لا ينبغي ان تنسحب قوات الجيش المصري من الشوارع وتعود إلي ثكناتها دون ان تودعها قلوب كل المصريين بالتقدير والشكر والعرفان.. هؤلاء الرجال الأوفياء الذين حافظوا علي عهدهم معنا وحافظوا علي أمن مصر واستقرارها.. يتسلم الرئيس الجديد د. مرسي مسئولياته كأول رئيس مدني بينما يقف جيش مصر شامخا أبيا يحمي الشرعية ويصون تراب الوطن..عندما قامت ثورة يناير خرجت القوات المسلحة المصرية بتشكيلاتها المختلفة وانطلقت في أرجاء المحروسة في لحظة تاريخية حاسمة غابت فيها قوات الشرطة وإستطاعت القوات المسلحة ان تعيد الإحساس بالأمن لكل بيت مصري..تحمل المجلس الأعلي للقوات المسلحة مسئولياته في الحكم وسط مناخ صعب وظروف قاسية كانت الحرائق قد اجتاحت أقسام الشرطة والمحاكم والسجون, بينما خرج آلاف المساجين من السجون وانتشروا في الشوارع يهددون أمن المواطنين واستقرارهم.. استطاع المجلس العسكري ان يعبر بمصر هذه اللحظات الصعبة وان يعيد للشارع الكثير من جوانب الإنضباط والثقة. في لحظة الاختيار بين الشعب والسلطة اختار الجيش المصري منذ اللحظات الأولي للثورة أن يأخذ جانب الشعب ورفض إطلاق رصاصة واحدة علي مواطن مصري ورغم قسوة اللحظة وصعوبة القرار وقف الجيش بكامل قياداته دون تفكير مع الثورة حتي يوقف بحرا من الدماء كان من الممكن ان يجتاح كل شيء لو حدثت مواجهة بين الجيش والمتظاهرين..لا ينبغي ان ننسي هذا الاختيار والجيش يسلم السلطة للرئيس الجديد في ظل انتخابات حرة شهد بها الجميع, وهنا يجب ان تشهد مصر كلها حفلا يليق بجيشها العظيم يعبر عن مشاعر العرفان.. لقد حدثت تجاوزات كثيرة ضد الجيش وقياداته في المظاهرات والاحتجاجات وخرجت ألفاظ جارحة وتجاوزات لا تكفيها الاعتذارات ولكن ينبغي ان نقف جميعا امام لحظة عرفان لجيش مصر وقيادته, وهنا اطالب الرئيس د. محمد مرسي ان نقيم إحتفالية شعبية ورسمية نقول فيها شكرا جيش مصر العظيم ليعود هؤلاء الأبطال إلي ثكناتهم وهم مؤمنون بأن هذا الشعب يقدرهم ويعتز ويفخر بهم, وان ما حدث كان سحابات صيف عابرة..إن تكريم الجيش المصري في هذه اللحظة ليس واجبا وطنيا فقط ولكنه رسالة عرفان ووفاء. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة