عاش علماء الوكالة الأوروبية للفضاء أمس ساعات من التوتر، بعد أن أنذر عطل أصاب نظام الارتكاز فى الإنسان الآلى «الروبوت»، وذلك خلال عملية الهبوط على سطح أحد المذنبات، لكن سرعان ما تم اجتياز تلك العقبات، وتم الإعلان عن إتمام العملية بنجاح. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، أن الروبوت «فيلة» والذى ينسب اسمه لمعبد «فيلة» الفرعونى الشهير هبط على سطح المذنب «67 بى تشوريموف جراسيمينكو»، مساء أمس الأول -الأربعاء - بعد 7 ساعات من الانفصال عن سفينة الفضاء «روزيتا» - أو رشيد المصرية - والتى تحلق على ارتفاع 500 مليون كيلومتر عن الأرض، وأضافت أنه فى أثناء عملية الهبوط الحر للروبوت «فيلة»، الذى يزن 100 كيلوجرام، تعطل إطلاق الأذرع المصممة لإبقائه ثابتا على سطح المذنب، مما أدى إلى ارتفاعه مرة أخرى عن سطح المذنب لمئات الكيلومترات . ومن جانبه، قال ستيفان يولاميك مدير مشروع الروبوت «فيلة» بمركز «دى إل آر» الألمانى للفضاء والطيران، إنه تمت دراسة عددة خيارات لضمان ألا يرتد الروبوت أو «المسبار» إلى الفضاء مرة أخرى، ولضمان نجاح المهمة. وأضاف يولاميك، أن الروبوت ربما يكون قد ارتفع مرة أخرى عن سطح المذنب، بعد هبوطه على سطح المذنب، معربا عن فرحه لاستقرار الربوت على سطح المذنب. ويأمل العلماء فى أن تكشف عينات سيتم جمعها من المذنب عن تفاصيل حول كيفية نشأة الكواكب وتطور الحياة، حيث إن الصخور التى تتكون منها المذنبات تحتفظ بجزئيات عضوية قديمة وتكون أشبه بكبسولة زمنية. وترجع نشأة المذنبات إلى تشكل النظام الشمسى، أى قبل حوالى 4.6 مليار سنة، ويعتقد بعض العلماء أن مذنبات ارتطمت بالأرض وجلبت الماء إلى الكوكب فى المراحل الأولى لنشأته. ووصلت السفينة «رشيد» إلى المذنب «67 بى تشوريموف - جراسيمينكو»، الذى اكتشف عام 1969، فى أغسطس الماضى بعد رحلة استمرت 10 سنوات وخمسة أشهر وأربعة أيام، وتقدر تكلفت تلك المهمة حوالى 1.8 مليار دولار.