الخارجية الأمريكية: الهجمات الإيرانية تستحق الرد.. وجاهزون للدفاع عن إسرائيل    أحمد السجيني: تعديلات في قانون البناء لحل مشكلة الإحلال والتجديد    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة يطالب بنقل قوات "اليونيفيل" بجنوب لبنان لمسافة 5 كيلومترات    كولر يوافق على رحيل حمزة علاء للإعارة ولكن بشرط    الصحة اللبنانية: أكثر من 2100 قتيل و11 ألف جريح منذ بدء الحرب    قوات الاحتلال تطلق قنابل مضيئة في حي الرمال وتشن غارة في محيط مفترق الغفري بمدينة غزة    تشكيل مباراة البرازيل وتشيلي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم    حرامي قلبه جامد، ضبط عامل حاول سرقة سيارة ربع نقل متوقفة أمام كافتيريا بصحراوي سوهاج    نهى عابدين: أنا تركيبة صعبة ومش سهل أي حد يتعامل معايا وثقتي في الآخرين صفر (فيديو)    الكشف على 1436 مواطنًا في قافلة طبية مجانية بدمياط    عاجل - الاحتلال يقتحم مدينتي يطا وقلقيلية في الضفة الغربية    عدوان جديد في قلب بيروت و22 شهيدا وحزب الله يتصدى ل8 عمليات تسلل للاحتلال    بعد تغييرها.. تعرف على سبب تعديل مواعيد مترو الأنفاق 2024    أوقاف شمال سيناء تنظم ندوات ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    مفاجأة في الدفاع.. نجم الأهلي السابق يتوقع تشكيل منتخب مصر أمام موريتانيا    «فين أكبر قلعة رياضية في مصر!».. تعليق ساخر من إبراهيم سعيد بعد خسارة الزمالك الودية    «راجع نفسك».. رسائل نارية من رضا عبد العال ل حسام حسن    صاعقة في ويمبلي.. اليونان تهزم إنجلترا في الوقت القاتل    هشام حنفي: مباراة موريتانيا في متناول منتخب مصر وتصريحات حسام حسن تثير الجدل    محمد صلاح: يجب التركيز على مواجهة موريتانيا.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    الأوقاف تعقد «لقاء الجمعة للأطفال» في 27 مسجدًا    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات بمدينة بدر    هؤلاء معرضون للحبس والعزل.. تحذير عاجل من نقيب المأذونين    مصرع شخص وإصابة آخر صدمتهما سيارة ملاكي بالشيخ زايد    وفاة سيدة حزنًا على ابنها بعد 24 ساعة من دفنه في الإسماعيلية    القبض على مُعلمة متهمة بابتزاز الطلاب بحلوان    الجرام يتخطى 4000 جنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    هاشتاج دار الأوبرا المصرية يتصدر منصة X قبل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية    بعد تصدرها الترند.. حكاية تعارف وخطوبة مريم الخشت وأحمد أباظة| صور    خذ قسطا من الراحة.. برج الجدي حظك اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    إيمان العاصي تكشف رد فعل ماجد الكدواني بعد مشاهدة حلقات «برغم القانون» (فيديو)    دار الإفتاء تحذر من التحايل لاستعمال سيارات ذوي الإعاقة    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 10 أدعية تجلب الخير والرزق وتزيل الهموم    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    «يخرج الحى من الميت».. إنقاذ طفل من رحم والدته بعد وفاتها في أسيوط    لو بتعاني منه في بيتك.. 5 طرق للتخلص من بق الفراش    إصابة 5 أشخاص فى انقلاب سيارة ميكروباص بكفر الشيخ    هالاند الهداف التاريخي لمنتخب النرويج فى الفوز على سلوفينيا بدورى الأمم    اختلاط انساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    تركي آل الشيخ يكشف عن حدث كبير خاص بعمرو دياب في موسم الرياض    روفكون الفائز بنوبل فى الطب لتليفزيون اليوم السابع: اكتشافى سيفيد ملايين البشر    عمرو سلامة: "مشكلتنا في تمثيل الأكشن أن معظم الناس مش بتعرف تتضرب"    عضو بالتصديري للحاصلات الزراعية يطالب بخطوات جريئة لمساندة القطاع الصناعي    سياسيون: زيارة الرئيس السيسي لإريتريا خطوة محورية لتعزيز الأمن والاستقرار    قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: دروسٌ في الإيمان والثبات على الحق    وزير الصحة: إيزيس التخصصي يوفر 28 سريرًا و26 ماكينة غسيل كلوي لدعم صحة المرأة في جنوب الصعيد    التنمية المحلية: رصف وتطوير طرق شمال سيناء بتكلفة 1.2 مليار جنيه    أصعب نهار على «ميدو».. «النقض» ترفض دعواه وتلزمه بدفع 8.5 مليون جنيه لقناة النهار    اليوم.. قطع المياه لمدة 7 ساعات عن بعض قرى أطفيح بالجيزة    وكيل خطة النواب يكشف لمصراوي معنى "اقتصاد الحرب" وتأثيره على الدعم    محمود فوزى بندوة التنسيقية: الرئيس السيسى موقفه واضح إزاء القضية الفلسطينية    متحدث التعليم: تطوير نظام التقييم ليصبح أكثر شمولية وتركيزًا على المهارات والقدرات    أخبار × 24 ساعة.. بدء التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير الأربعاء المقبل    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    البركة في يوم الجمعة: مكانة الدعاء وأثره في حياة المسلم    الجامعات المصرية تحقق إنجازًا جديدًا في النسخة العامة لتصنيف التايمز «HE» العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال الغيطانى للأهرام:
رادار الشعب المصرى لايخطئ أبدا
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 01 - 2015

التحدى فى عام 2015 حاسم وصعب.أخطر ما يواجهنا فيه أنه مواجهة على خط رفيع بين التعثر والفشل،بين الاتحاد والفرقة،بين الخروج من عنق الزجاجة أو الانحباس فيها،الخطر ليس فى عودة الاخوان لأنهم لن يعودوا ولا فى من يتربص بالدولة المصرية خارجيا وداخليا فقط.. الخطر الداهم هو فى مواجهة مشكلاتنا وقدرتنا على حل مشكلاتنا العميقة الصعبة كدولة وكشعب وكنخبة وكشباب .
ذهبنا إلى الكاتب المصرى الكبير جمال الغيطانى صاحب الضمير الوطنى الرفيع..ذهبنا للروائى الشهيد، للمراسل الحربى الحقيقى، للصحفى المحترف،لصاحب الروئ، لعاشق التاريخ المصرى القديم والحديث،لمن حفظ الآثار الاسلامية وعلم اسرارها كأنها كف يديه،لمن درس فنون العمارة ودلالاتها وارتباطها بكل فنون الحياة بشكل فريد،لمن درس فن النسيج ومنمنماته وعقده وأسراره لمن يعتبرالنثر نوعا من النسيج ، والنسيج عبارة عن تلخيص لفكرة الخلق.ذهبنا للصوفى الباحث عن الله وملكوته..ذهبنا لمن ارتبط ابداعه الخاص بالعام،،لمن يبحث دائما عن الحق و الخير والحب والحريّة والعدالة والزمن والحياة والعدم ..ذهبنا الى كل هذا ..نسأله عن 2015..وما يحمله من تحديات واحلام وصعوبات وإشكاليات ومطبات وفتن و أزمات وأمنيات .
واليكم نص الحوار مع جمال الغيطانى:

ما حجم التحديات والصعوبات والآمال التى تواجهنا فى عام 2015 ؟
2015 ليس عاما لقطف الثمار انما هو عام حاسم ومهم ، وهذا العام به شيء من الحساسية لأنه عام فارق بين ماض مثقل بالأخطاء والكوارث وبين مستقبل معظم الشعب المصري يتطلع اليه في الحد الادنى من الأحلام والمعقولية، فالآمال الكبرى التى كانت تراودنا من عشرات السنين تواضعت الان جدا، فعلى سبيل المثال كنا نحلم بوحدة الأمة الآن نحلم بوحدة الوطن وألا يتعرض للتقسيم.وخصوصية عام 2015 هى انه أول مرة يثق الشعب فى رئيسه ويمنحه هذه الثقه وهذا لا يحدث بسهولة، وذلك يرجع الى رادار الشعب المصرى الذى لا يخطئ إبدا، الناس عندما وثقت فى جمال عبد الناصر نزلت له الى الشوارع عندما هُزم، انا عشت هذه اللحظة وهذا فى رأيى أول قرار للصمود بمساندة الشعب لزعيم مهزوم وهو يريد أن يتنحى، أرى ان ما حدث فى 1976 هو هزيمة للنظام أكثر من انه هزيمة عسكرية ،.. أتذكر ان السؤال الاساسى بعد حرب 6 اكتوبر حيث كان يسأل الضباط والجنود فى الجبهة «الناس بيقولوا علينا ايه؟» ، فى هذه اللحظة كان الجيش يدافع عن شرف العسكرية المصرية الذى هو فى الأصل شرف مصر.
الرئيس السيسى يتولى الحكم منذ ستة أشهر وقد أنجز أمورا مهمة جدا وخطيرة ، ولا أحد منتبها اليها، لأنه دون إعلام باستثناء الأهرام والأخبار والجمهورية ، الرئيس ليس لديه صوت اعلامى يوضح ماذا يفعل.وللأسف أخطر ما ترتب على دستور عمرو موسى الذى أطلق عليه «الدستور الموسوى» نسبة الى عمرو موسي حيث أن طموحاته الشخصية لعبت دورا فى صياغة الدستور ، وللأسف لم يكن هناك متخصصون فى صياغة الدستور، اللجنة كان بها الشيخ برهامى وبعض الشخصيات الفاضلة الأخرى ولكن لم تكن اللجنة تضم متخصصين ،فى هذا الوقت كنا على عجلة وفى حاجة لبناء الدولة وتنفيذ الاستحقاقات ،..واولهاكان اقرار دستور جديد للأمه، ولكن علينا أن ننتبه لمخاطر الدستور..فبعد ان تم اقرار الدستور اكتشفت أن هذا الدستور يصلح لإمارة مثل امارة «ليختنشتاين» - إمارة أوروبية صغيرة تفصل بين سويسرا والنمسا - ، هذا الدستور فى رأيى لا يراعى خصوصية مصر، كنت أتمنى أن يقرأوا كتاب «سندباد مصرى» لحسين فوزي..، فى رأيى لا يصلح لمصر نظام الرئيس يملك ولا يحكم، فمصر بلد مركزى شئنا أو لم نشأ، مهمة النظام ومهمة الشعب أن يرشد الرئيس ولا يحجمه وانا هنا لا أروج للديكتاتورية، أنا فقط أبحث عن فكرة النظام، والذى كان يحكم مصر فى ال40 سنة الماضية ليس نظاماً لأنه لم يكن هناك أحد يُحاسب فكان يترك الوزراء فى مواقعهم بدون محاسبة عن الثروات التى كونوها ، انعدام فكرة محاسبة المسئول أدت الى ثورة 25 يناير.،كان الرئيس مبارك ينادى بالاستقرار ايضا ، هذا الاستقرار أدى للجمود ، وهذا الدستور لابد أن يُعدّل ليس الآن ولكن يجب فى يوم ما.
فى رأيى أن أخطر تحد أمام الرئيس هو الحفاظ على وحدة الدولة وأنا سعدت جدا عندما وجدته مدركا هذه المسألة.
هل مازال الخطر على فكرة وحدة الدولة قائما وما أبرز هذه المخاوف؟
الخطر قائم أكثر من قبل 30 يونيو، وبصراحة قرار هدم الدولة المصرية لم يحدث فيه تراجع حتى الان سواء من قوى خارجيه ومنها الادارة الامريكية أو من قوى داخلية لا تريد تقدم الدولة المصرية، نعم هناك درجة من الاقرار بالواقع فرضه الشعب المصرى على السياسة الامريكية، لكن ايضا الدور الذى تلعبه تركيا لا اتصور أنه منفصل عن سياسة قطر ، وقطر غير خالصة النيات فى آخر الامر، وانا أعتبرها بنكا وليست دولة، ومازلت أكن كل الاحترام لمبادرة الملك عبد الله وإدراكه للمخاطر.. فهو رجل عروبى، ولكن هدف تقسيم العالم العربى على أساس طائفى وعرقى مازال مستمرا بشدة، وعلينا أن نتأمل ما يحدث فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، وطبعا الصومال انتهت من زمن.إذن هذا هوأول تحد يواجه الدولة وأنا هنا أقصد الدولة وليس النظام.، الرئيس صنع تغييرا لا شك فى أهميته وهو تعددية المراكز التى تقوم عليها علاقات مصر، وفى الحقيقة مصر تقوى عندما تنوع مراكزها ولكن عندما تتبع قطبا واحدا تصاب بالضعف والهزيمة، لأن طبيعة مصر طبيعة وسطية ، نابليون بونابرت قال: مصر أهم بلد فى العالم «من يتحكم فيها يتحكم فى العالم» ولهذا نابليون شن حملته على مصر وكانت حملته أغرب حملة عسكرية فى التاريخ حيث كان من ضمن أفراد حملته علماء وهذا لأنه يعلم قيمة هذا البلد، ما أتمناه أن من يحكم مصر عليه أن يعرف قيمتها وتاريخها.
التحدى الثانى: لدينا رأس قوى وطاهر ونظيف اسمه عبد الفتاح السيسى، الناس تثق فيه وتأمل فيه وهذا شعب جميل وعريق ووعيه أعلى من نخبته ،ولكن لا يوجد رقبة لهذا التكوين، والذى أعنيه بالرقبة، اختيار الحكومة كمثال، على سبيل المثال هذه الحكومة ليست على قدر مستوى عبد الفتاح السيسى وليست على مستوى الشعب المصري مع احترامى لشخصية المهندس ابراهيم محلب، هو رجل مخلص ولكن ليس لديه رؤية، كنت اتمنى من الرئيس السيسى أن يكون قدومه مثل أفتتاحية سيمفونية لها ايقاعها الخاص، الأمر الثانى أنه الى حد كبير تم اختيار عدد من الوزراء من خلال الهوى الشخصي. لاشك ان امام الرئيس السيسى مهام كبيرة وانا لا اطالبه بإنجاز كل هذه المهام الخاصة بالتعليم والاجور والاسكان والمعاشات والعشوائيات والبطالة ..لا اطالب بحل كل المشاكل فى 2015 أو 2016 لكن أطلب منه اشارات ، يجب على الشعب المصرى أن يتلقى اشارات من رئيسه الذى وثق فيه وفى نزاهته على انحيازه للاغلبية: أتمنى ألا يعول الرئيس كثيرا على أصحاب المليارات والثروات التى كونها أصحابها فى زمن مبارك.
هل هناك اشياء يجب ان نتخلص منها فى 2015 ؟
نعم أطالب الدولة بعدم التعامل بحرص شديد مع رجال الاعمال بحجة أنهم قادرون على انهيار البورصة او إحداث خلل فى السوق المصرية..
هل لديك اقتراحات تتمنى أن تطبقها الدولة فى 2015؟
أطالب بتطبيق قانون ضريبة تصاعدى للدخل بحيث لا يمس هذا القانون بالغلابة وإنما يطبق على أصحاب الثروات ورءوس الأموال الضخمة خاصة رجال الاعمال الفاسدين الذين كونوا ثرواتهم فى عهد مبارك والذين لم يقدموا اى تبرعات لصندوق «تحيا مصر» كما يجب.
واقترح أيضا إقامة ثلاثة مؤتمرات، الأول مؤتمر اقتصادى ويتم من خلاله بحث الوضع الاقتصادى والضريبى ويضع الأساس لاقتصاد مصر مثل المؤتمر الذى عقد بعد ثورة 1919 وكان يترأسه طلعت حرب ، وأنا واثق بأن هناك طلعت حرب الآن واتساءل كيف لمصر ان يكون بها رجل مثل فاروق العقدة ولا تستعين به الدولة؟
ما المفاهيم التى تريد أن تتغير للمصريين هذا العام؟
أتمنى ان نتخلص من الحساسية التى تنتاب البعض من الجيش ، فبعض النخبة والمسئولين والشباب غاضبون أن الجيش يعمل فى كل شيء، أقول لهم إن مصر الآن محتاجة الجيش أكثر من أى وقت مضي، وهناك مثل مهم فى التاريخ الفرعونى ، فعندما جاء اخناتون وقام بعمل ثورة علي الدين ،هنا بدأت الدولة فى التراجع والاهتزاز ،فظهر جنرال من الجيش المصرى اسمه »حور محب »تقدم وحكم مباشرة، اى انه ليس هناك حساسية أن يحكمنا الجيش ولكن الى حين، وأنا فى رأيى ان الناس مطمئنة لوجود الجيش لأنه يمثل صمام الأمان.
ما الذى تتمنى ان تراه 2015 ؟
سرعة انشاء جهاز اعلامى يمثل صوت الدولة ، فمثلا لا أحد يعرف حجم المعركة الشرسة التى يقودها الجيش الآن فى سيناء ، فأنا تصلنى أخبار الحوثيين فى اليمن اكثر من المعارك التى تدار فى الشيخ زويد فلابد أن يوجد مراسل حربى لكل جريدة وتليفزيون لتغطية معارك سيناء حتى يشعر الجندى فى سيناء انه لا توجد مسافة نفسية بينه وبين المصريين فى باقى مصر.
المسافة النفسية والمكانية التى قد تحدث للجندى فى سيناء بسبب التجاهل الاعلامى لما يجرى هناك خطيرة جدا، لأن هذه المسافة من الوارد أن تكون تمهيدا لانفصال سيناء ، لأن هذا البعد يوجد احساسا بأن سيناء بعيدة ، ولا ننسى أن الإخوان كان لديهم خطة كاملة لفصل سيناء ومنحها لحماس .
بحلول ذكرى ثورة 25 يناير بهذا الشهر كيف تراها ؟
أرى أن الجيش المصرى هو من ساند ثورة 25 يناير ، لذلك أنا أرفض من يشكك فى ثورة 25 يناير وهناك من استفاد واستغل ثورة 25 يناير ولكن علينا أن نتذكر ما قاله الشاعر الالمانى بيرتلود بيرخت : «جماهير بلا قيادة وحش بلا رأس» وهذا ما حدث لثورة 25 يناير.
والذى ترجم الثورة الى قرارات هو الجيش ، والجيش كان لديه موقف صريح من التوريث قبل عشر سنوات من قيام ثورة 25 يناير، وفى رأيى أن من أعظم مكاسب الشعب المصرى بعد 25 يناير هو استحالة أن يأتى حاكم ويفكر فى التوريث.
ما الشىء الذى صدمك فى 2014 ؟
أنا مصدوم فى حركة «تمرد» فأملى بها كان كبيرا ، شباب حركة تمرد عمل عملا مجيدا وفيه ابتكار وابداع ، ففكرة أن يجمعوا توقيعات من الشعب المصرى لعزل محمد مرسي والاخوان، فكرة مبتكرة ورائعة،اما الآن فاختفاء قادة تمرد غير مبرر،مع ظهور سلوك غريب لبعضهم، وهذا يجعلنى اسأل: هل هذا العمل المجيد كان وراءه الدولة فى الاصل؟ كنت اتمنى ان تتحول حركة تمرد الى حزب مثل الوفد عام 1919، ولكن اين هم الآن؟ تبخروا فى الهواء مثل الفقاعات.
فى رأيك كيف يعود الشباب الى الحياة السياسية مرة اخري؟
أنا مع مشاركة الشباب لكن لابد من توافر عنصر الكفاءة ، وأؤيد بشدة فكرة مدرسة المتفوقين فى كل محافظة، لأنها ستكتشف المواهب وهى ليست بدعة، فقد قام بها جمال عبد الناصر وأيضا قام بها محمد محمود باشا ، وكان زعيما للأقلية الذين كانوا ضد الوفد ،كان رئيس حزب الأحرار الدستوريين وهذا الرجل كان يحمل درجة الدكتوراه من جامعة اكسفورد وذهب الى الصعيد وبنى بها مدرسة لأبناء الشعب المصرى مثل محمد على، بالمناسبة أنا اقرأ الفاتحة كل يوم صباحا على روح محمد على، يكفيه شرفا البعثات التى ارسلها وعادت لتفيد المصريين، هذا ما يجب أن يؤسسه الرئيس السيسي يبدأ بظهير للجيش كحرس وطنى ليخفف عن الجيش الحامى، ثانيا ظهير سياسى ايضا له، لا اعرف كيفية حدوثه ولكن يجب ان يفكر مع السياسيين، ثالثا مؤتمر اقتصادى، رابعا مؤتمر ثقافى يتولاه من لا يتطلعون الى منصب ، رابعا يعاد تشكيل المجلس الاعلى للثقافة بالكامل لأنه لا يمثل حقيقة الواقع الثقافى فى مصر ودائما يشكل على مزاج الوزير، فهناك ابراهيم بدران ومحمد ابو الغار واشخاص لا تريد مناصب لابد من جمعهم وعمل لجنة حكماء ، هذا ما أريده فى 2015 وهو منح الأمل للناس.
هل تخشى من شعور المصريين بالإحباط ؟
أريد أن أنبه الى شيء مهم، وهو أن الرئيس السيسى محبوب والناس تثق به الى حين ، فإذا ظلت الحكومة تعتمد على شعبية الرئيس وتقوم برفع اسعار البنزين والكهرباء وراحت تثقل الحمل على الطبقة المتوسطة سيتحول الامر الى كارثة ، كنت اتمنى ان تأتى الدكتورة فايزة ابو النجا رئيسة وزراء منذ البداية ، كنا سنوفر على أنفسنا جهودا كثيرة ، فايزة ابو النجا قوية وشجاعة ولديها خبرة فى الادارة وحس اجتماعى، المصريون يستطيعون قراءة الرئيس من أول لحظة والشعب اذكى مما نتصور، والخطورة الآن ان الحكومة تنفق من الرصيد الشعبى للرئيس، ولو المصريين شعروا بالقلق سينزلون الى الشارع وهذا هو الخراب.
ما هى المخاوف التى تخشاها من مجلس الشعب المقبل ؟
لا توجد قوى سياسية معبرة عن الاغلبية ،ولا معبرة عن الرئيس ،فنحن فى مواجهة اصحاب الاموال واللحى ،وعلينا الا نبالغ فى ممثلون الحزب الوطنى الا اذا ظهرت نماذج فجة مثل احمد عز الذى كان احد اسباب سقوط النظام ، ولابد ان تكون النزاهة شرطا اساسيا للترشح بعد ذلك لابد ان نعرف ما يمتلكه البرلمانى قبل دخوله المجلس وبعده.
ما تعليقك على تصريح وزير الداخلية الذى قال فيه اننا فى العصر الذهبى لترابط وتضامن وتكاتف الجيش والشرطة والقضاء مع بعضهم بعضاً ؟
فيما يتعلق بالشرطة والجيش فالأمر لا يحتاج الى تأكيد وزير الداخلية ، وفى الفترة الاخيرة معظم المناسبات التى كانت تخص الجيش كانت فى يد الفريق صدقى صبحي والذى أعتبره من أروع وزراء الدفاع الذين عرفتهم مصر دائما.
اما بالنسبة للقضاء فأنا أعتقد أنه يعنى كلمة الدولة ، أو أنه خانه التعبير ولا أعتقد انه يعني أن الشرطة والقضاء منظومة واحدة، اما بالنسبة لما رأيناه فى المحاكمات الأخيرة للإخوان والتى طالت أكثر من اللازم،لابد من حسم الامر، «وفكرة أن أوراق الأدلة تقول ذلك «هى فكرة خطيرة جدا، القاضى الجليل الذى حكم على حسنى مبارك ، هذا الرجل شكله العام مريح الى نفسى ولكننى أتحفظ على بعض التصرفات التى قام بها جعلتنى أراه يبرر حكم مبارك ، حيث سمح بدخول التليفزيون وتحديدا قناة فضائية معينة لماذا يقول أن أوراق القضية 2000 صفحة ، لماذا يقول ان ظهره يؤلمه؟ فإذا كان كذلك فكان يمكن ان يتنحي ، فى تصورى هو لم يكن مقتنعا بالحكم الذى حكم به ، نعم هو ياره صحيحا جدا من منطلق الأوراق ولكنه يخالف الواقع ، وأساس المحاكمة نفسها كانت محاكمة جنائية لخطايا سياسية !!وهذا لا يجوز ولم يحدث هذا لا في الثورة الفرنسية ولا الروسية ولا حتى الأمريكية.
الترحال والكتابة مرتبطان ارتباطا وثيقا بكيانك وأعمالك ؟
صحيح،نحن فى رحلة منذ أن نولد وحتى رحيلنا، أحيانا نجد من يستغرق رحلته فى محاولة اكتشاف جزء من العالم، وانا سافرت كثيرا حبا فى اكتشاف العالم ومن سنوات قريبة بدأت أسافر الى الداخل ، والرحلة هى جزء من تكوينى الثقافي، وهناك من ساعدنى اثناء هذه الرحلة مثل الأستاذ نجيب محفوظ والشيخ أمين الخولي ويحيى حقى وعشرات البسطاء الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ومنهم والدي.
فكرة المحطات فى حياة جمال الغيطانى كيف تقرأها وكيف ترتبها؟
الحياة رحلة ولها مراحل ولا يوجد رحلة تتم فى فراغ ، وهناك رحلة تحدث كل يوم ولا يلتفت اليها أحد ،وهى رحلة الوجود فى مدار الكون ،وهذا ما ركزت عليه فى عملى الجديد «حكايات هائمة» ، وتبدأ هذه الرحلة صباحا بميلاد الشمس وبالمناسبة أحد أسماء شروق الشمس «طفلا» ، ثم تتوسط فى السماء حتى يستوى الظل ثم تميل الى الغروب وتختفى ، من الذى أدرك هذه الحقيقة ؟هم المصريون القدماء ، ولو نظرنا لوجدنا ان عمرنا مثل هذه الشمس ، وأكثر ما يشغلنى هو فكرة الشروق والغروب أى الوقت ، وأنا طفل كنت أسأل سؤالا عفويا: «هوا امبارح راح فين» ، وكان ذلك بدايتى مع الأسئلة الوجودية ، ونحن نرى الوجود كل يوم فى كتاب الكون ولكننا لا نلتفت اليه ، الليل على سبيل المثال هو العدم للشمس ،لكن المصريين القدماء رفضوا فكرة العدم واخترعوا فكرة العالم الآخر، وكل الذى لديه هموم كونيه يقرب جدا الى الشعر، لذلك أعتبر أهم ما قيل فى وداع الحياة قيل وأصحابه على قيد الحياة مثل الذى يكتبه عبد الرحمن الأبنودى الآن ،وجدارية محمود درويش وأنا الآن متقبل الموت اكثر من ذى قبل بكثير.
ساد صمت غامض ..تمنيت له بطول العمر ،ثم سألته كتبت فى «سفر البنيان»: (كل منا له مدينته وماعليه الا بذل الجهد لاكتشافها «اما بالرحيل اليها أو الولوج فيها،واما بتمثلها واستحضارها ،البعض يفنى عمره من اجل دخولها ولا يصل الى تحقيق ذلك وقلة يستدعونها اليهم ويفنون كل ما يشكلها من عناصر وموجودات».
هل تشعر انك دخلت المدينة الخاصة بك ؟
إلى حد ما واظن اننى مازلت أقف على الباب ولكننى لست نادما، فأنا حياتى كانت غنية جدا ومتنوعة وكان فيها مراحل أعيد اكتشافها الى الآن ،فمثلا علاقتى بالسجاد تتجدد ،الآن لدى كتب نادرة عن هذا الفن لم أقتنها من قبل عندما كنت أدرسه، وأنا أساساً نسّاج .
ما العنصر المشترك بين فن السجاد ومهارةالكتابة ؟
النثر، لأن النثر نوع من النسيج ، والنسيج عبارة عن تلخيص لفكرة الخلق ، مثل المرأة والرجل ، والنسّاج يضع نفسه فى النسيج لخروج السجادة بهذا الشكل فما بالك بالسجادة التى يتم تصنعيها عقدة عقدة لكى تصنع وبرة ، والكتابة نفس الشئ ولذلك أنا مهتم بالعمارة لأن العمارة تركيب ، ومن النعم التى فى حياتى هى الموسيقى ، تقريبا أستمع الى الموسيقى حتى وأنا نائم ، وذات مرة كنت بمسجد السلطان حسن، ولا أعتقد ان هناك من فهمه مثلى ، وكنت أقف به وحدى ذات مرة وفجأة رأيت موسيقي ولم أسمعها ، علاقات الأقواس بالأعمدة والسقف ، معجزة !
دائما دائرة الكتابة عندى اعتبرها مثل منطقة القتال ، فأى قذيفة لها دائرة اذا وجد بها اخر لابد أن ينتهي ، والأدب والكتابة لدى تمثل هذه المنطقة واعتبرها مثل الرهبنة.
هل يستطيع الأدب ان يصالح الناس على أنفسهم وعلى الزمن وعلى مصاعب الحياة ؟
لا شيء جعلنى متقبلا فكرة الموت مثل الشعر ، الشعر الحقيقى ، فربما تجدين اديبا نص نص ، ولكن هذا لا يجوز فى الشعر، من مصادر ثقافتى الأساسية جدا التراث الصينى ، عندما تعرفت عليه فى فترة مبكرة عندما وقع فى يدى كتاب «التاو» للفيلسوف لاوتسو، ومن لا يعرف الصين كحكمة وفلسفة لن يعرفها كصناعة.
ما ابرز حكمة تقوم عليها حضارة الصين ؟
أن الحياة قصيرة ولن تتكرر ،الفلسفة الصينية والفلسفة الاسيوية عموما قائمة على تحقيق التوازن بين الانسان والحياة بحيث تتحقق السعادة حتى للحشرات التى تمشى بجانبك.
كيف تري المقولة التى يتم ترديدها كثيرا فى بعض القصص والروايات وفى الحياة ايضا بأن الحب الحقيقى دائما ما يتعثر لانه يأتى فى الزمن غير المناسب وفى الظروف المستحيلة لهذا يهزم شر هزيمة ؟
هذا صحيح لحد كبير، ظروف المجتمع لا تساعد على البوح وايضاً نحن فى مجتمع الأساس فيه الخجل والمحرمات، ولكن على الأقل من المفترض عندما يحب انسان شخصا يقول ويعترف له ، أتذكر كنت امر بحالة حب من طرف واحد والطرف الثانى سافر فرآنى الاستاذ نجيب محفوظ حزينا فسألني: مالك فقلت له تلك الفتاة التى عرفتك عليها سافرت وكنت أحبها ، فنظر لى وقال: يا عبيط أنا عارف انك بتحب كمال عبد الجواد وكمال انتهى من زمان ، حب يعنى علاقة .للاسف الثقافة العربية قائمة على احتقار المرأة وأنا ارى ان المرأة أصل الوجود والرجل وهم ، وفى نفس الوقت لا توجد ثقافة قدست المرأة مثل الثقافة العربية ولكن فى الصوفية ، فمثلا كتاب الفتوحات المكية ، انظرى ماذا يقول ابن عربى عن المرأة: لما كانت المرأة محل التكوين فهى بمنزلة المكون. لذلك تجدى كل الشعر الصوفى به تقديس للمرأة ، واعتقد اننا لن نتقدم الا اذا أخذت المرأة وضعها، والثقافة العربيه الحالية فى جوهرها تعتبر المرأة متاع.
أفضل حالة للمبدع أن يحب ، الكراهية مميتة وقاتلة فعندما اسب أحدا يمتد على رزاز من الذى أقوله ، وعندما أؤذى شخصا فأنا أؤذى نفسى ولكن عندما أحب أحدا واعطى له نفسى وافقدها فيه تتجدد الحياة.
كان لابد أن أتوقف عن السؤال بعد ان أخذت من الوقت الكثير..لملمت أوراقى وتمنيت له مزيدا من العطاء والصحة والعمر..على أمل حوار آخر لنحلق معه الى مصر الجديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.