هي الملكة المتوجة علي عرش الضمير العطاء والبناء هي صانعة الرجال والأوطان.. المرأة هي الأم والأشجار المثمرة المطلة للسماء المرأة المصرية هي الجذع الرئيسي في إشعال الحركة النسائية في النصف الأول من القرن العشرين وهي لاعب أصيل في بناء المجتمع المصري. فرقة فرسان الشرق للتراث والرقص المعاصر بقيادة الفنان الشاب طارق حسن قدمت الدراما الاستعراضية( نساء من مصر) بدار الأوبرا في ثوب معاصر يستلهم من تراث وتاريخ المرأة المصرية من خلال شخصيات أثرت في الواقع المصري والعالمي ويدور العرض حول خمسة شخصيات نسائية أثرت المجتمع بسيرتهن وأعمالهن وهو يعمل ينهل من الجذور والتاريخ لتقرأه روح الحاضر والمستقبل في صياغة استعراضية معاصرة تقدم من خلالها أجواء صراع ونضال خمسة شخصيات نسائية هي حتشبسوت لملكها المصرية والفلكية هيباتيا سميرة موسي عالمة الذرة, الأميرة فاطمة, هدي شعراوي ويسرد العرض جوانب من حياتهم ونضالهن ويقدمهن المدرس( أحمد حسن) ويستعرض انجازاتهن تارة بالحوار مع الطالبة المتمردة الطموحة في الفصل التي يعترضها زملاؤها من الفتيان. مي إبراهيم وتارة أخري يبدأ الحكي علي الجمهور في شكل راوي كمقدمة لاستعراض الشخصيات بداية من حتشبسوت( سيرلي أحمد) وهيباتيا( ياسمين سمير) وصولا إلي سميرة موسي( هدير حلمي) والأميرة فاطمة( كايديا إدريس) ثم هدي شعراوي( مريان يسري) وجاءت الاستعراضات ناقلة للرسالة في خطوات وتناول تعبيري معاصر تؤكدها عناصر العرض ومن موسيقي وديكور وإضاءة وملابس واكسسوارات لتكثيف الشعور لدي المتلقي فظهرت الديكورات بخطوط وتكوينات بسيطة استخدم فيها المصمم( محمد الغرباوي) السيمترية( التطابق) بشكل واضح في أغلب المشاهد لتأكيد ضرورة التناغم والذوبان بين المرأة والمجتمع واعتمد علي غلبه دراما اللون في الأبيض والأسود بشكل أساسي لتأكيد الصراع وكانت الملابس بتصميماتها البسيطة تعتمد علي ألوان توازن بين الحالة الاستعراضية بألوان براقة مشعة وبين رمزية الرسالة واستخدام الاكسسوار للتأكيد الرسالة حيث استخدم أقفاصا علي رؤوس الراقصين في إشارة لسجن العقول في أفكار رجعية تدفع المجتمع للتأخر عن مسيرة التنمية والنجاح وجاءت موسيقي العرض معتمدة بشكل أساسي علي الإقاع والتدفق ليضيف علي العرض ديناميكية تدفع المتلقي للتفاعل والحماس لتأكيد أجواء النضال والتغيير والتجدد والشعور بالتدفق الزمني والحركة ولكنها جاءت مغربة تخرج عن الحالة الشرقية بمعني أن الموسيقي كانت ستخدم فكرة العرض بشكل أكثر قوة وتؤكد شخصيته المصرية لو كانت أكثر شرقية وتنوعا ايضا كانت أغنية لوحة هيباتيا بلغة عربية علي مسامع المصريين مما أسهم بشكل كبير في حالة التغريب في اللوحة المسرحية علي الرغم ان رسالة العرض واضحة ومباشرة وكانت الكلمات تأخذنا للبحث والتساؤل عن المعني والخروج عن حالة الإيهام وكسره في زوايا من العرض لم يكن مطلوبا فيها كسر الإيهام في حين أن المخرج أستخدم في كثير من الأحيان كسر الايهام وكان عنصر الربط هو الراوي( المدرس) ليحكي ويقدم ويربط بكلماته بين لوحات العرض وتقديم كل شخصية باستعراضاتها. في النهاية يمكننا أن نري الإطار العام للعرض في رؤية استعراضية معاصرة نجح الفنان الشاب طارق حسن في تقديمها علي مسرح الأوبرا بمهارة وإبداع فنان يملك شخصية مسرحية تؤهله لآفاق أكثر رحابة في ساحة الابداع المحلية والعالمية.