على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة فرسان الشرق للتراث والرقص المعاصر عرضا شديد الجاذبية والجمال لمدة ثلاث ليالى فقط فى طقس شديد البرودة لم يساعد على حضور الجماهير. وبالتالى فهو عرض يجب ان تفكر النشيطة والمجتهدة الدكتورة إيناس عبدالدايم فى إعادة تقديمه ليتمكن عدد أكبر من الجماهير الاستمتاع به ولو على خشبة مسرح الجمهورية التابع لدار الأوبرا والذى يحتاج الى إضاءة مستمرة بأعمال فنية متنوعة خاصة ان العرض الذى يحمل عنوان نساء من مصر يتناول قضية فى غاية الأهمية والخطورة وهى قضية محاولات النظم الاستبدادية عبر العصور لقهر النساء بداية من نظام الأسرة التى تفرق فى المعاملة بين الأولاد والبنات وتغرس فى نفوس الذكور مشاعر الاستقواء وحب السيطرة، ويبدأ العرض بلوحة طريفة فى مدرسة ابتدائية يتصارع فيها تلميذ وتلميذة لنيل منصب رائد الفصل كأول تجربة لممارسة الديمقراطية يمر بها الصغار ويظهر انحياز الصبية لزميلهم بحجة ان الفتاة لا تصلح لتولى هذا العمل وقيادة الفصل ومن ثم تنحاز أكثر الفتيات لزميلتهن رغبة فى مقاومة القهر الذكورى الطفولى فى بدايته وعندما يحتدم الخلاف والصراع ويتحول الى ما يشبه المعركة الاستعراضية يتدخل أستاذ الفصل الذى لعب دوره أحمد حسن ويستمع للطالبة منى إبراهيم والطالب أمجد الأرتيست ثم يقرر ان يعلمه درسا من التاريخ يقول باختصار ان النساء وطن وان المرأة فى مصر قد لعبت دورا عظيما فى بناء الحضارة وكتابة الصفحات المضيئة من التاريخ ومن خلال القراءة يتجول التلميذ فى صفحات التاريخ ليجد تتويج الشعب المصرى للملكة حتشبثوت التى لعبت دورها شيرلى أحمد ثم هيباتيا فى العصر الرومانى والتى جسدتها ياسمين سمير فى صراعها مع المتعصبين الرافضين لدور المرأة ثم قدمت كايدى إدريس دور الأميرة فاطمة وإسهامها فى تشجيع العلم وافتتاح جامعة القاهرة فى لوحة ناعمة متناغمة مع إيقاع ذلك العصر ثم كانت لوحة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التى اغتالها الموساد الإسرائيلى ولعبت دورها هدير حلمى وقدم محمد منصور دور عميل الموساد الصهيونى ومن بعدها لوحة هدى شعراوى التى أدت شخصيتها مريان يسرى والضابط الإنجليزى الذى يحارب ظهورها كان محمد سالم كما تألق فى العرض رضا إبراهيم فى دور سنموت فى اللوحة الفرعونية وحسين رشاد ومحمد صلاح ومحمد عبدالرحمن ومحمد على فى اللوحة الرومانية ويارا ربيع ومى ابراهيم وهبة كنارى فى بنات الصهاينة وقدم الرؤية الدرامية والنص المكتوب طارق راغب وقامت بتدريب الراقصين سوزى فياض وأخرج العمل الفنان طارق حسن الذى اثبت من خلال قيادة الفرقة الجديدة التى لا يزيد عمرها الفنى عن خمس سنوات انهم قادرون على تقديم مستوى رفيع من الرقص التعبيرى يستحقون معه ان تكون للفرقة عروضها الدائمة وموقعها المميز على خريطة الفن الراقى بدار الأوبرا المصرية.