ذكرت مصادر طبية ومسعفون أن 340 شخصا بينهم مائتا جندى على الأقل قتلوا فى معارك وأعمال عنف وحوادث إعدام غير قانونية فى بنغازي، منذ بدء الجيش الليبى وقوات تابعة للواء خليفة حفتر حملتهما لاستعادة المدينة، التى وقعت بأيدى الميليشيات المسلحة. وأوضحت المصادر التى تعمل فى مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر أن بين القتلى مدنيين أصيبوا برصاص أو قصف عشوائى فى مناطق الاشتباكات، إضافة إلى المدنيين المسلحين الذين شاركوا مع قوات حفتر فى القتال. وفى السياق نفسه، أصيب اثنان من عناصر الأمن الليبى جراء انفجار عبوة ناسفة بإحدى الدوريات الأمنية المُتمركزة قرب مسجد أبوبكر الصديق الشهير ب"الجامع الكبير" بمدينة المرج شرق البلاد. وفى غضون ذلك، حذرت ميليشيات "فجر ليبيا" التى تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس من خروج سكان المدينة للتظاهر وإحياء الذكرى الأولى لما يعرف ب"مجزرة غرغور"، التى قتل وجرح فيها عشرات المدنيين والتى وافق ذكراها الأولى يوم أمس. وقال المكتب الإعلامى ل"فجر ليبيا" عبر موقع التواصل الاجتماعى " فيسبوك" إنها "ستضرب بيد من حديد كل من يخرج فى مظاهرة لإحياء الذكري". يذكر أنه فى 15 نوفمبر من العام الماضي، تظاهر عدد من سكان العاصمة فى منطقة غرغور وسط المدينة للمطالبة بخروج الميليشيات المسلحة من طرابلس، وبعد وصول المظاهرة إلى هذا الحي، أطلق مسلحون النار عليها، مما أودى بحياة نحو 53 مواطنا وجرح أكثر من 450 آخرين. ومن ناحية أخري، كشف وزير الثقافة والإعلام الليبى عمر القريوى النقاب عن وجود 14 سيارة مُفخخة فى بلاده قد تنفجر فى أى وقت، وأكد أن لدى الأجهزة الأمنية معلومات مؤكدة عن أن دولا دربت عناصر إرهابية على تفخيخ السيارات، وذلك فى وقت لم تنته فيه بعد تداعيات التفجيرات الإرهابية التى استهدفت سفارتى مصر والإمارات وسط طرابلس. ويأتى هذا فى الوقت الذي، أعلنت فيه المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن نحو 400 ألف ليبى اضطروا فى الأشهر الستة الأخيرة إلى ترك منازلهم واللجوء إلى مناطق آمنة بسبب الاشتباكات المسلحة التى يشهدها الكثير من المدن الليبية. وقالت المفوضية إنه فى الشهر الماضى وحده فر أكثر من مائة ألف ليبى من منازلهم بسبب القتال، بينما بلغ عدد النازحين منذ شهر مايو الماضى نحو 400 ألف شخص، وبسبب الوضع الأمنى المتدهور يتعذر على المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة الكافية لهؤلاء اللاجئين. وفى الوقت نفسه، دعا السفير البريطانى لدى ليبيا مايكل أرون جميع الأطراف المتنازعة للتوحد ضد المتطرفين، مشيرا إلى أن الاعتداءات الإرهابية الأخيرة فى طرابلس وطبرق والشحات تضر كل الليبيين.