مصر هى رائدة الإعلام فى العالم العربى وأول دولة خاضت غمار إطلاق القنوات الفضائية، وبها "ماسبيرو" الذى يعتبر مدرسة العرب فى الإعلام الفضائى ،ومع ذلك فان القنوات المصرية الإخبارية متقهقرة فى ترتيب القنوات الإخبارية القوية، ومتأخرة فى نسب المشاهدة، ولم تتخذ وزارات الاعلام المتعاقبة، أو صناع الاعلام الخاص إجراءات لإطلاق قناة إخبارية قوية، ولم تجر محاولات جادة وقوية لتطوير قناة النيل للأخبار لجعلها منافسا حقيقيا لمثيلاتها. ومع قيام ثورتين شعبيتين فى مصر وتعاقب الأحداث بها، وبالمنطقة العربية أصبح المشاهد المصرى أكثر اقبالاً على القنوات الإخبارية،وهو ما يستلزم وجود قناة مصرية قوية خاصة فى ظل ما نواجهه من أكاذيب وتضليل وتلفيق للأحداث وممارسات غير مهنية تقوم بها قناة الجزيرة التى تصب فى صالح جماعة الإخوان الإرهابية، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن متى تمتلك مصر قناة إخبارية قوية، وما الخطوات التى يجب اتخاذها نحو تحقيق هذه الخطوبة ؟ يقول د.فوزى عبد الغنى عميد الإعلام بجامعة فاروس : إن ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وما بهما من أحداث أظهر أن هناك قصورا فى وسائل الإعلام المصرية فى التعامل مع الثورتين، خصوصا فيما يخص ركوب الإخوان على الثورة الأولى ومحاربتهم للثانية ، فالدولة لا تمتلك قناة إخبارية قوية، بينما اكتشفنا أن الإخوان امتلكوا قناة الجزيرة ، وأصبح الآن هناك ضرورة ملحة لأن تظهر قناة إخبارية مصرية قوية قادرة على منافسة القنوات الموجودة فى الساحة تمتلك إمكانات كبيرة ،ولها مراسلون فى كافة أنحاء العالم، والأهم هو أن تكون ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية مع وجوب وجودها على أكبر قدر من الأقمار الصناعية فى العالم لتصل رسالتها للجميع، وأن تلتزم بتقديم رسالة إعلامية محترمة مهنية واعية فمصر لديها الكوادر القادرة على إطلاق محطة إخبارية قوية، ويكفى أن معظم كوادر ومؤسسى ومديرى القنوات الإخبارية الكبيرة مثل البى بى سى العربية، وقناة العربية والجزيرة ،وسكاى نيوز العربية من المصريين ، وكذلك معظم العاملين فى القنوات الخاصة من مذيعين وفنيين من ماسبيرو. ويضيف: إذا كان القائمون على صناعة الإعلام فى مصر يرون أن الظروف المادية غير مناسبة، فما المانع من أن تطلق دول التحالف العربى مصر والسعودية والإمارات قناة إخبارية قوية بالشراكة بينهم كما تركيا وقطر حالياً، وأتمنى أن تضم القناة الإخبارية برامج ورسائل إعلامية تروج لسماحة الدين الإسلامى وتصحيح الصورة السيئة التى ألصقت بالاسلام نتيجة ممارسات خاطئة من إرهاب وقتل، مثل داعش وجبهة النصرة والحوثيين والإخوان. ويقول أستاذ الإعلام د.رفعت الضبع إن تاريخ مصر فى الإعلام كبير، ومصر كانت وما زالت تزخر بالكوادر والأساتذة والمختصين فى مجال الاعلام، وهى صاحبة الفضل على قنوات إخبارية عديدة بكوادرها،وبالفعل لن تترجم مصر ريادتها دون ان تكون لديها، أو على أرضها وبسواعد أبنائها قناة إخبارية قوية تنافس الجزيرة العربية ، وتمتلك شبكة قوية من المراسلين حول العالم، وتمتلك إمكانات تكنولوجية عالية، وتقدم إعلاما مهنيا بعيدا عن الانحيازات مستقلا عن السلطة حتى تصل لأكبر قدر من الناس داخل وخارج مصر، وتحوذ على مصداقية من يشاهدها عبر التزامها بميثاق الشرف الإعلامى وأخلاقيات المهنة، وإلغاء الخطوط الحمراء دون المساس بأمن البلاد، ووفق الدستور والقوانين ، ويضيف: إطلاق قناة إخبارية له أبعاد أيضا تمس الأمن القومى للبلاد ، وأتمنى أن تكون هناك خطوات جادة من الإعلام الحكومى أو الخاص، أو بالتعاون بينهما لظهور قناة إخبارية قوية، وأن تكون هناك خطوات من قبل الدولة تتمثل فى تشريعات تنظيم الإعلام، وحرية تداول المعلومات، وما أحوجنا فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر لوجود قناة إخبارية قوية تنافس القنوات الموجودة على الساحة، ويصبح لها نسبة مشاهدة عالية.