لا شك أن التعليم هو المفتاح السحرى لمواجهة أصعب التحديات التي تواجه جميع دول العالم والتى تشمل الفقر، والنزاعات، واللامساواة، والبطالة، لكن هناك فجوة كبيرة بين أنظمة التعليم المطبقة حاليا وتلك المطلوبة لتلبية احتياجات أجيال المستقبل . فنظامنا التعليمى يعانى من مرض مزمن يتمثل فى اعتماده على الحفظ والتلقين والبعد عن الإبتكار والإبداع فنجد المدرس في نهاية شرحه للدرس يقول للطلبة «حفظتوا الدرس ولا لأه» ولا يسأل هل فهموا أم لا، وهذا للأسف يعكس مدي سوء النظام التعليمي، حتي أنظمة الامتحانات ليست هي الطريقة المثلي لقياس مدي استيعاب الطلبة...لذلك فالهدف هو تطوير منظومة التقييم لخلق منظومة تقيس القدرات علي التفكير والإدراك...وبالتالي سر كبير من أسرار الأزمة هي طريقة قياس تحصيل الطلبة للعلم...لأن كل الطلبة والمدرسين يتكاتفون لتجاوز الامتحان فقط وهذا ليس معناه أن المعلم والطالب غير مبدعين ولكن المنظومة هي التي لا تساعدهم ،ناهيك عن الكثافة العالية في الفصول التي تعوق اهتمام المعلم بالطلبة. ومن هنا أصبح إصلاح التعليم، هي معركة بين التعليم الإبداعي والتعليم التلقيني، أو بين «ثقافة الإبداع» و«ثقافة الذاكرة» وعندما لجأت وزارة التربية والتعليم إلي كليات التربية لإصلاح التعليم طفت علي السطح مأساة التعليم في مصر متمثلة في خريجي كليات التربية الذين أصبحوا «بضاعة مضروبة»تلفظها سوق العمل يشرح الدكتور طوني واغنر من جامعة "هارفارد" الأميركية أن الابتكار "يؤسس لإمكانيات جديدة في الفنون والتكنولوجيا وغيرها من المجالات، ويساعد على إيجاد أجوبة مبتكرة لتساؤلات جديدة"، مشيراً إلى أن "الشركات اليوم، لا تبحث عن طلاب متفوقين فحسب، بل عن أشخاص قادرين على إيجاد حلول للصعوبات والتحديات، فالعالم لم يعد يهتم بكمية المعلومات المتوافرة، بل بسبل استخدامها وتوظيفها بطريقة مبتكرة". وتجد نسبة 86٪ من أولياء الأمور في انجلترا وأمريكا وألمانيا، أن تعزيز الابتكار عند التلامذة له منافع اقتصادية. غير أن المناضلة غراسا ماشيل من موزامبيق (أرملة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا) خلال مشاركتها فى القمة العالمية للإبتكار فى التعليم " وايز " ترى أن تعزيز الابتكار في التعليم "لا ينحصر بأهداف اقتصادية فحسب، بل يعزز حاجات الإنسان الروحية والأخلاقية والإنسانية". تلفت ماشيل إلى أن جميع الأطفال في العالم "يمتلكون القدرات ذاتها، إذ لديهم الخيال في طرح التساؤلات والأفكار، غير أن الفرص لا تتوافر بعدل ومساواة بين المجتمعات الفقيرة والغنية". يوجد اليوم 58 مليون طفل في العالم خارج المدرسة، نسبة 44٪ منهم في القارة الأفريقية، ونسبة 14٪في الشرق الأوسط، ونسبة 55٪ منهم من الإناث. تساهم عوامل عدة، مثل النزاعات والحروب، الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة، في عدم تأمين فرصة التعليم للجميع. تقول ماشيل إن هذه المشكلة "لا تكمن في الموارد الاقتصادية، المتوفرة أصلاً، بل تكمن في تحديد الأولويات والاستراتيجيات العالمية". ورغم هذا فقد ظهرت بارقة أمل تضئ الطريق المظلم وهى حصول جامعة القاهرة على المرتبة الرابعة تلتها الجامعة الأمريكية فى بيروت هذه النتائج كشفتها شركة التحليلات والتصنيفات التعليمية "يو اس نيوز آند ورلد ريبورت - U.S.News &world report" الأميركية خلال أعمال القمة، كإصدار أول لتصنيفات أفضل الجامعات العربية بينما احتلت جامعة "الملك سعود" الجامعة الأفضل في المنطقة العربية، تليها جامعة "الملك عبد العزيز"، ثم جامعة "الملك عبد الله" للعلوم والتقنية التكنولوجيا وارتكزت معايير التصنيف على البحوث المنشورة في مختلف المجالات التخصصية في الفترة الممتدة بين العامين 2013/2009، وشملت 91جامعة في 16 بلدا عربيا. ولكي تندرج الجامعة ضمن التصنيفات، يجب عليها أن تكون نشرت على الأقل 400 بحث خلال تلك الفترة. [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة