أعرب الإتحاد الأوروبى اخيرا عن إستعداده لتقديم جميع أوجه الدعم والمساعدة المطلوبة للمساهمة فى إعادة إعمار غزة وذلك من خلال المشاركة فى المؤتمر الدولى لإعادة إعمار غزة الذى سيعقد بالقاهرة غدا. ولا شك أن للإتحاد الأوروبى دورا كبيرا فى إطار محاولات دفع عملية السلام، وله دور كبير أيضا فى دعم السلطة الفلسطينية وتقديم المساعدات على مدى سنوات لدعم الإقتصاد الفلسطينى. وتشارك كاثرين أشتون المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية فى رئاسة المؤتمر الدولى بالقاهرة ، وقد تكون هذه هى الزيارة الأخيرة لأشتون لمصر والمنطقة فى إطار عملها حيث من المقرر أن تخلفها فى هذا المنصب وزيرة الخارجية الإيطالية الحالية فيديريكا موجرينى فى نهاية شهر أكتوبر الجارى. وفى كلمتها امام البرلمان الأوروبى يوم الأربعاء الماضى أكدت موجرينى مشاركتها فى المؤتمر ولكن فى إطار منصبها الحالى كوزيرة لخارجية بلادها، وأكدت أن الإتحاد الأوروبى سيكون له دور مهم للغاية فى عملية إعادة إعمار غزة. وأكدت "الدور الكبير للاتحاد الأوروبى كعنصر مسهل فى عملية اعادة اعمار غزة و الحل السياسى للقضية الفلسطينية " . كما شددت موجرينى على ضرورة دعم القيادات السياسية الفلسطينية والحكومة الوطنية الفلسطينية ، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى على استعداد لتقديم جميع أشكال المساعدة للحكومة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة وتحقيق الإصلاحات اللازمة به. وكانت بعض الدول الأوروبية وهى فرنسا والمانيا وبريطانيا قد قاموا بتقديم تصور لاعادة إعمار غزة منذ حوالى شهرين على أن يتم ذلك تحت إشراف دولى، حيث تضمنت منع تسليح حماس أو أى فصائل أخرى داخل قطاع غزة. كما تضمنت إعادة بناء قطاع غزة بالتعاون مع المجتمع الدولى والسلطة الفلسطينية وتمكين نقل المساعدات الإنسانية و إنشاء آلية دولية لمنع دخول المواد الممنوعة إلى القطاع وضمان عدم وصول مواد مثل الأسمنت والحديد إلى المنظمات الإرهابية واستخدامها فقط لإعادة تأهيل غزة، الى جانب عودة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة و إمكانية عودة بعثة المساعدة الحدودية للاتحاد الأوروبى لمعبر رفح الى جانب الحرس الرئاسى الفلسطيني. إلا أن تلك المباردة اعتبرها البعض ردا على طلب من الحكومة الإسرائيلية للحصول على مساعدة هذه الدول خاصة بعد ان طلب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو الحصول على مساعدة هذه الدول فى وقف تسليح اى من الفصائل داخل غزة. وكان كريستيان بيرجر مسئول الإتحاد الأوروبى عن قطاع شمال أفريقيا والشرق الأوسط قد زار المنطقة فى الشهر الماضى وزار الأراضى الفلسطينية حيث يحاول الإتحاد الأوروبى التنسيق مع حكومة الوفاق الوطني، لتجنيد المزيد من الجهود فى سبيل مساعدة غزة، وتقديم الدعم المالى اللازم لإعادة إعمار القطاع. وكان كريستيان بيرجر قد قدم مسبقا عددا من الاقتراحات لمصر كان منها إعادة فتح المعابر الستة بقطاع غزة لضمان حرية الحركة ونقل البضائع مع وجود إشراف أوروبى بمعبر رفح (!) وبناء ميناء بحرى فى غزة ومطار يستخدم لأغراض مدنية وتجارية، وهى المقترحات التى اعتبرتها الصحف الفلسطينية شبيهة بشكل كبير لتلك التى قدمها وزير الاقتصاد الفلسطينى الدكتور محمد مصطفى . وشملت المقترحات الأوروبية دعما يقدمه الإتحاد الاوروبى فى المجالات الأمنية والفنية والمالية بهدف إيجاد ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع تفجر الوضع فى غزة منذ بضعة أشهر لجأ الإتحاد الأوروبى إلى البيانات التى تدين الوضع هناك وسقوط القتلى، فأصدر بيانا مشتركا فى أغسطس الماضى لرئيس الإتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبى ورئيس المفوضية خوزيه مانويل باروسو مطالبا فيه بالوقف الفورى لحمام الدم هناك الناجم عن العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة. كما أوضح البيان أن هناك أهدافا لا تستطيع العمليات العسكرية تحقيقها ولا شىء سوى حل تفاوضى يقوم على أساس دولتين تحترم كل منهما الأخرى يمكن أن يحقق السلام.