أجرى رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى محادثات أمس مع كبار المسئولين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس حسن روحانى، تناولت سبل التنسيق بين البلدين لمواجهة تنظيم «داعش» الذى يسيطر على مساحات واسعة من الأراضى العراقية، وحسب التلفزيون العراقى الحكومى فإن العبادى وصل قبيل منتصف ليل أمس الأول الى طهران ،على رأس وفد وزارى فى زيارته التى تعد الأولى له منذ توليه منصبه واستغرقت يوما واحدا وتندرج فى إطار مساعى العبادى "لتوحيد جهود المنطقة والعالم بمساعدة العراق فى حربه ضد تنظيم داعش الارهابي"، وبدا واضحا أن هناك تطابقا فى وجهات النظر حول ملف مكافحة " داعش". وتأتى الزيارة بعيد اكتمال عقد حكومة العبادى إثر موافقة البرلمان على تعيين وزير الداخلية محمد سالم الغضبان المنتمى الى كتلة بدر الشيعية المقربة من إيران. فى غضون ذلك وافقت الحكومة الأمريكية على بيع ذخيرة دبابات للعراق بقيمة 600 مليون دولار لمساعدة حكومة بغداد على إقامة قدرة دفاعية برية متكاملة.وأمام الكونجرس 30 يوما من الآن لمنع عملية البيع على الرغم من أن هذا الإجراء نادر الحدوث إذ أن صفقات الأسلحة تدرس بعناية قبل إخطار الكونجرس. وأخطرت وكالة التعاون الأمنى الدفاعى التابعة لوزارة الدفاع (البنتاجون) المشرعين بأن وزارة الخارجية وافقت على بيع عشرة آلاف قطعة ذخائر إم 831عيار 120 مليمترا مضادة للدبابات وعشرة آلاف من الرءوس الحربية إم 865 عيار 12 مليمترا و 26 ألف قطعة ذخائر أخرى فضلا عن الخدمات اللوجستية. من جانبه كشف وزير الداخلية العراقى الجديد محمد سالم الغضبان أن الوزارة قدمت أكثر من 60 ألفا بين قتيل وجريح خلال حربها على الإرهاب فى السنوات العشر الماضية فيما تعكف على اعداد تصورات وخطط استراتيجية لمعالجة كافة الاشكاليات الناجمة عن الفراغ الوزاري. وقال إنه سيضع فى سلم اولوياته الامنية لفرض استقرار البلاد خطة لتوسيع دائرة التعاون الاستخبارى مع دول الجوار، وأشار خلال عملية تسلمه الحقيبة الوزارية الى خطة لإشراك الاعلام الوطنى فى مواجهة الارهاب الاعلامى ومكافحة الفساد العام من خلال تفعيل دور الاجهزة الرقابية بالوزارة. وأوضح أن التحديات المصيرية فى البلاد تحتاج الى تعاون استخبارى إقليمى لتجفيف منابع الارهاب ومنع تدفق الارهابيين من خارج الحدود ، مؤكدا على اهمية توثيق العلاقات الامنية اقليميا ودوليا، ومشيرا الى اهمية دعم الاممالمتحدة والدول الكبرى لجهود قواتنا الامنية فى تصديها للإرهاب. وقال الغضبان إن الحرب القائمة بين الشعب العراقى بمختلف طوائفه وبين الارهاب المدعوم دوليا، جزء كبير منها حرب اعلامية ونفسية تشنها قوى الظلام والطامعون فى تقسيم البلاد مما يتطلب الاستعانة والتعاون مع الاعلام الوطنى لتنسيق الجهود لدحر الارهاب. وأشار إلى أن الوزارة ستبدأ مرحلة جديدة من خلال وضع الخطط الاستراتيجية لتأخذ دورها الحقيقى فى فرض الامن ومكافحة الارهاب ومعالجة الفساد العام ضمن البرنامج الوزارى للحكومة وتوفير الاستقرار والأمن فى عموم البلاد وخاصة العاصمة بغداد . فى الوقت نفسه بحث الرئيس العراقى فؤاد معصوم فى قصر السلام ببغداد مع وزير الدفاع خالد العبيدى الملف الأمنى فى العراق،وذكرت وكالة أنباء الإعلام العراقى نقلا عن بيان رئاسى إن معصوم أكد على “ضرورة التخطيط لوضع سياسة استراتيجية للأمن والدفاع منها الاهتمام بالنوعية والأسلحة الحديثة وتنشيط الجانب التدريبى للقوات المسلحة”،وأشار البيان إلى أن “رئيس الجمهورية أوضح أهمية الدعم الجوى الذى يقدمه التحالف الدولى للقوات العراقية المسلحة فى حربها ضد عصابات داعش وضرورة الاستفادة من هذا الدعم بشكل دقيق للحفاظ على أرواح المدنيين”, مشيراً إلى أن “العراق ليس بحاجة إلى قوات برية خارجية لأن جيشه قادر على حماية الأرض”.