كانت البداية مبهرة مملوءة بالتفاؤل لدى سكان الوادى الجديد، عندما أعلن الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن ربط الوادى الجديد بشريط سكة حديدية يربط الخارجة بمدينة قنا بالوادى القديم، ويكون الوسيلة الفعالة للصحراء الغربية اقتصاديا وتجاريا، ويكون الداعم الحقيقى لنقل فوسفات أبو طرطور إلى الموانى المصرية للتصدير، وهو ما اعتبره سكان المنطقة البداية الحقيقية لإنهاء عزلة الوادى الجديد الذى كان يضم أكثر من 48٪ من المساحة الكلية للبلاد. ومع اكتمال الشريط وقيام أول رحلة بين الخارجة وقنا فى 1996، عندما كان الراحل اللواء محمد عزت السيد محافظا للوادى الجديد آنذاك، امتلأت الشوارع والميادين بالورود لاستقبال القطار بالفرح والزغاريد والموسيقى والفنون الشعبية، ونقلت محطات التليفزيون ووسائل الإعلام هذه الاحتفالات ، وذهب الرئيس الأسبق مبارك وافتتح عددا من محطات الشريط الحديدى وبالفعل بدأت الحركة تدب، ومع فرحة الأهالى، وافق مبارك خلال تلك الفترة على ربط مدينة باريس مع الخارجة بالخط الحديدى، وذهب الرئيس الأسبق مرة أخرى وافتتح الشريط الحديدى مع باريس واستقل القطار هو والمجموعة الوزارية المرافقة من باريس حتى الخارجة، وشاهد كل القرى الواقعة على الطريق. لكن يبدو أن سكان الوادى الجديد سيظلون فى عزلة حتى تقوم القيامة، حيث جاء لصوص القضبان الحديدية وقاموا بسرقة القضبان وتوقف القطار، وأصبحت المبالغ المالية التى أنفقتها الدولة على الشريط الحديدى أهدارا للمال العام، ومع الغياب الذى استمر لقرابة 9 سنوات حتى الآن من دخول القطار للوادى الجديد، أصبح السكان فى حالة تشاؤم كبيرة. الحاج عبده، من أبناء قنا والمقيم بالخارجة، يقول إنه يعيش فى الخارجة منذ 30 عاما وكانت زياراته لبلدته فى محافظة قنا تكلفه الكثير من الجهد والمال والوقت، لكن مع تشغيل القطار كانت الأمور سهلة ويطالب بتدخل سريع من أجهزة الدولة لعودة الخط مرة أخرى. ويقول أحد شباب الداخلة العاملين بمشروع أبو طرطور إن عودة القطار للوادى الجديد مرة أخرى ضرورة، لان مشروع الفوسفات بدأ يعمل بطاقة كبيرة، ووجود القطار سيسهل نقل الخام الى الموانى وسيشجع المستثمرين وشركات الاستثمار الكبرى للدخول فى مشروعات تعدينية بالوادى الجديد، بخلاف أن القطار سيمنع عربات النقل الكبيرة من نقل الخام وما تسببة هذة السيارات خلال رحلتها من مشاكل على الطرق من حوادث وتكسير فى الأسفلت للحمولة الكبيرة ويطالب شاب آخر من الخارجة، بفتح تحقيق موسع حول هذا الشريط الحديدى وأسباب توقفة ومن يتحمل هذه النفقات التى أنفقت على الشريط والتى تعدت المليارات من الجنيهات، لافتا الى أن الشريط توجد عليه أكثر من محطة رئيسية وفرعية سواء للركاب أو الصيانة، وحاليا هى كالأشباح ومعرضة للهلاك. من جانبة قال اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد إن القطار رحلاته متوقفة منذ فترة وقبل وصوله كمحافظ للوادى الجديد بسنوات، لكن تشغيل القطار للوادى الجديد مهم للغاية من الناحية الاقتصادية باعتباره أول خط حديدى عرضى فى مصر، فضلا عن أهمية الخط الحديدى لمشروع الفوسفات فى نقل الخام، مضيفا أنه ألتقى مع شركات استثمار، وهناك محاولات لاقامة شريط آخر يربط المحافظة مع الوادى القديم.