أكد أندريه باران، سفير فرنسا فى القاهرة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس تحمل أهمية خاصة لوضع إطار مستقبلى للعلاقات المصرية الفرنسية المتميزة، حيث سيبحث الرئيس خلال زيارته مع المسئولين الفرنسيين عددا كبيرا من الملفات الثنائية والإقليمية، والتعاون على المستويات الاقتصادية والعسكرية. أوضح السفير الفرنسي، خلال لقائه مع عدد محدود من الصحفيين المصريين بمقر السفارة فى القاهرة أمس، أن الرئيس السيسى سيلتقى خلال زيارته لفرنسا، التى ستبدأ مساء غد الثلاثاء وتنتهى بعد ظهر الخميس المقبل، عددا كبيرا من المسئولين الفرنسيين، على رأسهم الرئيس فرانسوا أولاند، ورئيسى مجلسى النواب، ورئيس الوزراء، ووزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد الفرنسيين، حيث سيتم بحث عدد من القضايا الثنائية والإقليمية. وفى رده على سؤال ل"الأهرام" حول تعليقه على ما ذكره الرئيس السيسى فى حواره مع قناة فرانس 24 بخصوص الصفقات العسكرية الفرنسية المصرية، واعتمادها على مدى تفهم فرنسا للأوضاع فى مصر أمنيا واقتصاديا، أكد السفير الفرنسى بالقاهرة أن بلاده على أتم استعداد لتقديم العون لمصر فى خططها الدائمة لتحديث إمكانات قواتها المسلحة، وأن هذا الاستعداد تجلى فى صفقة الفرقاطات الفرنسية الأربع للبحرية المصرية، والتى سيجرى بناء ثلاثة منها فى الإسكندرية. وأشار السفير أن فرنسا لديها علم ببعض الطلبات المصرية للسلاح وستكون زيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا فرصة لبحث هذا الأمر، حيث إن مثل هذه المسائل تحتاج إلى وقت طويل لبحث جميع التفاصيل، لكن فرنسا مستعدة تماما لبحث أية مطالب مصرية والردد عليها بشكل إيجابي. وأكد سفير فرنسا أن الموقع الإستراتيجى لمصر فى المنطقة، وما لاحظته فرنسا فى الفترة الأخيرة باهتمام كبير وبمنتهى الرضا من استعادة مصر دورها الإقليمي، وعودة اهتمامها بقضايا المنطقة، يجعل المسئولين الفرنسيين مهتمين بسماع وجهة النظر المصرية حول هذه القضايا، وستتم مناقشة إمكانية التعاون الفرنسى مع مصر للوصول إلى حلول لهذه القضايا، ومنها على سبيل المثال ما يجرى فى ليبيا والأوضاع بغزة، والأزمة السورية، وما تشهده العراق من تطورات، والأوضاع فى القارة الإفريقية، حيث مصر تشارك بشكل فعال فى جهود إعادة الاستقرار فى بعض الدول الإفريقية ومنها مالي، وهذه بعض من كثير من المنتظر أن يتضمنه جدول أعمال زيارة الرئيس السيسى لفرنسا، فى إطار الشق السياسى للزيارة. وأضاف باران أن الشق الاقتصادى لزيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا سيكون مهما جدا، على مستوى الاستثمارات الفرنسية فى مصر أو مستوى التبادل التجاري، فالإحصاءات تؤكد أن فرنسا تحتل المرتبة السادسة بين المستثمرين فى مصر، وهناك ما يقرب من 100 شركة فرنسية تعمل فى مصر، وهذا التواجد القوى سيتم تدعيمه من خلال المشاركة الفرنسية فى المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده فى شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل، وستكون زيارة الرئيس السيسى فرصة لتوضيح الصورة للشركات الفرنسية حول ما قامت به السلطات المصرية من إصلاحات اقتصادية. وتابع باران: سيتم أيضا خلال زيارة الرئيس السيسى لفرنسا تنظيم لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال المصري- الفرنسي، الذى تم تأسيسه منذ 10 أعوام، ولم يجتمع بشكل رسمى منذ عام 2011، وستكون زيارة الرئيس المصرى لباريس فرصة لإعادة إطلاق نشاط هذا المجلس. وأشار السفير الفرنسى إلى أنه خلال زيارة الرئيس السيسى سيتم توقيع اتفاقيتين بين مصر وفرنسا، ممثلة فى الوكالة الفرنسية للتنمية، الأولى تتعلق بتوصيل الغاز لنحو مليونى منزل فى مصر، والثانية بتوفير قروض فرنسية تفضيلية للشركات والمشروعات الصغيرة بشروط ميسرة. الزيارة مهمة للجانبين المصرى والفرنسي، فمصر شريك مهم لفرنسا فى جميع المجالات، ونأمل أن يتم دفع علاقاتنا الثنائية، حيث سيتم أيضا بحت التعاون فى مجالات التعليم بمراحله المختلفة، والثقافة، ومكافحة الإرهاب، فنحن شركاء وحلفاء فى هذا المجال، ونحن مستعدون لتنمية التعاون فى هذا الأمر، ومجالات أخرى كثيرة، وستكون الزيارة فرصة لإصدار بيان شامل حول هذه الموضوعات.وحول القضايا ذات الاهتمام المشترك نفى السفير الفرنسى أن تكون هناك مبادرة فرنسية مصرية حول القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه سيتم التباحث بشأن هذه القضية فى إطار تبادل وجهات النظر، وكذلك ما يتعلق بسوريا والعراق وليبيا، مؤكدا أن هناك تنسيقا بين مصر وفرنسا حول ما تشهده ليبيا من أحداث، ولابد أن يتكاتف المجتمع الدولى لجمع جميع الأطراف الليبية على طاولة مفاوضات لإيجاد حلول بعيدا عن العنف، وذلك تحت مظلة الأممالمتحدة ومبعوث أمينها العام لليبيا.