فى أكثر من مناسبة شاهدت شيوخ القبائل فى سيناء والقوات المسلحة تكرمهم فى مناسباتها الوطنية .. حدث ذلك فى احتفالات أكتوبر وتحرير سيناء وكان المشايخ وزعماء القبائل يلقون كل التكريم والتقدير من قيادات القوات المسلحة .. والواقع أن هناك علاقة تاريخية بين الجيش المصرى واهالى سيناء لقد كان اهالى سيناء هم العين التى رصدت ما يحدث فى سيناء طوال سنوات احتلالها من العدو الاسرائيلى .. وكثير من أبناء سيناء شاركوا جيش مصر فى حروبه المتعددة ضد إسرائيل ومنهم عدد كبير من الشهداء .. وقد تحمل اهالى سيناء ظروفا صعبة على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والانسانى طوال سنوات الاحتلال وبعد ان عادت سيناء لم تحصل على الاهتمام اللازم من الدولة المصرية وظلت ثلاثين عاما تعانى ظروفا قاسية أمام الاهمال وغياب التنمية .. وفى الأيام الماضية قدم اهالى سيناء هدية أخرى من الانتماء الجميل لوطنهم مصر .. لقد قدموا بيوتهم التى عاشوا فيها سنوات عمرهم هدية من اجل تأمين حدود مصر وكانوا بحق نموذجا فى الولاء والصدق والانتماء .. لقد انسحبوا من بيوتهم راضين أمام جيش مصر وهو يتقدم على الحدود لحماية حدودها لقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسالة تقدير وعرفان إلى اهالى سيناء امام مواقفهم النبيلة من اجل حماية الوطن ان اهالى سيناء يستحقون كلمة شكر من كل مصرى وهم ينسحبون تاركين منازلهم وبيوتهم دفاعا عن الوطن .. فى الماضى قدموا ارواحهم بكل السخاء دفاعا عن مصر والآن يقدمون بيوتهم وكل ما ملكوا فى هذه الحياة حماية لترابها .. هذه المواقف هى التى تؤكد الانتماء الحقيقى أن يترك الانسان بيته وعمره وذكرياته مهما كان الثمن الذى دفعته الدولة فى التعويضات فإن موقف اهالى سيناء اكبر من كل أموال الدنيا .. باسم كل المصريين إذا كان هذا من حق شخصى المتواضع أقدم الشكر والعرفان لإخواننا فى سيناء فقد فعلوا ما يفعله المواطن الصالح مع وطنه وقدموا مصالحه على كل شىء وهذا هو الانتماء الحقيقى لمزيد من مقالات فاروق جويدة