أكدت مصادر ليبية مصدر أن أفراد تنظيم داعش الإرهابى انسحبوا فجر أمس الأول بشكل كامل ومفاجئ من قرية «النوفلية» بوسط ليبيا التى تمركزوا بها منذ بضعة أيام، دون أن يعرف سبب هذا الانسحاب السريع والمفاجئ، أو المكان الذى توجهوا إليه. ونقلت بوابة «الوسط» عن المصدر، الذى رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، قوله إن المعلومات تضاربت حول سبب انسحاب داعش، حيث أشارت مصادر إلى أن الشيخ صالح إكريم البهيجى ومحمد بوحواء اجتمعا بالقيادى الداعشى على قعيم القرقعي، وطلبا منه إخلاء القرية الليلة البارحة،بينما فسرت مصادر أخرى المغادرة بأنها ترجع إلى عدم قدرة التنظيم على الاحتماء من ضربات جوية محتملة.ورجحت المصادر أن يكون توقيت الانسحاب مرتبطاً بالخشية من ضربات الطائرات المصرية التى استهدفت مواقع للتنظيم فى مدينة درنة، فضلاً عن تخوفهم من استهداف مواقعهم العسكرية داخل قرية النوفلية من قبل سلاح الجو الليبي، وهو ما أكده أهالى منطقة النوفلية التى تبعد نحو 123 كم شرق مدينة سرت وسط ليبيا. وكانت 4 مجموعات مسلحة مقربة من تنظيمى القاعدة وداعش قد أخلت بدورها مواقع كانت تسيطر عليها جنوب غربى ليبيا، خوفًا من الغارات الجوية المصرية بعد إعلان إعدام العمال المصريين يوم الأحد الماضي، حسب مصدر أمنى جزائري. وذكرت مصادر عسكرية ليبية أن أجهزة الأمن الجزائرية رصدت انسحاب 4 مجموعات مسلحة من مواقعها فى الصحراء جنوب ليبيا وفرارها إلى مواقع جديدة تحسبًا لأى غارات جديدة. وأوضحت المصادر أن الجماعات المسلحة التى انسحبت هى التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا، المقربة من داعش، وكتائب الصحراء فى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، ومجموعة مسلحة تطلق على نفسها كتائب يوسف بن تاشفين القريبة من داعش تم تشكيلها فى جنوب ليبيا وتضم مجموعات من السكان المحليين من جنوب ليبيا وشمال النيجر، وفرع جماعة أنصار الشريعة فى جنوب ليبيا. وفى مدينة الزنتان، أكد عمر عبدالسلام مدير المكتب الإعلامى فى مطار الزنتان تعرض المطار المدنى للقصف الجوى من قبل طائرة حربية، مشيراً إلى أن الحادث جرى أثناء رحلة داخلية الزنتان - الأبرق - طبرق، لكن القصف لم يسفر إلا عن أضرار طفيفة نسبياً، وهلع بين العائلات والمسافرين داخل المطار. وقال إن قسم العمليات قام فور وقوع الحادث بإبلاغ الطائرة القادمة من منطقة الأبرق بالعودة إلى مطار الإقلاع، وإلغاء الرحلة التى كان من المفترض أن تنقل ركابا ليبيين ورعايا مصريين كانوا عالقين فى المنطقة الغربية، حفاظاً على سلامتهم وتفادياً لأى حوادث. وحمل عبدالسلام المسئولية للجهات الرسمية فى الدولة بشأن حماية العاملين فى مطار الزنتان المدنى والمسافرين منه، مطالبا بإدانة رسمية لهذه الجريمة الإرهابية واتخاذ ما يلزم من إجراءات تضمن عدم تكرارها ومحاسبة منفذيها. وقال: إنهم أعدوا تقريراً للحكومة حول إحداثيات الحادث وذلك محاولة لحماية المطار، مضيفاً أن رئاسة الأركان العامة كلفت فرقا من الدفاع الجوى تمركزت بالفعل حول نقاط معينة لحماية المطار. وأوضح أن إلغاء الرحلات تسبب فى حصول إشكاليات إنسانية خاصة للرعايا المصريين العالقين والقادمين من مناطق مختلفة من الجبل الغربى حول الإقامة وتحديد الرحلات البديلة. وأفاد المسئول الإعلامي، بأن المطار فنياً يمكن أن يستقبل رحلاته بدءا من الغد ولكن الأمر يرجع للحكومة المؤقتة فى ذلك. ومن جانبها، نفت مصادر بالعاصمة الليبية طربلس ل الاهرام أى أعتداء على مقر سفارة مصر أو حرقها كما أشيع خلال الساعات الأخيرة، كما نفت وزارة الداخلية فيما يسمى حكومة الإنقاذ الوطنى التى يترأسها عمر الحاسى والتى تسيطر بقوة السلاح على العاصمة طرابلس، صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن اقتحام السفارة المصرية بطرابلس وحرقها. واعتبرت أن الهدف هو خلق الفتنة بين الشعبين الشقيقين. وقال مدير الأمن الدبلوماسى بالوزارة المبروك أبو ظهير، ل »الأهرام«، أن السفارة لم تتعرض للاعتداء وأنها مؤمنة من قبل أعضاء الأمن الدبلوماسى المكلفين بحمايتها، موضحا أن اتصالاً هاتفياً جرى مع السفير والقنصل المصرى لدى ليبيا لإبلاغهم بسلامة مبنى السفارة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية شددت على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتأمين البعثات الدبلوماسية فى ليبيا. ومن جانبه، أعرب اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة فى ليبيا أمس عن استغرابه من اهتمام المجتمع الدولى بمحاربة تنظيم داعش فى سوريا والعراق وإهمال محاربته فى ليبيا، رغم وجوده ونشاطه المكثف خلال الفترات الأخيرة. وأضاف عبر تصريحات تلفزيونية لقناة وطن الكرامة: نحن نمر بظروف صعبة جدا تتمثل فى قلة الإمكانيات، والعالم الغربى يتحدث عن الإرهاب ولا يلتفت إلى مناشدتنا ونحن نواجهه قدر ما نستطيع حتى نخرجه من بلادنا. وقال حفتر: نحن لا نعمل إلا ما يرضى الله ونستجيب لرغبة الشارع وسنكون فى أسعد حالة عندما نشعر برضاه، مضيفا أنه خلال الأربع سنوات التى مضت تدهورت مؤسسات الدولة، فلا توجد أى مؤسسة فى البلاد لا تعليمية أوصحية وغيرها. وذكر أنه لابد أن يذوق الارهاب ما عانيناه من مرارة، متوعدا بمواصلة الحرب عليه. وقال: سنفتح الباب على مصراعيه لرحيلهم، متسائلا عن سبب وقوف المجتمع الدولى والأمم المتحدة مع سوريا والعراق وعدم الالتفات إلى ليبيا، لكنه عاد وأكد سنوفر الإمكانيات بأى أسلوب وسنستمر إلى أن نحرر بلادنا.