حذر المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزارء من مخاطر تنامى ظاهرة الإرهاب عربيا ودوليا بهدف التأثير على سياسات الدول من خلال محاولات التخويف والترويع ، لافتا الى أن ثورات الربيع العربى شكلت نقطة فارقة فى دول المنطقة غير أن الإرهابيين انتهزوا الفوضى التى نتجت عنها لبث الخوف والترويع من أجل تحقيق أهداف سياسية. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه المستشار ابراهيم الهنيدى وزير العدالة الانتقالية ومجلس النواب أمام ندوة الأمن القومى العربى التى انطلقت أمس بالقاهرة وينظمها البرلمان العربى على مدى ثلاثة أيام بحضور عدد كبير من السياسيين والخبراء بالدول العربية ونبه محلب الى أنه من حق الدول مواجهة الارهاب دفاعا عن سيادتها وأرواح الموطنين وإرساء حقوق الانسان ، معتبرا أن مواجهة الارهاب داخليا وخارجيا ضرورة لتوفير مناخ ملائم للتنمية والاستثمار مطالبا الدول العربية بتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب سياسيا وقانونيا منوها بأهمية تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التى وقعت عام 1998. وأشار محلب الى أن مصر ليست بمنأى عما يحدث فى سوريا والعراق واليمن وليبيا من أحداث إرهابية حيث نالها قسط وافر منها وآخرها حادث مقتل الجنود فى الشيخ زويد بشمال سيناء،مشددا على أن جيش مصر العظيم سيظل الدرع الحامية لمصر والمنطقة العربية...معربا عن أمله فى مواجهة التحديات التى تواجه المنطقة وصولا الى عالم عربى خال من الارهاب والعنف. وبدوره حذر عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية من مخطط لسايكس بيكو جديدة تستهدف تقسيم المنطقة الى دويلات وبناء نظام إقليمى جديد يخدم مصالح خارجية فى ظل احتمالات ببروز اتجاهات الكونفيدرالية أو الفيدرالية وصعود دول جديدة وعبر موسى عن مخاوفه من استمرار أمد الصراع العربى الاسرائيلى لكنه رأى أن الخطر الأكبر الذى يواجه الأمن القومى العربى يتمثل فى اشتعال الفتنة بين السنة والشيعة والذى قد يستغرق قرونا ملتهما الأخضر واليابس، داعيا الى الاعتراف بالاخطاء الكبرى التى أدت الى الوضع الراهن فى العالم العربي. ومن جانبه أكد الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية أن الامن القومى العربى منذ تأسيس جامعة الدول العربية موضع اهتمام خاص للدول الاعضاء وذلك بفضل احساسها بحجم التحديات والازمات فى ذلك الوقت وعلى رأسها فلسطين قضية العرب الاولي. وقال فى كلمته التى القاها نيابة عنه السفير سمير القصير مساعد الامين العام لشئون الامن القومي-ان مايحدث من تطورات فى المنطقة العربية يشير بوضوح الى مخاطر جسيمة تهدف الى ضرب الدولة الوطنية من الداخل لتقسيمها على اسس مجتمعية وعرقية ودينية ومذهبية. وطالب العربى فى كلمته بإيجاد نظام أمن عربى جماعى او تعاون فعال يتيح لدول المنطقة التحكم فى مصيرها وتسوية اى نزاعات فى إطار جامعة الدو ل العربية. وكان أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى قد افتتح أعمال الندوة، مؤكدا أن المنطقة العربية تعيش حاليا مرحلة بالغة الصعوبة، و محذرا من خطورة ما تواجهه من تحديات خطيرة سواء من اطماع خارجية تريد الانقضاض على ثرواتها ومقدراتها أو من خلال صراعات وفتن داخلية مافتئت تنخر فى جسم الامة العربية قد ينتج عنها من نتائج يصعب السيطرة عليها. ولفت الى أن التحديات الخارجية المستمرة على الشعب الفلسطينى والمستمرة على مدى عقود طويلة ،فضلا عن الاطماع الاستعمارية لتفتيت البلدان العربية والتى امتدت لتشمل تفاعلات داخلية فى العالم العربى هى فى غالبيتها مدعومة من الخارج وموظفة للفكر الدينى المتطرف الرامى الى استهداف أمن واستقرار المجتمعات العربية والنيل من المبادئ السمحة للأديان السماوية. وحذر الجروان من مخاطر محاولات التقسيم والتفتيت من المشرق الى المغرب العربى والتى يجب مواجهتها من خلال تعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية ومواكبة المفاهيم الفكرية والثقافية والمجتمعية المعتدلة التى تتناسب مع المجتمعات العربية والتى تعزز من وضع المواطن العربى وقدرته على مواجهة تلك المتغيرات.