الدول العربية الإسلامية لم تغزو أو تهاجم أى دولة غربية منذ مئات السنين ، وإنما تتلقى الدول العربية ضربات جوية غربية مثلما شاهدنا فى العراق والعديد من الدول العربية والإسلامية . المشكلة ليست فقط فى العنف الغربي ولكنها فى العنصرية الغربية والإضهاد الواضح من الغرب للمسلمين ، فأى نقد لإسرائيل يعتبر عداء للسامية ولا يجرؤ باحث غربى على نقض ملف الهولوكوست ولكن إهانة رسول الإسلام الذى يؤمن به مليار مسلم على مستوى العالم يعد حرية فى التعبير عن الرآي !! وإستمرار نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس فى فرنسا فقط وإنما فى عدد آخر من الدول الأوروبية التى يقطن بها أكثر من 20 مليون مواطن أوروبي مسلم يعد إصرارا على حماية حرية الرآي هذه !! وتعرض المسلمين فى فرنسا لأكثر من خمسين اعتداء خلال الثمانى والأربعين ساعة التى أعقبت الهجوم على المجلة المعادية للمسلمين شارلي إيبدو يعد نموذجا للتسامح الغربي !! التطرف موجود بجميع الإديان والأوطان ولكنه ليس ذريعة لقيام بعض السياسيين والصحفيين الأوروبيين بالمطالبة بجلاء كل المسلمين عن أوطانهم وإصرار العديد من الدول الأوروبية على إستمرار نشر صور مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم . لا يجب أن تنسينا حادثة قتل صحفيي المجلة الفرنسية الساخرة ، "شارلي إيبدو" في باريس، مؤخرا على أيدي متطرفين ، أن مجازر دول العالم الغربي في حق العرب والمسلمين خلال القرن العشرين ، كانت الأبشع والأسوأ على الإطلاق : حادثة "دنشواي" هل تذكرك هذه الحادثة بما قامت به إنجلترا من مجازر في حق عدد من الفلاحين المصريين الأبرياء؟.. مجزرة "بحرالبقر" هي الأخرى دليل تاريخي على إجرام الكيان الصهيوني، وقد نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق طلاب مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمصر وأيضًا المجازر بحق الفلسطينيين آخرها حرب 2014، والتي راح ضحيتها أكثر من 2000 شخصًا مدنيًا في فلسطين ، ولا تعد ولا تحصى مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين، وأشهرها صابرة وشاتيلا، واجتياح لبنان في 1982 ... وارتكاب ايطاليا مجزرة "حوش آل ما طوس الدامية في ليبيا ، في يوم 25 مايو 1915 التى راح ضحيتها العديد من النساء والأطفال والشيوخ ولا أحد ينسى كذلك المليون شهيد في الجزائر الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الجيش الفرنسي ، حيث شهدت الجزائر ثورة ضد الاستعمار، بقيادة عدد من الثوار على رأسهم المناضلة "جميلة بوحيرد"، حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين وثلاثين سنة، وحاولت طمس هوية الجزائريين الوطنية. وفي أمريكا، أرض تمثال الحرية، أشرفت لجنة في الكونجرس على التحقيق في جرائم الحرب العسكرية ، التي ارتكبتها في الفلبين، حيث قُتل ما يقرب من مليون و500 ألف مدني، خلال الحرب على الفلبين، وأيضًا، خلال الحرب العالمية الثانية استخدم الحلفاء ودول المحور القصف الجوي على المدن والمدنيين طريقة للانتصار في الحرب، مما خلف نحو 2.5 مليون قتيل مدني، قُتلوا تحت القصف الجوي الأمريكي والبريطاني. وهناك أيضًا جرائم حرب على يد القوات الأمريكية في حق المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال وبنما وفيتنام ، في صور قصف جوي ضد مدنيين عزل و قتل لأسرى الحرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم وجرائم إبادة جماعية و استخدام أسلحة محرمة دوليا. الحقيقة التى يجب أن يتعلمها الغرب ، أنهم هم من يغذوا الإرهاب ويزرعون الشوك فى كل الدروب ببدءهم بالعدوان والظلم والطغيان وعليهم أحتضان المختلفين عنهم فى الفكر العقائدي أوالثقافي وليس إهانتهم والإعتداء عليهم وقتلهم وإضطهادهم ، فثقافة العنف لا تولد سوى المزيد من العنف ولا تؤدي أبدا إلى الأستقرار والسلم الأمني المجتمعي . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي