من المفارقات العجيبة, أنه في الوقت الذي تجري فيه حكومة الدكتور كمال الجنزوري مفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي للحصول علي قرض بعدة مليارات من الدولارات, انتهت اللجان الرسمية المكلفة بجرد القصور الرئاسية من عملها. , وتممت علي التحف والمقتنيات الثمينة التي لا تقدر بثمن, ولأن الشيء بالشيء يذكر, فقد ذكرني هذا التناقض وعرفت سببه حينما قرأت أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب( رضي الله عنه), ذهب بعد خلافته إلي الشام, فلقيه أمراء الجند وعظماء الأمصار بالتحية والترحاب, فقال: أين أخي؟ قالوا: أبوعبيدة بن الجراح( قائد الجيوش) يأتيك الآن, فلما أتاه اعتنقه عمر وقال له: اذهب بنا إلي بيتك, فقال أبوعبيدة: وما تصنع؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي( أي تبكي علي حالي), فلما ذهبا إلي البيت,دخل عمر فلم ير شيئا يجلس عليه, فقال: أين متاعك؟ فقال أبوعبيدة: ما تري, فكان ما رآه عمر لبدة بالية يصلي عليها وفراشا مهترئا ينام عليه, وصحفة قديمة يأكل فيها, وقربة بالية يستقي منها, وسيفه وترسه, فتعجب عمر وقال له: وأنت أمير علي الجيوش, ثم قام أبوعبيدة إلي ركن في البيت, فأحضر منه كسيرات خبز قدمها إلي ابن الخطاب, الذي انخرط في بكاء شديد, فقال له أبوعبيدة: قد قلت لك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين فإن ما رأيت يبلغني المقيل, فقال عمر: غرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة!! د. صلاح أحمد حسن أستاذ بطب أسيوط