ننشر أسعار الذهب اليوم الجمعة 11 أكتوبر    تعرف على سعر الريال السعودي اليوم في البنوك    أسعار الفراخ في بورصة الدواجن البيضاء اليوم الجمعة 11-10-2024    ماسك يستعرض سيارة أجرة آلية طال انتظارها، وهذا موعد طرحها وسعرها (فيديو)    نيبينزيا يتهم الولايات المتحدة بالتغاضي عن الجرائم الإسرائيلية    باحث سياسي: الإدارة الأمريكية تتفق مع إسرائيل على تقويض النفوذ الإيران    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتال قياديا في حركة الجهاد بالضفة الغربية    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينتي يطا وقلقيلية بالضفة الغربية المحتلة    أوباما يواجه مجتمع السود وخوفهم من انتخاب سيدة    موعد مباراة مصر وموريتانيا والقنوات الناقلة في تصفيات أمم إفريقيا    بعد ساعات من دفنه، وفاة أُم حزنًا على ابنها شهيد لقمة العيش بالإسماعيلية    «قرأوا الفاتحة في قعدة التعارف».. معلومات عن زوج مريم الخشت    اليوم، إطلاق 5 قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة    دينا عن سر رشاقتها: «الرقص مهم جدا وبيشغَّل الهرمونات»    دعاء يوم الجمعة مكتوب.. اغتنم ساعة الاستجابة بأفضل الأدعية لليوم المبارك وما ورد عن الرسول    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص بكفر الشيخ    انتشال جثة سائق لودر سقطت عليه صخور جبلية أثناء عمله في قنا    فلسطين.. إصابات جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا في جباليا شمال قطاع غزة    اليوم.. قطع المياه لمدة 7 ساعات عن عدد من مناطق الجيزة    ميوزك أورد وجينيس وفوربس.. أبرز 20 جائزة حققها الهضبة طوال مشواره    إيمان العاصي تكشف رد فعل ماجد الكدواني بعد مشاهدة حلقات «برغم القانون»    اليوم.. الأوقاف تفتتح 16 مسجدًا بالمحافظات    اختللاط أنساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    علي جمعة يكشف شروط الصلاة على النبي    حبس المتهمين بسرقة المساكن بالشروق    عاجل.. حقيقة ايجابية عينة بنتايك    «متعملش زي حسين لبيب».. رسالة مثيرة من إبراهيم سعيد ل أحمد بلال لهذا السبب    لدينا «صلاح ومرموش».. ربيع ياسين: «المنتخبات الموجودة بتترعب من منتخب مصر»    أحمد السجيني: تعديلات في قانون البناء لحل مشكلة الإحلال والتجديد    نهى عابدين: أنا تركيبة صعبة ومش سهل أي حد يتعامل معايا وثقتي في الآخرين صفر (فيديو)    صاعقة في ويمبلي.. اليونان تهزم إنجلترا في الوقت القاتل    هشام حنفي: مباراة موريتانيا في متناول منتخب مصر وتصريحات حسام حسن تثير الجدل    الأوقاف تعقد «لقاء الجمعة للأطفال» في 27 مسجدًا    عدوان جديد في قلب بيروت و22 شهيدا وحزب الله يتصدى ل8 عمليات تسلل للاحتلال    أوقاف شمال سيناء تنظم ندوات ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    هاشتاج دار الأوبرا المصرية يتصدر منصة X قبل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية    خذ قسطا من الراحة.. برج الجدي حظك اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    رضا عبد العال يوجه رسالة لحسام حسن    هؤلاء معرضون للحبس والعزل.. تحذير عاجل من نقيب المأذونين    وفاة سيدة حزنًا على ابنها بعد 24 ساعة من دفنه في الإسماعيلية    دار الإفتاء تحذر من التحايل لاستعمال سيارات ذوي الإعاقة    القبض على معلمة تشاجرت مع طالبات داخل إحدى المدارس بحلوان    «يخرج الحى من الميت».. إنقاذ طفل من رحم والدته بعد وفاتها في أسيوط    لو بتعاني منه في بيتك.. 5 طرق للتخلص من بق الفراش    روفكون الفائز بنوبل فى الطب لتليفزيون اليوم السابع: اكتشافى سيفيد ملايين البشر    عضو بالتصديري للحاصلات الزراعية يطالب بخطوات جريئة لمساندة القطاع الصناعي    سياسيون: زيارة الرئيس السيسي لإريتريا خطوة محورية لتعزيز الأمن والاستقرار    قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: دروسٌ في الإيمان والثبات على الحق    وزير الصحة: إيزيس التخصصي يوفر 28 سريرًا و26 ماكينة غسيل كلوي لدعم صحة المرأة في جنوب الصعيد    وكيل بنتايك: لا نفهم سر الحملة الدائرة حول تعاطي اللاعب للمنشطات.. وسنتخذ الإجراءات القانونية    محمود فوزى بندوة التنسيقية: الرئيس السيسى موقفه واضح إزاء القضية الفلسطينية    أصعب نهار على «ميدو».. «النقض» ترفض دعواه وتلزمه بدفع 8.5 مليون جنيه لقناة النهار    متحدث التعليم: تطوير نظام التقييم ليصبح أكثر شمولية وتركيزًا على المهارات والقدرات    أخبار × 24 ساعة.. بدء التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير الأربعاء المقبل    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هى .. غيرت تاريخ مصر فى 3 أيام
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2014

يبدو أن الفلاسفة عندما وصفوا المرأة بقولهم: "مادامت هناك حياة هناك أمل لدى المرأة" قد استلهموا هذا الوصف من المرأة المصرية.. فرغم ما تعانيه من ظلم بأشكاله المختلفة من إهمال وتهميش وإغفال لحقوقها وغيره لم تستسلم ولم يتملكها الإحباط..
نزلت إلى الميادين فى 25 يناير 2011 وكلها ثقة فى قدرتها على المشاركة فى التغيير، وعندما لم يتحقق ذلك وشعرت أن ثورتها بل وبلدها تختطف وحقوقها تسلب ومكتسباتها تضيع وأحلامها تبدلت إلى كوابيس انتفضت من جديد وخرجت إلى الميادين مرة أخرى ثائرة فى 30 يونيو 2013، ورغم ما تعرضت له من ضرب وسحل وتحرش من المناوئين للثورة ظلت على موقفها، بل زادها ذلك إصرارا فكان المشهد الذى أبهر الجميع فى الاستفتاء على الدستور، وتكرر نفس المشهد فى الانتخابات الرئاسية التى جعلت التفاؤل يتزايد فى نفوس النساء اللاتى مازالت- رغم التفاؤل- تخشى عودة قمع الحريات وعدم تمثيل المرأة فى المجالس المنتخبة وتولى المناصب خاصة بعد التشكيل الوزارى الجديد ونصيب المرأة المحدود فيه.. ومع ذلك مازالت متفائلة ولديها أمل أن غدا سيكون أفضل لأن هناك إرادة سياسية واعدة.. وهذه هى رؤية النساء

إنقاذ الوطن صناعة نسائية
سامية عبد السلام
فى 30 يونيو.. وفى ميدان "الشون" بالمحلة الكبرى الذى كاد ينافس ميدان التحرير، نزلت نعمت رشاد قمر- أقدم نقابية بالغزل والنسيج والتى خاضت انتخابات مجلس الشعب لأكثر من مرة وخسرتها- كما تقول- بسبب التزوير مرة لصالح مرشح الحزب الوطنى ومرة لصالح مرشح الإخوان، تضيف: نزلت إلى الميدان مع غيرى من السيدات بكافة طوائفهن لشعورهن بأن ثورتهن الأولى فى 25 يناير لم تحقق أهدافها والحال أصبح إلى الأسوأ.. نساء متعلمات وعاملات وفلاحات ومعظمهن من القرى والنجوع نزلن إلى الميدان. وتؤكد أن ما حدث للمرأة من تعرض للاعتداء وتحرش هو محاولة لكسرها لاثنائها عن دورها ولكنها مصرة وسوف تخوض النساء الانتخابات البرلمانية بكثافة ولكن المهم هو تمثيلها بعناصر لها تاريخ سياسى وخبرة وقادرة على العطاء، وذلك لن يتأتى إلا باتفاق الأحزاب على قائمة مدروسة تمثل فيها المرأة تمثيلا جيدا وألا يكون تمثيلها مجرد "كمالة عدد" أو "سد خانة"، فعدم اتفاق الأحزاب وتكتلها وتعاونها وتدقيقها فى اختيار القائمة المغلقة المطلقة سوف يعيدنا إلى ما نخشى العودة إليه.
د.عزة كامل- مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية التى كانت مقيمة تقريبا فى ميدان التحرير ومشاركة فى كل فعاليات وأحداث الثورة منذ 25 يناير 2011، تقول: نزلنا إلى الميدان فى 30 يونيو 2013 لأننا شعرنا أن البلد تختطف منا وحقوقنا تضيع خاصة حقوق النساء ومكتسباتهن، شعرنا أن هويتنا تتغير، نزلنا لرفض هذا الاغتصاب من قبل جماعة شعرنا أثناء حكمها أننا غرباء فى بلدنا.
هل أنت متفائلة؟.. تجيب: أنا فى حالة انتظار، أنتظر تطورات كبيرة وإن كنت لا أجد حتى الآن تغيرات جذرية من مؤسسات الدولة، ولكنى متفائلة لأن الإرادة السياسية تسمع الناس وتستجيب وما حدث فى موضوع التحرش يوحى بذلك، ومع هذا لدى قدر من الإحباط نتيجة التمثيل المحدود للمرأة فى التشكيل الوزارى الجديد وآمل أن يتم تدارك ذلك فى تمثيلها فى مجلس الشعب وفى تقلد المراكز العليا بالدولة مثل القضاء وغيره.
الثائرة قبل الثورة "عفاف السيد" رئيسة مجلس إدارة جمعية "هى".. لم تقو على حمل العلم بيدها اليمنى يوم 30 يونيو واضطرت لرفعه على كتفها بيدها اليسرى لأنها كلما شاركت فى مسيرة تعرضت للضرب حتى كسرت يدها فى آخر مرة، كانت تشارك مع المجموعات الثورية التى مهدت للثورة والتى كانت تطالب بالتغيير والإصلاح قبل 25 يناير، تقول: بعد الثورة كان أول صدام لنا مع الجماعة التى تتكلم باسم الدين فى اليوم العالمى للمرأة فى 8 مارس، خرجنا فى مسيرة لعرض مطالب المرأة وتم ضربنا وسحلنا والتحرش بنا، وكان الصدام الثانى فى الاجتماع الأول للبرلمان وتم ضربنا أيضا أمام مجلس الشعب ولم ينقذنا سوى شباب الألتراس، وهم نفس الشباب الذى استشهد فى استاد بور سعيد، وكانت المرة الثالثة عندما انحاز محمد مرسى لجماعته وخرجت مع "تمرد" أنا وزملائى يوم 28 مايو 2013، وتم ضربنا وكسر ذراعى فى هذا اليوم، فكان لابد أن أخرج فى 30 يونيو، وفى يوم 3 يوليو2013- الذى أعتبره أعظم أيام مصر- أيضا كنت فى الميدان، وكذلك يوم 26 يوليو 2013.
تضيف: أنا متفائلة، فقد استردينا بلدنا وأصبح لدينا أمل بعد أن وضعنا أقدامنا على أول طريق الديمقراطية ولم يعد هناك إقصاء، وهناك حالة تناغم بين المجتمع وبين النخبة السياسية والحكومة والجيش والشرطة، ولكنى متخوفة من قمع حرية التعبير، فقانون التظاهر يحتاج إلى تغيير، فيجب أن نعبر عن رأينا بدون حسابات شخصية وأن يظل المجال مفتوحا لحرية التعبير، وقانون التحرش أيضا.. أرى أنه لابد من تغليظ عقوبة التحرش لتصل إلى المؤبد أو الإعدام وأن تكون هناك دوريات سريعة لضبط المتحرشين.
يسرية العمدة- رئيس مجلس إدارة جمعية الفتاة العصرية بأسيوط، التى اصطحبت بنات الجمعية ونزلن إلى أكبر ميدان بالمحافظة تقول: نزلنا لأننا شعرنا أن النساء كن أكثر المظلومين، وأنا متفائلة لأنه أصبح لدينا رئيس تم اختياره بإجماع حقيقى، صحيح نحن لم نكن نعرفه من قبل لكن ثقتنا فى القوات المسلحة دفعتنا للثقة فيه وقد أحببناه لأنه يعمل من أجلنا وملم بمشاكل المجتمع فشعرنا أنه الشخص المناسب، وكلامه عن المرأة والشباب يدفع للتفاؤل، ونحن فى الجمعية بدأنا مشروع لتشغيل 65 فتاة فى مجال الاهتمام بصحة المرأة والطفل وأنا على ثقة بأن المشروع سينجح وسيتسع وستزيد فرص العمل التى يوفرها للشباب وسيحقق نتائج جيدة لصحة الأسرة لأن الجو العام يشجع على النجاح وهو ما يدعو للتفاؤل.

بنات إيزيس.. البلد «أولا»
صفاء شاكر
عندما شعرت باختطاف بلدها نزلت وهى لا تدرى من سينزل معها إلا أنها فوجئت بأن كل أخواتها وجاراتها وقريباتها ملأن شوارع وميادين مصر.. وجدت بنات وستات مصر كلهن معها من الفلاحة لطالبة الجامعة والمدرسة والموظفة الحكومية والست "الغلبانة" التى لا تملك غير معاش الضمان الاجتماعى وسيدة الأعمال والست "الكلاس" وطالبة الجامعة الأمريكية وكبيرة السن التى لم تستطع الوصول إلى الميادين والشارع الرئيسة فنزلت بالكنبة أمام بيتها كلهن "بنت مصر" فقد اجمعن دون اتفاق على رفض حكم همشها وأقصاها وأبعدها عن الحياة ليجعلها وردة فى جاكت يستمتع بها وقتما يشاء. ونزولها بهذه الأعداد لم يكن مفاجأة لها فهى تعرف نفسها جيدا فلم تكن هذه المرة الأولى ويشهد التاريخ لها بذلك سواء القديم منه أو حتى الحديث فلا يمكن أن ينسى دورها فى ثورة 1919 وما تحملته بعدها فى أثناء الاحتلال البريطانى لمصر..
نزلت البنت المصرية وهى مصصمة على أنهاء نظام حكم جماعة اعتقدت أنها ستسيطر على بلدها لمدة 500 عام على الأقل ولكنها -بنت مصر- أنهت حكم الظلم والجهالة بعد عام واحد بالتمام والكمال فى ثلاث أيام لتبهر العالم من جديد وتظل بنت حضارة 7سبعة آلاف سنة تبهر العالم كلما أردت.
وقبل أيام من ثورة 30 يونيو رفعت مبادرة "ثورة البنات" شعار "نزولك يوم 30 يونيو واجب وطنى" موضحة أسباب مشاركتها فى بأن نظام الحكم أثبت عدم الكفاءة والقدرة على قيادة البلاد، وتدهور الحالة الاقتصادية، والانحراف المتعمد عن مسار ثورة 25 يناير، وعدم القصاص لدماء الشهداء، وبالإضافة إلى ما شهدته مصر من أحداث دامية راح ضحيتها خير شباب الوطن.
وتتذكر انتصار المصرى تلك الأيام بقولها كانت أيام صعبة وثقيلة وأحسسنا بغربة وأن هذه ليست بلدنا التى نعرفها.. وتقول: عندما تعرفت على شباب حملة "تمرد" وجدتها فرصة وتعاونت معهم وبدأت فى جمع توقيعات من الأقارب والمعارف.. وتستطرد قائلة يوم 30 يونيو تجمعنا فى ميدان مصطفى محمود وبدأنا المسيرة حتى وصلنا لميدان التحرير ورغم أرتفاع درجة الحرارة إلا أننا لم نشعر بها ووصلنا مسيرتنا دون ملل فلم نكن نشعر بالإجهاد رغم طول المسافة وانضمام مسيرات أخرى لنا كانت تلهب حماسنا وتزيد من اصرارانا على مواصلة الهدف.. ولم لكن لوحدى بل كان معى بناتى وأصدقائهن وأختى وأولادها.. وكان الأمل هو الإحساس المسيطر علينا وأن ربنا معنا وإننا سننتصر عليهم وطوال المسيرة كنا نردد الأغانى الوطنية فمصر كلها كانت تنفض حكم الإخوان، كما نزلنا أيضا يوم 3 يوليو لتفويض السيسى رغم رمضان والصيام إلا أننا أصرينا على الإفطار فى ميدان التحرير لنكمل مشوارنا.. وتقول نزلت من أجل مصر فالمرأة المصرية لا تستحق ما فعله بها الإخوان من تهميش وأقصاء، وأيضا لاطالب بحقوق المهمشين والفقراء فى القرى والنجوع، ونزلت لاطالب بإصلاح منظومة البلد كلها وكل مصرى يأخذ حقه..
وترى أن الأمل مازال موجود والأيام أثبتت أنها على حق وأن السيسى رجل المرحلة والقائد لها وأن رؤيتها صائبة، وتأمل أن يتم استغلال سيناء الاستغلال الأمثل والاهتمام بالتعليم أولا ليس فقط بالمناهج بل لابد من إيجاد حل لمستوى أبنية المدارس فلا يعقل أن يكون هذا هو حال تعليمنا ونحن فى القرن ال21، بالإضافة إلى مستوى مستشفيات الحكومة وما وصل إليها الحال فالفقير أو المتوسط الموت مصيره إذا مرض، فمصر تستحق أن نعمل من أجلها الكثير.
"البلد ابقى منا" عبارة قالتها والدة إنجى عندما أصرت على اصطحاب أسرتها كلها والنزول بهم لميدان التحرير للتعبير عن رفضها لحكم غاشم وخاين لوطنه.
إنجى حسام طالبة فى ثالثة ثانوى (الشهادة البريطانية) نزلت يوم 30 يونيو لأنها على حد قولها شعرت على وطنها من الفوضى والبلطجة بعد أن وصل الحال ببلد الأمن والآمان بخوف بناتها من مجرد النزول للشارع.. وتضيف إنجى: وصلت لميدان التحرير مع أسرتى فقد أصرت أمى أن تصطحبنا كلنا لندافع عن بلدنا وكانت تقول "البلد أبقى منى" فلن أترككم تعيشون فى هذه الفوضى.. وتستطرد قائلة عندما وصلنا التحرير لم يكن هناك موضع لقدم بل وصلنا لكوبرى قصر النيل.. وأيضا نزلنا فى رمضان العام الماضى فى 3يوليو بعد الإفطار مباشرا وظللنا هناك حتى السحور .. والآن بعد انتخاب الرئيس السيسى الذى أفخر بأنى أعطيته صوتى، فأنا أول مرة فى حياتى أذهب لصندوق الإنتخاب وأرى أن قانون تغليظ عقوبة المتحرش لابد أن يصل للإعدام حتى يخاف ولا يقدم عليه، ليستطيع بنات مصر الحياة فى بلادهم بحرية وآمان.
وتلتقط أختها ميرنا منها أطراف الحديث وهى طالبة بكلية الهندسة جامعة القاهرة قائلة: ثورة 30يونيو أنقذت البلد من الفوضى والخراب الذى كاد يحل بمصر ولولا شجاعة المصريين وبنات وستات مصر لكنا مازلنا فى عصر الإخوان، أو مثل ليبيا أو العراق ولكن الست المصرية واعية بالفطرة مهما كنا نظن أنها بسيطة أو أمية إلا أنها واعية وإصرارها على النزول واصطحاب أسرتها وجيرانها وهى فعلا كانت على حق فنحن نرى الوزارة تبدأ عملها فى السابعة صباحا فحان الآن وقت العمل لا الكلام وهذا هو منهج الرئيس.. والخير قادم بإذن الله ولكن بالعمل وتأمل فى أن تصبح مصر قوة اقتصادية فى حجم الصين التى قامت نهضتها على يد المرأة فلديهم مصنع صغير فى كل بيت وهذا ممكن بالتدريب البسيط لما تمتلكه من قدرات.. فالاقتصاد عماد أى بلد ولا ترتقى دولة لا تنتج، بالإضافة إلى الانضباط فى كل شئ وكل مواطن يؤدى دوره وينسى الكسل.
أما فرح أحمد فتقول نزلت يوم 30 يونيو الاتحادية مع صديقتى وطبعا هذا البوم لا ينسى وسيظل يذكره التاريخ بأنه بوم يحسب للمرأة المصرية بالصورة فقد رأيت أطفال ماسكين علم مصر ويهتفون باسمها وهم فى أيد أمهاتهم فاليوم كله حماس، وتضيف قائلة نزلت أيضا يوم 3يوليو التحرير فلا يمكن أن يحكمها جماعة تسخر مصر لأغراضها ومصالحا ولا تعير أى اهتمام لأهلها الحقيقيين.. فمصر أم الدنيا وستصبح قد الدنيا بالعمل لنعيد بناءها من جديد ونأخذ من فترة حكم الإخوان وأواخر حسنى مبارك عبرة.. وترى فرح فى شخصية الرئيس السيسى صورة محمد على فى حماسه لبناء مصر الجديدة التى تستحق أن نفخر بها.

ولحواء آمال وتحفظات
سلوى فتحى
ماذا تعنى لهن 30 يونيه؟.. ولماذا نزلن بهذه الكثافة؟.. وما هى ذكرياتهن حول هذا اليوم الفارق فى تاريخ مصر الحديث؟.. وهل كن يتوقعن نتيجته؟.. وما هى رؤيتهن للمشهد المصرى بوجه عام وللمرأة المصرية بوجه خاص بعد 30 يونيو؟.. هذه التساؤلات حول هذا اليوم العظيم فى حياة المصريين ترد عليها هؤلاء النخبة من المصريات فى السطور التالية :
الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيسة ملتقى تنمية المرأة وعضو المكتب السياسى بحزب التجمع تقول:30 يونيو هى الموجة الثانية من الثورة المصرية التى اندلعت فى الخامس والعشرين من يناير 2011 وفى الموجتين شاركت النساء مشاركة واسعة جدا ليثبتن أنهن يتقدمن الصفوف من أجل التعبير عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التى كانت تدهورت خلال الثلاثين عاما الماضية وبصورة غير مسبوقة، وبطبيعة الحال حين يتدهور المجتمع تتراجع أوضاع النساء بصورة مضاعفة فالبطالة أكثر من ضعف بطالة الرجال، وكذلك الأمية والفقر أيضا هى بطلته لأنها هى الأقل تعليما رغم أن ثلثى الأسر المصرية تعولهن إمرأة، وفى التدهور الثقافى وتراجع القيم وجدنا أن النساء هن الضحايا كما ظهر فى التحرش الجنسى بالنساء نتيجة الفكر الذى ساد من التيار اليمينى المتطرف خلال العام الماضى بأن المرأة عورة من خلال مطالبة نوابه فى البرلمان الماضى بإلغاء مجموعة من القوانين التى أنصفت المرأة على مدى الخمسين عاما الماضية، كما كان هناك توجه لإلغاء المجلس القومى للمرأة وإنشاء مجلس للأسرة كما يسمونه، ولكن الموجة الثانية من الثورة 30 يونيو أجهضت المخطط المعادى للنساء والمعادى بشكل أساسى للوطن كله ولذلك شاركت النساء على نطاق واسع ..
تحسن معنوى
وتشير النقاش إلى أن حزب التجمع جمع حوالى 70 ألف استمارة تمرد والتى مهدت ل ثلاثين يونيو، وتقول نزلت التحرير فى هذا اليوم أنا وأسرتى الصغيرة وأسرتى الكبيرة من أعضاء الحزب وظللنا هناك حتى المساء. وكنت متفائلة جدا وأنا بين هذا الجمع الغفير من المصريين ولكننى لم أكن أتوقع هذه الاستجابة السريعة من القوات المسلحة، وأيقنت بالفعل أن أهم شئ فى هذا المشهد أن عندما يخرج الشعب المصرى بقوة يصبح فاعلا فى الحياة السياسية ولا يستطيع أحد بعد ذلك أن يمارس عليه أى نوع من الاستبداد والديكتاتورية.. أما عن وضع المرأة بعد 30 يونيو فتراه النقاش أنه تحسن معنويا ولكن مازلنا نتطلع أن يتحول هذا المشهد إلى مشاركة فعلية للمرأة فى كل المجالات على حد تعبيرها .
وتقول د.أميرة الشنوانى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو مجلس إدارة المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن إرادة الله سبحانه وتعالى هى التى ألهمت شعب مصر العظيم للقيام بثورة 30 يونيو المجيدة والتى هى فى الواقع تصحيح لمسار ثورة 25 يناير حيث كان حكم الإخوان يأخذ مصر إلى طريق الديكتاتورية وليس الديمقراطية منذ اللحظة الأولى التى حلف فيها د.مرسى اليمين الدستورية والقرار جمهورى بإعادة مجلس الشعب ضاربا بعرض الحائط حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون الانتخابات.. فضلا عن أن حكم الإخوان كان يهدد الأمن القومى المصرى ويسعى لتحقيق الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية لتقسيم مصر ودول المنطقة ..
إصابة فى التحرير
وتتذكر الشنوانى أنها ذهبت ليلا إلى ميدان التحرير فى هذا اليوم وبسبب الزحام الشديد أصيبت فى ركبتها ورغم الآلام أكملت اليوم، بل وسافرت فى فجر اليوم التالى لحضور مؤتمر دولى فى سويسرا عن الأمن النسانى وتقول: كنت لا استطيع أن أسير جيدا وقلت لأعضاء الوفود أننى كنت فى ميدان التحرير أمس لا شارك الشعب المصرى غضبه من حكم الإخوان.. وقد حدثت أحداث 3 يوليو فى أثناء تواجدى فى المؤتمر وشاهد جميع الوفود على شاشات التليفزيون الملايين التى خرجت تطالب بإسقاط حكم الإخوان ووقوف الفريق أول عبد الفتاح السيسى وجيش مصر العظيم مع إرادة الشعب المصرى ..
وتتوقع الشنوانى أن يتحسن وضع المرأة بعد ثورة 30 يونيو خاصة إن الدستور الجديد أعطى حقوق كثيرة للمرأة والرئيس عبد الفتاح السيسى يعطى أهمية كبيرة واحترام للمرأة المصرية وتتمنى أن ترى ذلك على ارض الواقع .
وكسبت الرهان
وتتذكر د.فينيس جوده وزيرة البحث العلمى سابقا والأستاذ المتفرغ بالمركز القومى للبحوث ذلك الرهان الذى راهنها عليه أحد الأصدقاء المقربين على أن "محدش هينزل والإخوان مش هيمشوا" على حد تعبيرها مقابل خمسمائة جنيه منه وعشرة جنيهات منها وتقول: ولكننى كنت متأكدة أن كل المصريين "هينزلوا والإخوان هيمشوا" وراهنته على ذلك وكسبت الرهان بالفعل ولكننى تنازلت عن الخمسمائة جنيه حيث أننى كان لدى يقين بإرادة الشعب المصرى وانحياز جيشه العظيم لإرادته حيث كان الوضع مخيف وحكم الإخوان كان قد رجعنا لعصر الجاهلية ولكن فى خلال أقل من سنة ثار الشعب، وكانت الشرارة الأولى فكرة "تمرد" الرائعة والتى ألتف حولها الشعب وأيدها وفاق الحشد بكثير حشد 25 يناير وأنتصر الشعب لكرامته وتخلصنا من كابوس كبير وتصدرت المرأة المصرية المشهد فى الثورتين وما تلاها من استحقاقات وسيذكر لها التاريخ ذلك وننتظر تحقيق الوعود التى وعدنا بها الرئيس السيسى بتمثيل المرأة بقدر يتناسب مع دورها ومكاناتها فى المجتمع فى كل المجالات.
وكسبت أيضا أمل سليمان أول مأذونة فى مصر الرهان مع زوجها والذى كان يراهن على استمرار الإخوان بعد 30 يونيه وتقول: هو كان رهان معنوى بالطبع وأنا كسبته لأننى كنت متوقعة النتيجة لان الدولة كانت ضعيفة بسبب ضعف الحاكم وكانت لابد أن تنهار وحدث ذلك بالفعل فى 30 يونيه وشاركت النساء بقوة وأتمنى مشاركة المرأة أيضا بقوة فى الحياة السياسية بالكيف وليس بالكم .. كما أتمنى من النظام الجديد أن يقضى على البطالة رجالا ونساء وتكون هناك إيجابيات ملموسة تنهض بنا كمصريين.. وأن يكون هناك خطاب دينى يبرز مكانة المرأة وقدرها فى الإسلام وأخيرا أقول للرئيس عبد الفتاح السيسى "ربنا معاك".
بلا رجعة
هى عودة مصر إلى أهلها المصريين وترسيخ تعاليم الإسلام الصحيح والحفاظ على التعاليم الدينية الوسطية والحفاظ على هوية المصريين وحضارتهم وهى باكورة الأمة العربية فى القضاء على تيار متطرف.. هكذا وصفت مارجريت عازر أمين عام مساعد المجلس القومى للمرأة ثورة 30 يونيو وتقول: نزلت التحرير مع أسرتى ومعنا شباب الأحزاب الجميل بكل انتماءتهم وأطيافهم وكان لدى يقين بالنتيجة الإيجابية لهذا اليوم حيث كانت كل المؤشرات تشير إلى أن هذا النظام الإخوانى ستكون نهايته فى 30 يونيو بلا رجعة .. وتعبر عازر عن المشهد بعد 30 يونيو قائلة: مثل أى ثورة هناك جزء من الارتباك ولكن على الأقل بعد الاستحقاق الثانى أصبح هناك تفاؤل وآمان وثقة لدى المصريين وفى انتظار الاستحقاق الثالث وهو الانتخابات البرلمانية، وفى انتظار أيضا تفعيل ما حصلت عليه المرأة من حقوق دستورية وععود رئاسية .
زغرودة حلوة رنت فى بيتنا
وبصراحة شديدة تقول جمالات رافع النائبة السابقة بالبرلمان ونائب رئيس النقابة العامة للصناعات الغذائية ببنها: كنت قلقانة ظنا أن السيسى إخوانى كما كان يشاع وكنت خائفة جدا ولكن تبدد كل ذلك الخوف والقلق بعد 30 يونيو ونزلت أنا وأبنى وزوجته وأحفادى هنا فى التجمع أمام المحافظة فى بنها، ونزل أبنى الأخر وزوجته فى التحرير وكنا جميعا موقعين على استمارات تمرد بالطبع.. واطمأنت أكثر عندما وجدت الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقتها طلع مثل "الأسد" وأعلن خريطة المستقبل وقتها "زغردت زغرودة حلوة" وقلدتنى حفيدتى الصغيرة وحاولت تزغرد وسجدت لله شكرا.. فهى ثورة شعب ثار على حكم الإخوان لاضطهادهم للناس وللمرأة بالذات باسم الدين والذى جعلها تنزل بكل هذه الكثافة وكل من أقابلهن فى حضور مؤتمرات خارج مصر يقولون لى "ربنا يبعث إلينا سيسى زيكم".. وتختتم رافع رؤيتها قائلة: مازالت المرأة المصرية بعد 30 يونيو لم تأخذ ما يليق بها من استحقاقات بعد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.