لم يكن في بر مصر من هو أفضل منه للتحدث عن قضية في أهمية «شخصية مصر»... إنه جمال حمدان.. ابن قرية ناي بمحافطة القليوبية. وكانت نواة هذا الكتاب العظيم 300 صفحة من القطع المتوسط صدرت في عام 1967، تحمل العنوان نفسه، تطورت لتصبح أربعة مجلدات موسعة ومنقحة صدر آخرها في عام 1984. والكتاب - كما يعرفه صاحبه - هو دراسة في عبقرية المكان، إلا ان وضع الكتاب على قوائم كتب الجغرافيا، كما يصنفه البعض، فيه خطأ كبير، وذلك لأن الكتاب يمزج في دراسته بين الجغرافيا والتاريخ والسياسة والعلوم الطبيعية والإنسانية والتطبيقية. وللحديث عن أهمية كتاب شخصية مصر، ربما لا تكفي صفحات هذه الجريدة لأيام.. فقط يمكن الإشارة إلى عبارة مقتبسة منه، تمس أوضاعنا الحالية في مصرالآن.. يقول فيها حمدان: «إن ما تحتاجه مصر أساسا إنما هو ثورة نفسية، بمعني ثورة علي نفسها أولا، وعلي نفسيتها ثانيا.. أي تغيير جذري في العقلية والمثل وأيديولوجية الحياة قبل أي تغيير حقيقي في حياتها وكيانها ومصيرها ...ثورة في الشخصية المصرية وعلي الشخصية المصرية ... ذلك هو الشرط المسبق لتغيير شخصية مصر.. وكيان مصر.. ومستقبل مصر».