معاناه حقيقية تلك التي يعيشها قاطنو الوديان والتجمعات البدوية التابعة لمدينة أبورديس البالغ عددهم أكثر من5 آلاف مواطن. تكمن تلك المعاناه في عدم اهتمام مسئولي قطاع الصحة بجنوب سيناء بالنواحي العلاجية الخاصة بالمواطنين.و من خلال إنشاء عددا كبيرا من الوحدات والنقاط الطبية بتلك الوديان وتكلفت مئات الألاف من الجنيهات ومنذ انشائها لم تفتح ابوابها امام المواطنين وذلك لعدم امدادها بالتجيهيزات الطبية اللازمة والكوادر البشرية والمفتوح منها لا يوجد به سوي مسعف وفرد حراسة واقتصر دورهم علي تقديم الاسعافات الأولية للمواطنين. في البداية اكد شريف مبارك رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة أبورديس ان المواطنين المقيمين بالوديان والتجمعات البدوية التابعة للمدينة انتابتهم حالة من فقدان الثقة بينهم وبين العاملين بقطاع الصحة بسبب تدني الخدمات العلاجية المقدمة لهم مشيرا إلي انه تم انشاء وحدات ونقاط طبية بتلك الوديان وجميعهم لم تفتح ابوابها امام المواطنين بسبب عدم تجهيزها هذا فضلا عن نقص الامكانيات العلاجية وافتقارها للأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة. وأوضح ان الوحدة الصحية بقرية الطر والتي تخدم وديان جباري ومجريات والنهبان لم يتم تجهيزها برغم انها تكلفت مليونا ونصف المليون جنيه وتم الانتهاء من انشائها منذ عامين ولم تعمل وما يوجد بها سوي فرد أمس لحراستها من أعمال التعديات عليها مما يضطر المواطنين إلي قطع مسافات كبيرة لتلقي العلاج واجراء العمليات الجراحية بمستشفيات مدينة طور سيناء أو محافظة السويس ايهما افضل لهم حيث ان الخدمات العلاجية بالمستشفي المركزي بالمدينة لا تفي بمتطلباتهم مما يرهقهم صحيا وماديا غير تحملهم عناء ومشقة السفر رغم ضعف قدرتهم المادية لتلقي العلاج خارج مكان إقامتهم....اما عن مستشفي وادي فيران فيقول رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة ابورديس انها لا تختلف كثيرا عن سابقتها حيث تعاني من قلة الامكانيات الطبية رغم دعمها مؤخرا باعداد كبيرة من الاطباء لكنها مازالت تحتاج إلي دعما كاملا مطالبا بضرورة توفير سيارة اسعاف متنقلة كاملة التجهيزات وان تدعم بالكوادر البشرية الطبية حتي تجوب القري والوديان والتجمعات البدوية لتوقيع الكشف الطبي علي قاطنيها بما يضمن وجود مركز خدمة متنقل يستطيع من خلاله المواطن ان يتلقي الخدمة العلاجية في مكان اقامته وذلك بدلا من اقامة مستشفيات ووحدات ونقاط طبية بتكاليف باهظة ولاتزال لا تقدم الخدمات العلاجية بمستوي متدني. وتساءل لماذا في السابق لم يتم توجيه تلك المبالغ التي انشئت بها تلك المباني في دعم مستشفيات ابورديس ووادي فيران من اجل تقديم خدمة علاجية افضل للمواطنين. وطالب المسئولين بقطاع الصحة بسرعة دعم تلك المباني من خلال امدادها بأفضل التجهيزات الطبية والعلاجية بما في ذلك الكوادر البشرية المدربة للعمل علي راحة المواطنين وتقديم خدمة علاجية افضل لهم بدلا من قطعهم لمسافات كبيرة لتلقي العلاج خارج مكان اقامتهم. ومن جانبه اكد سالم سليمان احد مواطني البدو قيام المرضي من مواطني البدو قاطني تلك الوديان والتجمعات البدوية بقطع مسافة اكثر من400 كيلومترا ذهابا وايابا لتلقي العلاج علي نفقتهم الخاصة خارج مدينة أبورديس بمحافظة السويس وذلك بسبب تلقيهم أفضل الخدمات العلاجية علي ايدي اطباء وكوادر بشرية ذات مهارات عالية, بالاضافة إلي تحملهم نفقات علاجية كبيرة علي الرغم من ضعف قدرتهم المادية لمواصلة مسيرة تلقي الخدمات العلاجية خارج نطاق اقامتهم وطالب بسرعة تجهيز النقاط الطبية بما يضمن تقديم كافة الخدمات العلاجية للمواطنين وتوفيرا لعناء ومشقة السفر خارج المدينة. ومن ناحية أخري اوضح أحمد حسين أحد مواطني البدو ان النقاط الطبية الموجودة بالوديان التابعة لأبورديس لم تفتح ابوابها حتي الآن أمام المواطنين وما تم فتحه هو نقطتان لا يتواجد بهما سوي مسعف وفرد أمن وحراسة وبالطبع لا تستطيع ان تقدم كافة الخدمات العلاجية علي المستوي المطلوب واقتصر دورها علي تقديم بعض الاسعافات الاوليه للمواطنين مما يضطرنا لقطع مسافات كبيرة إلي مدينة طور سيناء لتلقي العلاج بالمستشفي العام بها مشيرا ان حالات الوضع والولادة تفضلن الذهاب إلي مستشفي طور سيناء العام وشرم الشيخ الدولي لثقتهم الشديدة في الكوادر البشرية العاملة بهما. وطالب دعم تلك الوحدات والنقاط الطبية بالأجهزة والمعدات المتطورة بما يحقق تقديم افضل الخدمات للمواطنين وتساءل لما لا يتم تجهيز مستشفي ابورديس المركزي باحدث التجهيزات الطبية أسوة بمستشفي شرم الشيخ الدولي سؤال يطرح نفسه؟