هذه عادتنا ولا نشتريها.. نبدع فى الغناء والطبل سواء فى الأفراح أو فى التعبير عن السياسة الخارجية لبلادنا كل سواء, وجاءت أغنية المطرب شعبان عبدالرحيم شعبولا الجديدة متشفيا فى الرئيس التركى أردوغان لتضيف لرصيد إنجازاتنا فى الداخل والخارج!. لانجيد الحديث إلا مع أنفسنا, وعند أى أزمة مع الخارج أو مواجهة مع نظام أو إعلام يخالف توجهاتنا نحشد الفضائيات والوجوه التليفزيونية المتآكلة من كثرة الاستخدام تعززها المنابر الصحفية المدفوعة مقدما ولا يتجاوز تأثيرها حدود البلاد كى تدافع عن مواقفنا وآرائنا , ولانرى فى منابرها سوى الاندفاع وضحالة الفكر وغلبة الإساءة .ورغم أن بيان وزارة الخارجية الأخير ضد مواقف أردوجان والتأكيد على أنه غير مؤهل لكى يكون راعيا للديمقراطية فى المنطقة جاء متوازنا ورصينا إلا أنه يمثل طاقة نور فى نفق مظلم تعشش فيه أدوات بالية للسياسة الخارجية لا تعكس تأثيرا يليق بدولة كمصر على العالم الخارجي. وستعير قولا للكاتب مأمون فندى يرى فيه أن إسناد مسئولية الإعلام الخارجى لشلل وجماعات مغلقة وراء الفشل فى إبراز الصورة الحقيقية للأوضاع فى مصر, وهى تقريبا نفس الوجوه التى كانت وراء خراب صورة مصر بالخارج خلال عهد مبارك. وجاء الرأى الصادم لصحيفة نيويورك تايمز بمطالبتها للإدارة الأمريكية بربط المساعدات لمصر بالتقدم فى المسار الديمقراطى معتبرة أنه أسوأ مما كان فى عهد مبارك لتتأكد حقيقة أننا لانجيد سوى التحدث لأنفسنا, ولنتذكر الأبواق الرسمية والإعلامية التى صاحبت زيارة الرئيس لأمريكا والتهليل لأكذوبة أن حقيقة الأوضاع فى مصر وصلت للعالم ,كيف يرد هؤلاء الآن على رأى نيويورك تايمز الذى جاء بعد أقل من شهر من الزيارة وماتمثله الصحيفة وقرينتهاواشنطن بوست من تأثير على صانع القرار الأمريكى الذى لم تحاول البعثة الإعلامية الضخمة المصاحبة للرئيس الوصول إليه أو لدوائره الإعلامية المؤثرة, فلم نر حوارا مجتمعيا يقوده الإعلام المصرى مع الدول الكبرى واكتفت الرسائل القادمة بمخاطبة أنفسنا, ولعلها مؤامرة كى نستسلم لأغانى شعبولا.. وإيييييه. لمزيد من مقالات شريف عابدين