لابد أن يقال عدلا وإنصافا أن نصر السادس من أكتوبر صنعته ملحمة جيش وشعب اتخذ قرار رفض الهزيمة في عام1967 رغم مرارتها, وكان ذلك هو بداية الطريق للوصول في النهاية إلي قرار الحرب وقبول التحدي... لابد أن يشار بوضوح إلي أن يوم السادس من أكتوبر هو الابن الأكبر لمعارك حرب الاستنزاف التي بدأت بمعركة رأس العش في يوليو67 ثم توالت بعد ذلك معارك مجيدة بينها معركة إسقاط وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات في أكتوبر1967 ثم هدير المدفعية الثقيلة المتصل علي امتداد جبهة القناة عام69,68 ثم عمليات العبور المحدودة إلي الشاطئ الشرقي والعودة بالأسري الإسرائيليين خصوصا في يوم السبت الحزين.. ثم الضربة الكبري في أسبوع تساقط طائرات الفانتوم بصواريخ سام3 عام1970 ونجاح مصر في تحريك حائط الصواريخ إلي حافة القناة ليلة8 أغسطس1970 في ظل قبول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمبادرة روجرز لوقف إطلاق النار. ولعل ذلك ما يحتم علينا اليوم بعد40 عاما علي حرب أكتوبر أن نتوجه بالتحية للرئيس السادات الذي وضعته الأقدار أمام مسئولية اتخاذ قرار الحرب لغسل العار ورد الاعتبار متجاوزا بذلك كل النصائح والتحليلات التي كانت تري أن الوقت مازال مبكرا جدا لكي يفكر العرب عامة ومصر علي وجه الخصوص في تحدي القوة الأسطورية لإسرائيل... لابد أن يقال إنه لم يكن مغامرا ولا مقامرا عندما اتخذ هذا القرار الجسور, وإنما كان قائدا عاقلا وحكيما وضع في حساباته ما غاب عن حسابات المحللين والخبراء, وأضاف إلي رصيد القوة الميدانية تعطش الأمة العربية بأسرها لهذا اليوم مهما كانت التضحيات.. وقد أثبتت ملحمة العبور صحة رؤيته! خير الكلام: إصرارنا مدد بإيماننا سند.. والحق في أيدينا يزيدنا عددا وعدة! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله