«الحياة الأبدية لرمسيس الثانى» كتاب ممتع، للكاتب والروائى الفرنسى روبير سوليه.. الذى ألّف العديد من الكتب عن مصر- هذا البلد الذى ولد به وأحبه وعاش فيه. وفى هذا الكتاب يتناول سوليه كروائى ومؤرخ حياة رمسيس الثانى.. وما جرى له بعد وفاته.. ويتخلل الرواية من وقت لآخر صوت الفرعون رمسيس.. باعتباره الوحيد القادر على الحديث عن نفسه.. والتعبير عن قلقه، ونفاذ صبره وهو ينتظر الحياة الأبدية. سوليه يشرح فى الكتاب كيف أن المومياء فى عصر الفراعنة- أى الجثة المحنطة- كانت دائما تعبر عن التحدى أمام الموت.. وظلت محل فضول وانبهار الناس فى الدنيا كلها. وتعد مومياء رمسيس الثانى- المعروضة الآن بالمتحف المصرى بالقاهرة - أشهر مومياء فى العالم على الرغم من مرور 32 قرنا على تحنيطها. ويعيد سوليه إلى الأذهان كيف تم سرقة مقبرة رمسيس الثانى فيما قبل الميلاد.. وتم العثور عليها عام 1881ميلادية بمخبأ فى جبل طيبة.. ثم تعرضت المومياء للعديد من المحن مما استوجب معالجتها فى فرنسا على مدى سبعة أشهر، بعد تدخل البروفيسور موريس بوكاى، الذى كانت تربطه صلة وثيقة بالرئيس الراحل أنور السادات. يقول سوليه: «عندما هبطت الطائرة التى كانت تحمل مومياء رمسيس الثانى بالمطار فى فرنسا استقبلها الحرس الجمهورى الفرنسى للرئيس جيسكار ديستان.. وكانت تلك هى المرة الأولى التى يستقبل فيها فرعون مصرى ويعامل كرئيس دولة.. ولم يكن ذلك من دواعى الفولكلور.. بل احتراما من فرنسا للحضارة المصرية العريقة». إن الكتاب ينظر لرمسيس الثانى كرمز لحضارة بأكملها. وقد حكم رمسيس الثانى- زوج جميلة الجميلات نفرتارى- لأكثر من 60 عاما، وكان له ست زوجات رسميات، غير عدد وفير آخر من الزوجات «الثانويات».. وأنجب مائة طفل وطفلة.. ورحل عن الدنيا وهو فى الثمانين من العمر. ويبرز المؤلف كيف شيد هذا الفرعون آثارا خلدته.. ونظر إليه المصريون على أنه إنسان وإله.. وحكم بشكل مطلق. ويحكى سوليه عن علاج المومياء الشهيرة بالعلاج الإشعاعى، وكان أول فرعون يركب طائرة. ثم يستعرض الكاتب فن التحنيط، وجهود العالم ماسبيرو فى اكتشاف عدد من المومياوات، ومن بينها مومياء رمسيس الثانى فى الدير البحرى، ويصف سوليه فى أحد أبواب الكتاب المهمة، زيارة الأديب الفرنسى بيير لوتيه لمومياء رمسيس الثانى، كما يتناول زيارة ديستان 8 مايو 1977 لرمسيس فى مركز «ساكليه» الطبى.. ويشرح الكتاب تفاصيل علاج المومياء بإشعاع الكوبالت.. وفى 10 مايو وصل رمسيس الثانى إلى مطار بورجيه.. ومثلما استقبل الفرعون العظيم بحفاوة بالغة تم توديعه أيضا بالحفاوة نفسها.. وكتبت إحدى الصحف الفرنسية قائلة: «أكبر مريض فى العالم سنا عاد إلى بلده فى صحة جيدة»!
الكتاب: الحياة الأبدية لرمسيس الثانى المؤلف: بيير سوليه الناشر: دار نشر سويي