يحلم شباب مسرح القاهرة للعرائس بخلق جيل جديد من فنانى الدمى بعدما تراجع دوره منذ سنوات نتيجة نقص التدريب وعدم مواكبة ما وصل اليه هذا الفن عالميا بالإضافة لرحيل أشهر فنانيه ولهذا فقد اعد المخرج محمد فوزى مشروعا تدريبيا ضخما يشرف عليه الفنان العالمى ناجى شاكر مصمم عرائس الأوبريت الأشهر “الليلة الكبيرة”، ويشارك فيه مصمم العرائس الألمانى الأهم في العالم براند إجرودنيك وهو حدث من المفترض أن ينطلق في 3 يناير المقبل، ورغم هذا فإن التجربة برمتها مهددة بالتوقف بسبب التخبط الإدارى بين البيت الفنى ومسرح العرائس. المشروع كان قد اعتمده ناصر عبدالمنعم خلال رئاسته لقطاع الإنتاج الثقافى ومن بعده تحمس له فتوح احمد ثم تمسك به توفيق عبدالحميد قبل استقالته من مسرح الهناجر، باعتباره مشروعا يفتح آفاقا جديدة أمام تكوين أجيال جديدة من صناع وممثلى فنون الدمى بعد أن تأخرنا كثيرا عن هذا المضمار، وقد انتهى الأمر إلى قرار فتوح أحمد في 20 نوفمبر الماضى بتنفيذ المشروع في مسرح القاهرة للعرائس، ورغم هذا يرفض محمد عبدالسلام مدير المسرح حتى الآن اعتماد ميزانية المشروع وهو ما برره بقوله: “لست مديرا إداريا ولكنى مدير فني صدر لى قرار بتسيير أعمال مدير المسرح حتى صدور قرارات تعيين مديري المسارح الجدد الذى تاخر كثيرا بلا مبرر، كما أن المشروع ضخم ومعقد، فيضم ميزانية تقترب من مائتى ألف جنيه لإقامة عدد من الورش بالإضافة لإنتاج عرض “الجندى الصفيح” وهذا ما رفضه فنانو المسرح بسبب تجاوز دورهم في الإخراج، خاصة وأن المشروع لم يكن مدرجا في الخطة ولكن رئيس البيت الفنى فرضه علينا، وأنا غير مسئول عنه”. ويقول محمد فوزى معد المشروع: إن فنان العرائس يحتاج لعدد من التدريبات سواء لجهازه العضلى والعصبى وامكانات الصوت او لكيفية التعامل مع الدمية وتحريكها وإلمامه أيضا بطريقة تصنيعها ليتمكن من التعايش معها، لهذا ستقام عدة محاور للورش وهى نحت العروسة وتحريكها والتمثيل، ودراسة تقنيات مسرح الدمى مثل المسرح الأسود وعرائس الخيوط او الماريونيت والعرائس الطائرة ودمى المائدة وعرائس الاقمشة والصفيح وعلاقة الممثل بالعروسة، ويحاضر في ورشة الأزياء نعيمة عجمى والديكور فادى فوكية والنحت محمود الطوبجى، أما التحريك والتمثيل فيشارك فيهما كل من سيد رستم وهشام طلعت ومحمد لبيب ورضا حسنين وهم من أبناء مسرح العرائس، والمشكلة أننا عانينا كثيرا حتى أقنعنا الخبير الألمانى بتقديم ورشته في القاهرة، وكذلك في توفير تذاكر سفره، ولم يبق سوى أيام على وصوله ورغم هذا لم نستطع صرف اى بند من بنود الميزانية بسبب التخبط الإدارى بين البيت الفنى ومسرح العرائس، وهو ما سيسيء لسمعتنا دوليا إذا فشل الأمر ولن تكون لدينا مصداقية مع أى فنان عالمى بعد ذلك، خاصة وأن براند اجرودنيك هو مصمم عرائس فيلم “السلاسل” الذى يعد فيلم عرائس الماريونيت الروائي الطويل الوحيد في العالم والذى عرض عام 2004 وسيتم عرضه فى افتتاح الورشة. وأضاف: إن فكرة المشروع هى ضم فنانى العرائس ودارسيها من كل الكليات المتخصصة، بالإضافة طبعا لفنانى مسرح العرائس، لكى تعم الفائدة وتتسع قاعدة فنانى الدمى ولكن ما حدث أن زملائى في المسرح اعتبروا هذا تجاوزا لحرفيتهم ورفضوا ملء استمارة الانضمام للورش وهو ما شكل ضغطا على مدير المسرح المؤقت ودفعه لاتخاذ هذا الموقف. صالأمر إذًا يحتاج لتدخل سريع من فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح أو د. سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافى لحسم الأمر وتوفير الصيغة المناسبة لإقامة هذا المشروع الخلاق أملا في الارتقاء بهذا الفن البديع.