وردتني أول أمس هذه الرسالة عبر البريد الإليكتروني الخاص، من المهندسة نها عزت، المدير التنفيذى لمؤسسة مليونية الخير لرعاية المشروعات الصغيرة.. في الحقيقة لا تربطني بكاتبة الرسالة أي صلة من قريب أو بعيد، سوى أنها حصلت على البريد الخاص بي المرفق بالمقالات. طبعا كلنا فاكرين أول مداخلة هاتفية للرئيس على الهواء مباشرة مع أحد الشباب الرياضيين المعاقين، "منعم سعد الدين"، لاعب كرة السلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في أحد البرامج التليفزيونية، حيث قال منعم للسيسي :"ممكن تيجي الافتتاح بتاعتنا"، الفعاليات الرياضية في الإستاد، فلبّى "السيسى" دعوته قائلا وموجها خطابه إلى المصري المعاق: "أنا عيني الإتنين لك والله.. دعوتك في عيني وكل المعاقين في عين مصر".. بعدها قال منعم: "بحبك يا ريس" وأصبح "منعم" نجماً من نجوم الإعلام، وهو أقل ما يستحق هو والملايين من ذوى الاحتياجات الخاصة الذين تحدوا عجزهم واستطاعوا تحقيق النجاح تلو النجاح في شتى المجالات. وعليه، فأتوجه بهذه الرسالة إليك سيدي الرئيس، وكلنا نعلم مدى اهتمامك بذوي ومتحدي الإعاقة.. وقد أعربت بصدق عن خطة لإدماجهم داخل المجتمع.. لم أتردد لحظة في إرسال الرسالة لسيادتكم، والتي قد يكون فيها خير لهؤلاء المعاقين، إيمانا بدورك الأبوي والرعوي لكل فرد في مجتمعنا. والرسالة تبدأ كالتالي: تحية طيبة وكل عام وسيادتكم بخير نحن مؤسسة مليونية الخير لرعاية المشروعات الصغيرة التابعة لوزارة التضامن الإجتماعى، أسسها مجموعة من شباب الخريجين.. نحاول حل مشكلات مجتمعنا بطرق سهلة ومشروعات بسيطة ونتمنى النجاح وتحقيق أهدافنا الإنسانية.. لقد حصلنا على موافقة محافظ الجيزة بتخصيص قطعة أرض صغيرة لإنشاء معرض منتجات لشباب الخريجين والأسر المنتجة خاصة التي تضم متحدى الإعاقة من ذوى الاحتياجات (القادرون بإختلاف ) بعد نجاح أحدى سلاسل المطاعم الشهيرة (..... ) في إدارة أحد فروعه بمنطقة الدقي بواسطة فريق عمل بالكامل من الصم والبكم الذين تفوقوا وتميزوا وقدموا تجربة فريدة في تحدى الإعاقة وحققوا نتائج مبهرة... لذا، نرجو مساعدتنا في وصول فكرة مشروعنا وهو "مركز للخدمات والتسويق وملتقى توظيف دائم للمعاقين" يدار بواسطة متحدي الإعاقة تحت إشراف خبراء ومتخصصين.. ويضم ملتقى توظيف لمتحدي الإعاقة برنامج لرعاية مشروعاتهم الصغيرة... مشروعنا بسيط وغير مكلف، ومساحته محدودة فقط (ثلاثون مترا) أما البناء يكون من المواد سابقة التجهيز أي عبارة عن كشك (كارفان ) وهيكل حديدي، وبعض أعمال الديكور البسيطة جدا وعن تجهيزاته الداخلية، فهي غير مكلفة أيضا... فبرجاء مساعدتنا لتنفيذ مشروعنا الهادف ويكون تحت رعاية ودعم الجهات الراعية لهذه المشاريع، ونرجو لكم إيصال صوتنا للمسئولين، ولمن يهمه الأمر!! وختاما لسيادتكم خالص الشكر والمحبة والتقدير،، مؤسسة مليونية الخير لرعاية المشروعات الصغيرة المدير التنفيذي مهندسة / نها عزت
من قلبي: أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى الرئيس السيسي، كما أتمنى أن يلقى طلبهم قبولا... وأن تجد مثل هذه الأعمال صدى، والتي هي في الأول وفي الآخر لحب مصر، ومن أجل عيون أبناء مصر، خاصة الفئات المهمشة، التي قد لا تجد من يرعاها ويحافظ عليها... فأهلا بالأيادي الممدودة التي تساعد من يساعد (جزاهم الله خيرا) هؤلاء المعاقين ومتحدي الإعاقة في الأخذ بهم إلى بر الأمان وفي تنفيذ مشروعاتهم وأحلامهم وإدماجهم في المجتمع بكل حب... فلهم الحق في الحياة، تماما مثل كل فرد في المجتمع... أحب أن أذكر كل من يقرأ هذه السطور، بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول عن ضعاف الأمة :"بهم ترزقون وبهم تنصرون" وكررها مرتين، لحجم القوة اللي تمتلكها تلك الفئة... والله المستعان!