مثلها مثل جيلها، حلمت بالحرية وأن يكون لها دور حقيقي في تحقيق أحلام أقرانها من الشباب الذين حاولوا إثبات أنهم ليسوا مجرد صفر في المعادلة بل إن من بينهم أصحاب أحلام وأفكار ورؤي بناءة، إنها أماني التونسي التي قررت أن تتحمل صعاب التجربة وما بها من مجازفة ومخاطرة بإنشاء دار نشر «شباب بوكس» تكون هدفها نشر إبداعات الشباب والفتيات.. خاصة أنها لا تهدف للربح بل أكتشاف المواهب والطاقات الشابة التي تحمل فكرا ورؤى مختلفة من الممكن أن تسهم في عرض وحل بعض المشاكل التي تؤرق الشباب . بداية تقول أماني التونسى : فكرة إنشاء دار لنشر كتب الشباب جاءت لي بعد ما واجه أحد أصدقائي عراقيل كثيرة أمام نشر كتاب له، فعندما كان يذهب إلي أي دار نشر يقابل كتابه بالرفض نظرا لصغر سنه وعدم إمتلاكه الشهرة الكافية التي تسمح لأي دار نشر بالمجازفة بطباعة ما قام بكتابته، عندها فكرت في إنشاء دار نشر تكون هدفها الأساسي طباعة كتب الشباب الذين لا يجدون أماكن تساعدهم علي نشر إبداعهم .. لا شك واجهتني في البداية صعوبات حول التمويل فإعتمدت علي التمويل الذاتي وإن كان مرهقا لي لفترة ما بالإضافة إلى المجازفة الكبيرة، لكن بعد فترة تغلبت علي هذا الأمر خاصة وأن بعض الكتب حققت نجاحا ملحوظا لدرجة أنني اضطررت لنسخ طبعات إضافية لبعض الكتب لتغطية الطلب المتزايد عليها، وكانت المفاجأة بالنسبة لي هي أن الكتب المكتوبة باللغة الإنجليزية كانت الأكثر مبيعا، مشيرة إلي أن الهدف الأساسي من دار النشر هو الكشف عن الإبداعات الشبابية وأن يجدوا مساحة للتعبير عن أفكارهم، خاصة وأن معظم دور النشر هدفهم الأساسي الربح. «نورهان بكر» أصغر كاتبة تضيف التونسى : عدد الكتب التي قمت بطباعتها حتي الآن 80 كتابا، منهم 30 كتابا باللغة الإنجليزية و50 كتابا باللغة العربية، كلها لشباب تتراوح أعمارهم ما بين 16 و35 سنة، «نورهان بكر» أصغر كاتبة قمت بالنشر لها حيث لم يكن يتجاوز عمرها ال 16 عام، وكان كتابها يتناول عدد من قصص الرعب التي إستعانت فيها بالخيال العلمي الممزوج بالتشويق، التي يفضل قرأتها أقرانها في تلك الفئة العمرية، و المبهر أنه بالرغم من صغر سنها إلا إنها استطاعت كتابته باللغة الإنجليزية وقد حقق الكتاب نسبة مبيعات جيدة. وعن سبب إختيار بعض الشباب والفتيات للنشر باللغة الإنجليزية يعود لاختيارهم موضوعات جريئة وصادمة من الصعب أن يتم تناولها باللغة العربية خوفا من رد فعل القارىء وعدم تقبله لما تحمله الموضوعات من أفكار وأراء قد تكون محظورا التحدث عنها من قبل الشباب والفتيات . أماني .. بنت ميدان التحرير تروى أماني التونسى قمت بتأليف أربعة كتب حتي الآن، جميعها تتحدث عن المشاكل التي تواجه البنت المصرية، فأنا مثلهن أعيش همومهن، لذا سلطت في كتبي التي قمت بتأليفها علي الصعوبات والعادات والتقاليد التي تعرقل الفتاة المصرية من التعامل بحرية في مجتمعها، ومن أكثر الكتب قربا لي كتاب «أماني بنت ميدان التحرير» هو لا يتحدث عني بل يجسد إحساس وأمنيات كل فتاة مصرية وقت ثورة 25 يناير ، سواء في الميدان أو البيوت ، الهدف الأساسي من هذا الكتاب هو توثيق هذا الحدث التاريخي من وجة نظر الفتيات، خاصة أن معظم الكتاب تناولوا هذا الحدث التاريخي من الناحية التاريخية والسياسية فقط عن طريق ذكر دور الأحزاب والحركات الثورية دون الإشارة بالشكل المناسب لدور الفتاة المصرية في هذة الثورة. أخيرا تقول التونسى : أسعد لحظات حياتي هي لحظة حصولي علي جائزة «أصغر ناشرة في الشرق الأوسط» من إحدي المؤسسات الألمانية، و كانت بمثابة تكريم لى علي مساندتي للشباب ومساعدتي لهم من أجل خروج أفكارهم ورؤياهم للنور .