مع كل التحديات التى تواجه الاقتصاد المصرى .. تظل مشكلة البطالة أحدى أهم هذه المشاكل أن لم تكن أهمها على الإطلاق .. فنسبة حجم المتعطلين فى مصر تصل إلى حوالى 13% وهى نسبة مرتفعة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى . والسبب الأساسى وراءها هى عدم كفاية فرص العمل المتاحة لتغطية رغبات الشباب الراغبين فى العمل . ويحتاج سوق العمل إلى أكثر من مليون فرصة عمل سنويا . منها حوالى سبعمائة وخمسين ألف فرصة للشباب الذين يدقون باب سوق العمل لأول مرة، والباقى لإستيعاب جزء من المتعطلين من سنوات ماضية .وبدون تحقيق ذلك ستستمر هذه النسبة المرتفعة للبطالة. والخطوة الأساسية لحل هذه المشكلة هى أن نحدد تفاصيلها بمعنى أن يتم اعداد تقرير سنوى عن الاحتياجات الفعلية لسوق العمل من الوظائف المتاحة والمهن والتخصصات المطلوبة لشغلها.بحيث يشمل هذه التقرير أيضا تقديرات للوظائف المتوقع اتاحتها خلال الخمس سنوات المقبلة مثلا . على أن يتضمن التقرير توصيفا للمهارات الأساسية المطلوبة فى هذه المهن. ويمكن فى هذا المجال أن يتم الاستعانة فى إعداد هذا التقرير ببيانات واحصائيات المشروعات الجديدة التى دخلت مرحلة التشغيل ،وأيضا المشروعات التى يجرى الأعداد لإقامتها ، وبناء على ذلك يصبح هناك نوع من المعرفة التقريبية لطبيعة الوظائف الجديدة المتوقعة ومن ثم يمكن بناء على ذلك إجراء تغيير كمى ونوعى فى أسلوب القبول بالجامعات والمعاهد لزيادة حجم الأستيعاب فى التخصصات المطلوبة والحد من عدد المقبولين فى التخصصات التى يقل الطلب عليها . كما يمكن أيضا تعديل فى المناهج ببعض التخصصات لإكساب الخريجين المهارات المطلوبة فى المهن الجديدة المتاحة . وإذا تحقق ذلك نكون حققنا خطوة مهمة لحل مشكلة البطالة .. على الأقل ستختفى أو تتراجع شكوى بعض الجهات الإنتاجية والخدمية من وجود وظائف متاحة لاتجد الشباب المزود بالمهارات المطلوبة لشغلها. لمزيد من مقالات أحمد العطار