هيمنت قضيتا الحرب على الإرهاب والملف النووى الإيرانى على المناقشات والاجتماعات التى شهدتها أروقة الأممالمتحدة خلال انعقاد أعمال الدورة ال69 للجمعية العامة فى نيويورك. فقد اجتمع أمس وزراء خارجية أكثر من 140 دولة لبحث العديد من القضايا أهمها كيفية مواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابى والتحالف الدولى الذى تحاول الولاياتالمتحدة بناءه لمحاربة التنظيم المتطرف ، فضلا عن الملف النووى الإيرانى ، إضافة إلى قضايا المناخ ومواجهة وباء "إيبولا" والأزمة الأوكرانية. وكانت من أبرز الاجتماعات على هامش الجمعية لقاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مع نظيريه الإيرانى محمد جواد ظريف لبحث الأخطار التى يشكلها تنظيم داعش وسير المفاوضات حول الملف النووى الإيرانى بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى. وقال دبلوماسى أمريكى بارز: إن الوزيرين اجتمعا فى أحد الفنادق بنيويورك لمدة ساعة واتفقا على أن يلتقيا مجددا فى نيويورك الأسبوع المقبل "إذا كانت هناك ضرورة لذلك". كذلك بحث كيرى مع نظيره الروسى سيرجى لافروف فى اتصال هاتفى الدور الذى قد ترغب روسيا فى أن تؤديه فى التحالف الذى تريد الولاياتالمتحدة أن تبنيه لمواجهة التنظيم الإرهابي. وكان كيرى قد أعلن الجمعة الماضية خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولى أن لإيران"دورا" تلعبه فى محاربة داعش الذى يسيطر على مناطق واسعة من أراضى العراقوسوريا، وذلك فى إطار مساعى واشنطن لحشد التأييد لقتال الجماعة المتطرفة. وأكد الوزير الأمريكى فى الوقت نفسه أنه يرفض أى تعاون أو تنسيق عسكرى مع إيران ، ولكنه منفتح على مواصلة الحوار الدبلوماسى معها. كما اجتمع ظريف مع عدد من الشخصيات العربية على هامش الجمعية ، حيث دعا خلال لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى إلى تعاون إقليمى بين دول المنطقة من أجل التصدى لظاهرة الإرهاب ، مشيرا إلى استعداد طهران للتعاون مع دول المنطقة من أجل مواجهة الأخطار الحالية. ومن جانبه، أعرب العربى عن اعتقاده أن إيران يمكنها القيام بدور بناء فى حل القضايا الإقليمية لا سيما فى التصدى لتنظيم داعش الإرهابى وقال:"للأسف ، ترتكب المجموعات الإرهابية جرائمها باسم الإسلام ، وعلينا أن نتعاون من أجل التصدى لهذا الخطر الداهم". واعتبر ظريف محادثاته مع نظيره السعودى سعود الفيصل فى نيويورك أنها تفتح فصلا جديدا فى العلاقات بين البلدين وتأتى فى مسار إرساء السلام الدولى ومصالح الأمة الإسلامية. وصرح وزير الخارجية السعودى بعد اللقاء بأنه ومن منطلق إدراك أهمية وحساسية أزمة الإرهاب الراهنة والفرصة المتاحة لمواجهتها نعتقد أننا يمكننا اغتنام هذه الفرصة وتجنب الأخطاء السابقة لتحقيق النجاح فى مواجهة الأزمة". وفى هذا الإطار، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو الغرب من تخفيف العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووى مقابل انضمامها لجهود مكافحة تنظيم داعش المتطرف. ونقل بيان نشرته رئاسة الوزراء الإسرائيلية عن نيتانياهو قوله: إن الإيرانيين يقاتلون داعش من أجل مصالحهم الخاصة، وأنهم يتقاتلون على من سيكون زعيم العالم الإسلامى الذى يريدون فرضه على العالم أجمع ، على حد تعبيره. وعلى صعيد متصل،كشفت السفيرة الأمريكية فى الأممالمتحدة سامانثا باور عن أن دولا أخرى أبدت استعدادها لشن ضربات جوية على مسلحى داعش فى سوريا، وقالت "لن نشن الضربات الجوية بمفردنا إذا ما قرر الرئيس أوباما شن ضربات". وسئلت باور فى حوار مع محطة "سي.بي.إس" الأمريكية عما إذا كانت لدى واشنطن أى مؤشرات على أن دولا أخرى مستعدة لشن ضربات جوية فى سوريا فردت قائلة: نعم لدينا مؤشرات، ولكننا سنترك للدول الأخرى فرصة الإعلان بنفسها عما ستكون عليه التزاماتها المحددة إزاء التحالف الدولى لمحاربة داعش.ورفضت باور تسمية أى من البلدان التى قد تنضم للتحالف. يشار إلى أنه من المقرر أن يلقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابه أمام الجمعية العامة غدا الأربعاء ، حيث ستتركز كلمته على حث العالم على التحرك لمحاربة الإرهاب ،كما سيرأس أوباما اجتماع قمة طارئ بمجلس الأمن الدولى لمناقشة مشروع قرار بشأن تجنيد المقاتلين الأجانب. وينص القرار المتوقع أن تتبناه ال 15 دولة الأعضاء فى مجلس الأمن على مطالبة جميع الدول بمنع تجنيد ونقل المقاتلين الأجانب المحتملين المستعدين للانضمام إلى مقاتلى داعش الإرهابية ، فضلا عن مطالبة الدول الأعضاء بالأممالمتحدة بالالتزام بمعاقبة مواطنيها الذين يسافرون أو يحاولون السفر إلى دولة أخرى لتنفيذ أعمال إرهابية ، كما يهدد مشروع القرار بفرض عقوبات على مجندى وممولى داعش.