حولت سلطات الاحتلال الإسرائيلى وسط ومركز مدينة القدسالمحتلة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية وتطغى عليها المشاهد العسكرية، وفرض الاحتلال حصارا عسكريا مشددا على المسجد الأقصى ونصب متاريسا حديدية وحواجز عسكرية وشرطية للتدقيق ببطاقات المصلين لمنع من تقل أعمارهم عن ال 35 عاما من التوجه إلى «الأقصى» لأداء صلاة الجمعة. وشملت إجراءات الاحتلال نشر عدة آلاف من عناصر وحداته الخاصة وحرس حدوده فى الشوارع ومحاور الطرقات المؤدية إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى ونصب الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدية قرب بوابات البلدة القديمة وأغلقت محيط البلدة القديمة،كما شملت إجراءات الاحتلال إطلاق بالونات مراقبة فى سماء المدينة، فضلا عن بالونات مشابهة فوق بلدات «العيسوية» و»سلوان» ومخيم «شعفاط». ودعا الحراك الشبابى المقدسي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المواطنين إلى تحدى إجراءات الاحتلال، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والصلاة فى أقرب نقطة يتم توقيفهم فيها من الاحتلال، مطالبا بتنظيم مسيرات ضخمة فى كل أنحاء المدينة نصرة للمسجد الأقصى، وضد ممارسات وسياسات الاحتلال فى المدينة. وفى سياق مقابل، أعلن عشرات المتطرفين اليهود اعتزامهم التظاهر فى باحة المسجد الأقصى فى القدسالشرقيةالمحتلة غداة قيام الشرطة الإسرائيلية بمنعهم من الوصول إلى الباحة، فى خطوة تهدد باندلاع دورة جديدة من أعمال العنف. وكان حوالى 150 متطرفا يهوديا، غالبيتهم من الشبان المتدينين، توجهوا مساء أمس الأول إلى البلدة القديمة للمطالبة ليس فقط بالحق فى الصلاة فى باحة الأقصى بل باستعادة الأقصى الذى يطلقون عليه جبل الهيكل. وعلى الصعيد نفسه، أعلنت متحدثة باسم مستشفى فى القدس، أن رجلا إسرائيليا أصيب فى هجوم صدم فيه فلسطينى بسيارته الأربعاء الماضى لمجموعة من المارة توفى متأثرا بجراحه ليصل عدد القتلى إلى ثلاثة بينهم قائد السيارة الذى قتلته الشرطة بالرصاص فى موقع الحادث. وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، قرارا بهدم منازل منفذى الهجمات فى القدسالشرقية، حسبما أعلن مسئول إسرائيلي. وشهدت المنطقة المقدسة ليلة دامية، أصيب فيها عشرات المواطنين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال فى عدة مناطق وأحياء بالقدسالمحتلة. وعلى الصعيد الدولي، حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى الجديدة فى القدس فيديريكا موجرينى من تصعيد جديد لأعمال العنف فى الشرق الأوسط فى حال عدم استئناف الجهود لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت موجريني، فى إطار أول زيارة لها لمدينة القدسالشرقية منذ توليها مهام منصبها الجديد، إنه "إذا لم نحقق تقدما على الصعيد السياسى فقد نغرق من جديد فى أعمال العنف". ودعت روسيا الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى اتخاذ خطوات عاجلة بهدف تخفيف حدة التوتر فى القدس. وأوضح بيان صادر عن الخارجية الروسية أوردته "قنا"- أن ما يحدث فى القدسالشرقية يثير قلقا عميقا لدى روسيا، ودعت إلى تبنى خطوات عاجلة لتخفيف التوتر. وأكد أنه يجب تسوية جميع القضايا المتعلقة بوضع المقدسات فى القدس من خلال مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية على أساس الشرعية الدولية.