افتتح أحمد بن محمد الجروان صباح اليوم بمقر جامعة الدول العربية ندوة "الأمن القومي العربي" لبحث المستجدات الطارئة في العالم العربي والمؤثرة على أمنه القومي وعلى رأسها مواجهة الإرهاب. حضر جلسة الافتتاح كلا من عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ، و المستشار "إبراهيم الهنيدي" وزير العدالة الإنتقالية ومجلس النواب ممثلا عن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والسفير"سمير القصير"ممثل عن الدكتور "نبيل العربي"، الأمين العام للجامعة و الدكتور "هادي بن علي اليامي" رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، ولفيف من الخبراء والمثقفين والسياسيين والبرلمانيين العرب المتابعين لقضايا الأمن القومي العربي. وأكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمته في افتتاح الندوة إن ما يعيشه العالم العربي حاليا من مرحلة صعبة ويواجه تحديات خطيرة سواء من اطماع خارجية للإنقضاض على ثرواته ومقدراته أو من صراعات وفتن داخلية ما فتئت تنخر في جسم الأمة العربية وما قد ينتج عنها من نتائج قد يصعب السيطرة عليها، موضحا أن التحديات الخارجية المستمرة على الشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة والأطماع الإستعمارية لتفتيت البلدان العربية امتدت لتشمل تفاعلات داخلية في العالم العربي في غالبيتها مدعومة من الخارج موظفة للفكر الديني المتطرف الرامي إلى استهداف أمن واستقرار مجتمعاتنا العربية للنيل من المبادئ السمحة للأديان السماوية. وأضاف"الجروان" أنه في ضوء الجهود التي بذلت سلفا من قبل جامعة الدول العربية والبرلمان العربي في هذا الشأن ولتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما فيها تفعيل دور مجلس السلم والأمن العربي"فإننا نحرص"على ان تكون هذه الندوة بمثابة تعزيز لتلك الجهود من أجل الخروج بمفهوم محدث للأمن القومي العربي وتوصيات تتواءم مع تلك المتغيرات والتحديات والمخاطر التي أشرنا إليها سلفا خاصة التي جدت خلال السنوات القليلة الماضية، فها نحن نشاهد بأم أعيننا محاولات التقسيم والتفتيت من المشرق إلى المغرب العربي، والتي يجب مواجهتها من خلال تعزيز القدرات الدفاعية والإقتصادية ومواكبة المفاهيم الفكرية والثقافية والمجتمعية المعتدلة التي تتناسب مع مجتمعاتنا والتي تعزز من وضع المواطن العربي وقدرته على مواجهة تلك المتغيرات. وفي هذا السياق أوضح الجروان أن كلا المحورين التربوي والاجتماعي، والاعلامي والثقافي، هما أهم محاور الأمن القومي العربي التي علينا أن نعمل من أجل تطويرها وترقيتها إيمانا منا بأن التنمية والتطوير يبدأن من الداخل من خلال تطوير مناهج التعليم في الوطن العربي وتشجيع البحث العلمي وتذليل الصعوبات أمام الشباب والاهتمام بمواهبهم ورعاية المرأة والفتيات وأمهات المستقبل. وأكد رئيس البرلمان العربي إن بناء مجتمعات متعلمة وذات وعي وثقافة حقيقية هو الحصن الحصين للأمن القومي العربي. فإن المجتمعات القائمة على أساس تربوي متقدم وتعليم يرفع من الوعي المجتمعي هي مجتمعات حصينة ضد كل ما يعكر صفوها من أفكار سلبية وهدامة . وأوضح أن مكافحة ظاهرة الارهاب والقتل التي بدأت تدخل في كثير من مجتمعاتنا لا بد من معالجتها عن طريق التربية والتعليم السويين لأبناءنا وبناتنا ونشر الفكر الثقافي الساعي الى التنمية والاعمار وليس التخريب والهدم. وفي هذا الإتجاه فان "مسؤولية التربية والثقافة المجتمعية، يضيف رئيس البرلمان تقع على عاتق كل فرد منا في بيته وأسرته، كما ان الجزء الاكبر من المسؤولية يقع على عاتق المسؤولين عن كل من قطاعي التعليم و الاعلام". فلقد بات الاعلام هو أحد أهم مصادر التلقي والتثقيف لدى الاطفال والشباب، كما يوضح رئيس البرلمان إنني أطالب أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي بالعمل على رفع مستوى الوعي لدى أبناءنا وبناتنا تجاه ما يحيط بهم من أفكار سلبية وهدامة ورفع مستوى الوعي الرافض لمثل هذه الثقافات الدخيلة والتي وان تمس فإنها تمس أمن اسرهم وبلدانهم وأوطانهم. كما أطالب كل المؤسسات الإعلامية حكومية كانت أو خاصة للعمل على نشر الثقافة البناءة ونبذ العنف والإرهاب بمواد تثقيفيه وتنويرية موجهة لشتى الفئات العمرية. ودعا رئيس البرلمان العربي في كلمته أن تطرح التوصيات التي ستنتهي إليها هذه الندوة أمام صانعي القرار العربي في أقرب وقت ممكن في إطار الآلية الخاصة بالجامعة العربية والجهود التي تبذلها مؤسساتها ومنظماتها المختلفة في هذا الشأن. وأعتبر إن هذه الندوة "تتم في اطار من الفكر الحر الغيور على مصلحة ومستقبل أمتنا العربية دون اسفاف أو تجريح وبما يعكس المستوى الفكري المتحضر للسادة المشاركين والإحترام الواجب تجاه من يحملون الأمانة لمقدرات هذا الوطن العربي" معربا عن شكره وتقديره للدكتور نبيل العربي لما يقدمه من دعم لجهود البرلمان العربي ولجنة الشؤون الخارجية والسياسية به من أجل وضع تصور حول أفضل السبل الممكنة من خلالها تحقيق الأمن العربي الشامل وتعزيز القدرات العربية في مجال العمل الوقائي بالتنسيق مع المؤسسات العربية وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتحقيق هذا الهدف بما يتناسب مع المتغيرات التي ألمت بواقع العالم العربي خلال الأعوام القليلة الماضية وبما يحقق وحدة الصف العربي في مواجهة الأطماع الغير محدودة التي يتعرض لها. وأشاد "الجروان" في ختام كلمته بمصر مؤكدا أنها مصر العروبة ، مصر الحب والسلام، مصر الأمن والاستقرار، مصر الاصيلة، التي بسواعد أبنائها وقواتها المسلحة ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحكومتها الوطنية الشريفة، والتي تحتضن مقر الجامعة العربية ومقر الأمانة العامة للبرلمان العربي حاليا، وتسعى مع الأشقاء العرب لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه مستقبل أمتنا العربية.