سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محطة سكة حديد «الوادى»: سرقوا القضبان يا حكومة المحافظ: تقدمت بمقترح لرئاسة الوزراء للاستفادة مما تبقى من الخط القديم وتعديل مساره.. ومواطن: عصابة محترفة تسرق القضبان والدولة لا تتحرك
صاروا يعيشون وكأنهم أغراب عن هذا الوطن.. مفصولون عنه.. والسبب شريط سكة حديد قطار الوادى الجديد الذى احترف مجموعة من اللصوص سرقته، ل«يُحرَم» أبناء الوادى الجديد من المشروعات التنموية التى كانوا ينتظرونها.. والحكومة المصرية كعادتها تكتفى بالبكاء على اللبن المسكوب. فقد كان افتتاح الرئيس الأسبق حسنى مبارك لقطار الوادى الجديد عام 1997 بمثابة «طاقة أمل» فُتحت لأهالى الوادى، فالمشروع كان المفترض له الربط بين مناجم فوسفات أبوطرطور وميناء سفاجا بهدف نقل خام الفوسفات إلى ميناء سفاجا ومن ثم تصديره لدول أجنبية، بتكلفة 2٫2 مليار جنيه، ولكن مع نهاية عام 2008 فوجئ العاملون بسرقة قضبان القطار بطول 2 كم، وتمت إعادة تركيبها إلا أنها سُرقت مرة أخرى فلم تتحرك أى جهة أمنية أو سيادية، وذهب القطار إلى مثواه الأخير بمحطة قطار قنا ولم يعد مرة أخرى. «كان شريان حياة بالنسبة لنا يوفر المال والجهد».. كلمات صلاح محمود، أعمال حرة، مؤكدا أن من أراد السفر الآن إلى قنا عليه أن يتوجه لأسيوط أولا ثم يسافر إلى قنا، أما نادية سمير إبراهيم، ربة منزل، فاعتبرت أن الدولة هى السبب لأنها لم تستثمر هذا الشريان الحيوى بإقامة حياة موازية له لضمان عدم سرقته. وتساءلت: «أين تذهب هذه القضبان؟ ولصالح من يتم غض الطرف عن سرقتها؟ خصوصا أن سعر الطن الواحد يصل ل35 ألف جنيه». «فى أحد الأيام، استفز اللواء طارق مهدى، المحافظ السابق، من الحديث عن قوة العصابة الخارقة وقام بمهاجمة وكرها فى شرق قرية صنعاء، فقامت العصابة بهجمة شرسة على قرية صنعاء بسلاح جرينوف، ما أدى إلى مقتل طالبة جامعية وتخريب كافة الممتلكات».. حكاية يرويها على سعيد، وكيل مدرسة ابتدائية، عن القطار الذى اعتقدوا أنه سيجلب لهم الخير من وادى النيل ولم يجلب لهم سوى المشكلات والصراعات التى لم يعرفها مجتمع الواحات من قبل. اللواء محمود خليفة، محافظ الوادى الجديد، أكد، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أنه قدم مقترحا لرئاسة الوزراء بضرورة استخدام ما تبقى من شريط السكة الحديد، لإنشاء خط جديد مع تعديل مساره ليمر بسوهاج بدلا من قنا كأمل لتحقيق تنمية حقيقية على أرض المحافظة.