هذا هو عنوان الندوة التى شاركت فيها، فى المسرح الصغير بدار أوبرا القاهرة مساء الأربعاء الماضى (21/1) وشرفت فيها بمزاملة د. حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، ود. يحيى الجمل المحامى والفقيه الدستورى، ود. أسامة الأزهرى الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر، ورأس الندوة و أدارها د.جابر عصفور وزير الثقافة.ركز د. زقزوق ود. الأزهرى على توضيح أن فكرة "التجديد" هى فكرة أصيلة فى التراث الإسلامى والفكر الإسلامى، والتى تبدوشديدة الوضوح فى الحديث النبوى الشريف:"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها". د. زقزوق كان من افضل وزراء الأوقاف فى مصر، و من أكثرهم عمقا و استنارة، فهو استاذ الفلسفة الإسلامية الذى جمع بين تعلمه الأزهرى الدينى فى مصر، وتعلمه للفلسفة فى ألمانيا، قبل أن يتولى عمادة كلية أصول الدين. وهو مطالب اليوم- مثلما كان دائما- بأن يواصل عطاءه العلمى والدينى الراقى المستنير. أما د. أسامة الأزهرى فقد تعرفت عليه كنموذج مشرف لجيل جديد من علماء الأزهر المتميزين، حيث صعد فى سلم التعليم الأزهرى إلى أن حصل على الدكتوراه من كلية أصول الدين، واسهاماته العلمية والعملية ومساهماته فى المؤتمرات والندوات، فضلا عن خطبة الجمعة فى المساجد الكبرى تضعه فى الصف الأول من شباب اساتذة الأزهر النابهين. غير أننى- بصفتى من خارج السلك الأزهرى- تحدثت عن تجديد الخطاب الدينى كقضية اجتماعية سياسية، فى ضوء التطورات التى شهدها العالم الإسلامى، ومظاهر العنف والتطرف التى دعت الرئيس السيسى لأن ينادى فى خطابه الأخير بالأزهر بتجديد الخطاب الدينى ، وهو ماتصادف أن تلته واقعة إغتيال صحفيى شارلى إبدو فى باريس و ما صاحبها من تداعيات لم تتوقف، و أضفت أهمية كبيرة على كلمة السيسى. وقلت وما زلت أقول إن تجديد الخطاب الدينى مرتبط بالدرجة الأولى بتجديد وتطوير وإصلاح المؤسسة الأهم المنتجة لهذا الخطاب، أى الأزهرالشريف. لقد حرصت على الإستجابة للدعوة للحديث بالرغم من معاناتى من نزلة برد شديدة، خاصة و أن الدعوة جاءت من د. عصفور المدافع الصلب عن التجديد والتنوير، وأنادى بأن تتكرر أمثال تلك الندوات فى كافة أنحاء مصر. لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب