يجري وفد وزاري عربي اليوم سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين العراقيين في العاصمة بغداد، في إطار الزيارة التي بدأها مساء أمس، والتي تهدف إلي تأكيد الدعم والإسناد العربي للعراق في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهه في المرحلة الراهنة. ويضم الوفد كلا من الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت، باعتبار بلاده الرئيس الحالي للقمة العربية، وأحمد ولد تكدي وزير خارجية موريتانيا باعتبار بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة. وقد غادر الوفد وتكدي وبرفقتهما السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، والسفير فاضل جواد الأمين العام المساعد للشئون السياسسية القاهرة بعد ظهر أمس متوجهين إلي بغداد وتوقفوا في الكويت لينضم إليهم الشيخ خالد الصباح. وفي تصريحات ل “مندوب الأهرام”، قبيل مغادرة الوفد القاهرة، لفت السفير بن حلي إلي أن أهمية هذه الزيارة تكمن في تجسيد الحضور العربي القوي في العراق لتأكيد الدعم والإسناد العربيين للعراق في مواجهة أخطر تحديين يواجههما حاليا، وأولهما التحدي الأمني والإرهابي عقب تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي إلي بعض المناطق، الأمر الذي بات ينطوي علي مخاطر جمة علي وحدة العراق واستقلالها وسيادتها الوطنية، فضلا عن انعكاسات ذلك علي الأمن القومي العربي. وقال إن التحدي الثاني يتجلي في البعد السياسي، مشيرا إلي أن الوفد الوزاري العربي سيركز خلال اللقاءات مع المسئولين العراقيين علي ضرورة الإسراع بتحقيق التوافق بين مختلف المكونات السياسية بعيدا عن منطق الإقصاء والإلغاء والتهميش، وأهمية دعم الحكومة الجديدة واستكمال تشكيلها مما يهيئ لها القدرة علي التعاطي بفعالية مع المخاطر التي تتعرض لها البلاد وأوضح بن حلي أن الوفد سيلتقي خلال الزيارة التي ستستغرق يومين كلا من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري، وذلك للاستماع إلي تصوراتهم ورؤاهم إزاء التطورات الراهنة في البلاد. وما يمكن القيام به عربيا ودوليا وإقليميا ودوليا لدعم العراق، مؤكدا أن الزيارة في حد ذاتها تنطوي علي رسالة تضامنية قوية للعراق، مؤداها أنه يحظي بأقصي قدرمن الاهتمام العربي في الفترة الراهنة، بما يسهم في مساعدته علي تجاوز محنته الحالية، فضلا عن ترسيخ الحضور العربي القوي والفعال في المشهد العراقي. وردا علي سؤال عما إذاكانت الزيارة تهدف إلي توجيه رسالة إلي أطراف أقليمية في المنطقة لتكف عن تدخلها في العراق، علق بن حلي بقوله : إن ما يهمنا في هذا الصدد هو أن تتفهم هذه الأطراف أن استقرار العراق يصب إيجابيا في الاستقرار الإقليمي، والجانب العربي يدعوها إلي العمل معا لتكريس هذا الاستقرار ولمساعدة الحكومة العراقية في مواجهة تمددات تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسعي إلي تقسيم العراق، مشددا علي أنه من مصلحة الأطراف الإقليمية أن يتحقق الاستقرار والأمن في العراق، وذلك حتي تنجح تجربته الديمقراطية.