عندما نتحدث عن العبور المجيد يوم 6 أكتوبر لابد أن نشير إلى أن التاريخ الصحيح لمولد وإنبات بذور هذا اليوم المجيد يعود إلى ما قبل ذلك بأكثر من 6 سنوات.. إلى يوم 11 يونيو 1967 يوم بدء إعادة تنظيم وبناء القوات المسلحة المصرية على أسس جديدة فى ضوء الدروس المستفادة من نكسة وهزيمة 5 يونيو 1967. لابد أن يقال عدلا وإنصافا إن السادس من أكتوبر صنعته ملحمة جيش وشعب اتخذ قرار رفض الهزيمة رغم مرارتها, وكان ذلك هو بداية الطريق للوصول فى النهاية إلى قرار الحرب وقبول التحدي! لابد أن يشار وبوضوح إلى أن يوم السادس من أكتوبر هو الابن الأكبر لمعارك حرب الاستنزاف التى بدأت بمعركة رأس العش فى يوليو 67 ثم توالت بعد ذلك معارك مجيدة بينها معركة إسقاط وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى أكتوبر 1967 ثم هدير المدفعية الثقيلة المتصل على امتداد جبهة القناة عامى 68 و69 ثم عمليات العبور المحدودة إلى الشاطيء الشرقى والعودة بالأسرى الإسرائيليين خصوصا فى يوم السبت الحزين.. ثم الضربة الكبرى فى أسبوع تساقط طائرات الفانتوم بصواريخ سام 3 عام 1970 ونجاح مصر فى تحريك حائط الصواريخ إلى حافة القناة فى ظل قبول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لمبادرة روجرز وفى إطار ترتيبات وقف إطلاق النار فى أغسطس 70 طبقا للمبادرة. ولعل ذلك ما يحتم علينا اليوم بعد 41 عاما على حرب أكتوبر أن نتوجه بالتحية لذلك الرجل الذى وضعته الأقدار أمام مسئولية اتخاذ قرار الحرب لغسل العار ورد الاعتبار متجاوزا بذلك كل النصائح والتحليلات التى كانت ترى أن الوقت مازال مبكرا جدا لكى يفكر أحد فى تحدى القوة الأسطورية لإسرائيل! لابد أن يقال إن الرئيس الراحل أنور السادات لم يكن مغامرا ولا مقامرا عندما اتخذ هذا القرار الجسور، وإنما كان قائدا عاقلا وحكيما وضع فى حساباته ما غاب عن حسابات المحللين والخبراء وأضاف إلى رصيد القوة الميدانية رصيدا أهم وهو رصيد تعطش الأمة العربية بأسرها لهذا اليوم مهما تكن التضحيات وقد أثبتت ملحمة العبور صحة رؤيته.. وغدا نواصل الحديث لمزيد من مقالات مرسى عطا الله