بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، أقيمت مؤخرا ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان (واقع الدراسات اللغوية بالجامعات المصرية) شارك فيها نخبة من رموز اللغة العربية في مصر. بدأت الندوة بكلمة للأستاذ الدكتور: السيد فضل مقرر اللجنة الأدبية بالأعلى للثقافة، أكد فيها أن الدافع لعقد تلك الندوة هو ما تُعانيه الدراسات اللغوية والأدبية في الجامعات المصرية من ضعف شديد، يلقى بظلاله القاتمة على الدارسين والخريجين، فكان الهدف من تلك الندوة هو إلقاء حجر في المياه الراكدة بغرض طرح الرؤى والأفكار للنهوض بالدرس اللغوي. ثم تحدث الأستاذ الدكتور: محمود فهمي حجازي، أستاذ علم اللغة المقارن بجامعة القاهرة، فأكد أن الدراسات اللغوية في مصر ليست ذات تاريخ بعيد، حيث بدأ الاهتمام بها مع إنشاء الجامعة الأهلية 1908، وكان عمود الخيمة الذي دارت حوله تلك الدراسات هو علم النحو المقارن، ثم زاد الاهتمام بها مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية1925، ثم بلغ الاهتمام بها ذروته مع ظهور الكليات المُتخصصة في دراسة اللغة العربية مثل دار العلوم، والآداب والألسن، حيث تجلت صور اهتمام: إبراهيم أنيس، وخليل نامي بالدرس اللغوي. وأضاف د.حجازي: أن الاهتمام بالدراسات اللغوية كان مُرتبطا بالوعي القومي آنذاك، على اعتبار أن الحفاظ على اللغة هو حفاظٌ على الهوية. وقال حجازي: وحتى نكون موضوعيين فإن النهوض بالدراسات اللغوية يحتاج إلى كثير من الجهود، خاصة في موضوع رسائل الماجستير والدكتوراه، فلابد من وجود مركز معلومات وقاعدة بيانات، تُسجل عناوين الرسائل التي تمت مناقشتها؛ منعا للتكرار والسرقات التي تُضعف البحث اللغوي، كما لابد من توافر جهات تعنى بتمويل المشروعات البحثية واللغوية، لأن في صيانها، صيانة لهويتنا المصرية.. ثم تحدث الأستاذ الدكتور: محمد عوني عبد الرءوف، أستاذ اللغة العربية بكلية الألسن، مؤكدا إيمانه بفكرة التفرد وليس النمطية، والذي يعنى من وجهة نظره: أن يهتم كلُ معهد بدراسة اللغة من جهة معينة لا يُقلد فيها جهة أخرى؛ منعا للتكرار والتقليد الذي يصيب البحث اللغوي بالجمود، مُدللا على اهتمامهم مؤخرا في كلية الألسن بلغة الجسد التي توضح معاني الإشارات والإيماءات والنظرات التي تعبر عن المعنى وتُبرزه. وأضاف د. عوني أن التكرار والتقليد يُخرج باحثا لغويا ضعيفا، وموضوعات مكررة مما يفوت علينا فرص الإبداع والابتكار. وفى كلمته بالندوة أكد الأستاذ الدكتور: محمد حسن عبد العزيز، أستاذ علم اللغة بدار العلوم، أن السبب الرئيسي في ضعف المستوى اللغوي للخريجين، يرجع إلى ضعف مستوى المتقدمين لكليات اللغة العربية، مما يعود بآثاره العكسية على الأستاذ الجامعي والخريج، فضلا إهمال حصص اللغة العربية بمدارسنا الحكومية، وتحول الكثيرين لدراسة اللغات الأجنبية. وأخيرا أكد كل من الأستاذ الدكتور: حسين نصار وأحمد كشك وعبد المجيد الطويل ووفاء كامل فايد ومحمد العبد: أن السبب الرئيسي من وجهة نظرهم هو ضعف التمويل اللازم للمشروعات البحثية، وعدم توافر قاعدة بيانات مركزية عن الرسائل التي تمت مناقشتها، مما يفرز رسائل غثة تزيد لغتنا العربية ضعفا إلى ضعفها.