تعرف نجيب محفوظ؟ ايوة طبعا ، قريت له؟ لا، يبقى انت ماتعرفوش، لو دورنا بسؤال مثل هذا السؤال في الشارع وطبقناه على عينة عشوائية كبرامج الكاميرا الخافية، لسمعنا العجب، الأواسط الثقافية فقط لا تكفي لأن تختبر بينها اسم نجيب محفوظ، لكن الشباب العادي ذو التعليم الجامعي الرائع، طبقة أروع لا غنى عنها في أن تسمع منها العجاب، وأنا منهم أحيانا لا أنكر بالمناسبة، اسأل واحد جبنك كده مين نجيب محفوظ، بطريقة عشوائية وبشكل بديهي هايقولك نجيب الأديب بتاع نوبل، أيوا حضرتك قريتله ايه، يقولك شوفتله قصر الشوق، شادية فيه كانت هايلة، لأ حضرتك هي نادية لطفي أصلا! تحود يمين وتسأل مجموعة من الشباب يبدوا عليهم الشياكة واللباقة، وواحد منهم فارق شعره من الجنب يعني مثقف اهو، وتسأل السؤال نفسه، قريت إيه لنجيب محفوظ؟، وفعلا أبو فرق من الجنب يُجيبك أسرع من فوران الحاجة الساقعة وإنت بتفتحها، «أولاد حارتنا» وتشعر لوهلة أنها بدأت تندع، وما إن تبدأ في نقاشه عن اسباب انجذابه لها، يجيبك بالإجابة القاتلة، «الواد وليد ابن خالي قالي كانت ممنوعة من النشر وعملت ضجة لما نزلت، فقولت اقراها بقى»، فأعيد عليه السؤال بحماسة: وقريتها، «لأ حملتها بي ادي اف»! أما في أواسط مثقفي الشباب الجدد، فروايات نجيب محفوظ تجد أماكنها في مكاتبهم حسب شهرتها والجدل المثار حولها، إن كانت أولاد حارتنا الأكثر جدلا لفترة، وهذا بحكم قوائم الأعلى مبيعا في المكتبات المعروفة حينما يُدرج فيها اسم محفوظ، ورويات مثل المرايا وأصداء السير الذاتية وأحلام فترة النقاهة، أهميتها من أهمية «البوستات» المنتشرة على فيس بوك كجمل خالدة معبرة عن أوضاع حالية، فتنتزع فضولهم لشراء أحدها، ومجموعة مثل اللص والكلاب، الثلاثية بأجزائها الثلاثة، ثرثرة فوق النيل وغيرها تجدها هي الأشهر بحكم كونها من ورائع أفلام الأبيض والأسود، فيلجأ إلى اقنتائها البعض بحكم المقارنة احيانا، أيهم كان أجمل. الرجل الذي أبدع في وصف حواري مصر واخذت مقاهي أذقتها منه شواهد وشواهد ليسجلها في روياته الخالدة، وصوره التعبيرية الرائعة مع شخصياته الثرية فيها كأنما تقرأ المشهد حي أمامك، والتاريخ بشهادته، كلها تفاصيل رائعة تصلح للنقاش مع عاشق للقراءة، لكن جرب تسأل السؤال اللي كان فوق ده لحد جنبك كدة؟! وشوف الابهار البصري والسمعي اللي هايحصل، ها جربت؟!