لا يمكن أن ننكر المعاناة الحقيقية التي يعيشها قاطنو الوديان والتجمعات البدوية التابعة لمدينة أبورديس والبالغ عددهم نحو7 آلاف نسمة والتي تكمن في وجود قصور شامل بالخدمة الصحية والعلاجية المقدمة للمواطنين حيث قامت محافظة جنوبسيناء منذ أكثر من8 سنوات بانشاء عدد من النقاط والوحدات الصحية العلاجية بتلك الوديان البالغ عددها6 وديان وتكلفت مئات الآلاف من الجنيهات ومنذ انشائها لم تفتح ابوابها أمام المواطنين لعدم امدادها بالتجهيزات الطبية اللازمة فضلا عن الكوادر المتخصصة لعلاج المرضي والمفتوح منها فقط لا يوجد به سوي مسعف وفرد أمن لحراسة الجدران واقتصر دورها علي تقديم الاسعافات الأولية للمواطنين. هذه المعاناة نضعها أمام اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء لايجاد الحل الأمثل لها. في البداية أكد أحمد حسين ندا أحد مواطني مدينة أبو رديس وينتمي الي قبيلة القرارشة ان المواطنين خاصة قاطني الوديان والتجمعات البدوية التابعة للمدينة انتابتهم حالة من فقدان الثقة في العاملين بقطاع الصحة بسبب تدني مستوي الخدمات العلاجية المقدمة لهم مشيرا إلي أنه تم انشاء نقاط ووحدات صحية بتلك الوديان في عهد اللواء مصطفي عفيفي محافظ جنوبسيناء الأسبق منذ ما يقرب من8 سنوات لتعمل كمستشفي صغير لليوم الواحد بدون اقامة للمرضي وتقديم الرعاية الطبية والعلاجية للمواطنين من خلال توقيع الكشف الطبي عليهم عدا إجراء الجراحات الكبري وكادت الفرحة تغمر المواطنين فور الانتهاء من انشائه لكن فوجئنا أنه إلي الآن لم تفتح ابوابه أمام المواطنين بسبب عدم تجهيزه بالتجهيزات اللازمة وافتقاره للأجهزة الطبية المتطورة. وقال ان الوحدة الصحية بقرية الطر والتي تخدم مواطني وديان( جباري ومجريات والنهبان) لم تختلف كثيرا عن سابقيها حيث لم يتم تجهيزها إلي الآن رغم أنها تكلفت حوالي مليون ونصف المليون جنيه وتم الانتهاء من انشائها منذ3 سنوات ولا يوجد بها سوي فرد أمن لحراستها من اعمال التعديات عليها الأمر الذي يستدعي من المواطنين قطع مسافات كبيرة لتلقي العلاج واجراء الجراحات الكبري والصغري بمستشفيات مدينة طور سيناء أو محافظة السويس أيهما أفضل لهم بسبب أن المستشفي المركزي بالمدينة لا يفي بمتطلباتهم مما يرهقهم صحيا وماديا فضلا عن تحملهم عناء ومشقة السفر وقطع مئات الكيلو مترات لتلقي العلاج رغم ضعف قدرتهم المادية علي مواصلة العلاج خارج مكان اقامتهم. ويضيف شريف مبارك أحد مواطني قرية وادي فيران التابعة لمدينة أبورديس وينتمي الي قبيلة الصوالحة ان مستشفي وادي فيران لا تختلف كثيرا عن النقاط والوحدات الصحية بالوديان التابعة لها حيث مازالت تعاني من قلة الامكانات الطبية والعلاجية رغم دعمها أخيرا وبعد طول انتظار باعداد كبيرة من الأطباء في بعض التخصصات. وطالب بدعم مستشفي وادي فيران والنقاط والوحدات الصحية الموجودة بالوديان والتجمعات البدوية التابعة لمدينة أبورديس بالتجهيزات الطبية اللازمة والأطباء في كافة التخصصات لتوقيع الكشف الطبي علي المواطنين دون أن يلجأوا لقطع مسافات تصل إلي مئات الكيلو مترات ذهابا وايابا للحصول علي الخدمة العلاجية بمستشفيات خارج نطاق اقامتهم. واقترح توفير سيارة متنقلة كاملة التجهيزات الطبية وأن تدعم بالكوادر الطبية المتخصصة لتجوب القري والوديان والتجمعات البدوية لتوقيع الكشف الطبي علي المواطنين بما يضمن وجود مركز خدمة متنقل يستطيع المواطنون من خلاله ان يتلقي الخدمة العلاجية في مكان اقامته وذلك بدلا من اقامة مستشفيات ووحدات ونقاط طبية تكلفت الآلاف ولا تزال تقف عاجزة عن تقديم الخدمات العلاجية علي الوجه الأمثل. مطالبا اللواء/ خالد فودة محافظ جنوبسيناء بأن يضع في برنامجه اليومي زيارة احدي النقاط الطبية خلال جولته القادمة لمدينة أبورديس وتساءل لماذا لا يتم تجهيز مستشفي أبورديس المركزي أسوة بالتجهيزات الطبية الحديثة بمستشفي شرم الشيخ الدولي؟