدولة لإنجاحها. هكذا قال لي سفير العراق في الجامعة د.قيس العزاوي, خطط التأمين والحضور وأجواء المناقشات ومقار الاجتماعات وطرق الوصول والمغادرة تجهز لها الدولة منذ عامين, سيفاجأ الجميع, حتي هؤلاء الذين يتغنون بأن بلدانهم الأكثر أمنا في العالم العربي, فالاستعدادات بلغت ذروتها والترتيبات والضمانات فاقت التصور وباركتها وفود الجامعة علي الطبيعة, فلماذا الغياب؟ ناهيك عن أن حضور القادة والزعماء العرب إلي بغداد هذه المرة مهم للغاية, حيث ينتظرهم استحقاق الأزمة السورية ووقف جرائم القاتل بشار الأسد, ناهيك عن أن هذه فرصتكم لمساعدة العراق في إعادة الاندماج والعودة كاملا لمحيطه العربي, العراق ذخيرة الأمة, والحضور ضروري, سيبعث برسائل لإيران وغيرها ممن يريدون الاستحواذ والسيطرة علي العراق وإلغاء عروبته, هكذا يريدون ويخططون ومن أجل هذا أرسلوا فرق جواسيسهم وميليشياتهم لإغراقه في الفوضي, ولكن هيهات الآن بعد خروج الأمريكان وعودة السيطرة الكاملة للدولة والحكومة العراقية, بالرغم من ضربات بقايا وأزلام القاعدة وفرق الإرهاب الجوالة التي تودع أيام مجدها الغابر. عودة العراق للعرب وتولي رئاسة القمة العربية لمدة عام أو أكثر سيوفران الممانعة لهذا البلد العربي, سيقطع أيادي ويكسر أقدام كل اللاعبين الإقليميين فيه, العراق عائد بقوة إلي المنطقة, ساعدوه وساعدوا أنفسكم للاستفادة من تراكم خبراته القتالية وقوته القادمة, فضلا عن خيراته الاقتصادية والاستثمارية الواعدة بدلا من استحواذ الإيرانيين والأتراك الذين بلغت حصيلة عائداتهم التجارية والاقتصادية مع العراق حتي الآن 22 مليار دولار سنويا, في حين أن عائدات وتجارة العرب مع العراق لا توازي أكثر من ملياري دولار فقط منها 400 مليون دولار رقم هزيل لمصر في تعاملاتها الاقتصادية مع بغداد الآن. فالبلد هناك يعوم علي بحيرات من البترول والغاز ويحتاج إلي سواعد فتية من الخبرة والعمالة والشركات العربية العملاقة لإعادة بنائه وإعماره وهذه فرصة لكل الدول العربية ونحن في مصر أولهم. غياب الدول والقادة العرب عن قمة بغداد غير المبرر وغير المقبول هذه المرة, سيدفع العراقيين للكفر بالعروبة, كفاكم انكم تركتموه 23 عاما نهبا للحصار ومرض أهله وغزو أرضه وقتل شعبه. احضروا وشاركوا هذه المرة من أجل الحفاظ علي عروبة العراق. المزيد من أعمدة أشرف العشري