منذ عشرات السنين والأشخاص ذوو الإعاقة يحلمون بمنبر إعلامى يتحدث باسمهم ويناقش قضاياهم بموضوعية؛ فقد عانوا كثيرا من التهميش أحيانا والتغطية الإعلامية السلبية أحيانا أخرى. وعندما قامت ثورة 25 يناير، تنامى داخلهم هذا الحلم ليتجسد فى الصحف القومية, وإذاعة وتليفزيون الدولة باعتبارهم صوت الشعب والمتحدث الرسمى باسمه. ومرت شهور على الثورة، وبدأت رياح التغيير تهب على كل شيء؛ فظهرت هذه الصفحة «صناع التحدى» الرائعة فى أكبر جريدة قومية فى مصر والتى ظلت على مدار أكثر من عامين تناقش قضايا ذوى الإعاقة وتعطيهم مساحات للتعبير عن أنفسهم. أما على مستوى التليفزيون، فقد شهد نقلة نوعية كبيرة بظهور برنامج طريق الأمل على القناة الأولى؛ فلأول مرة فى تاريخ التليفزيون المصرى يظهر على الشاشة مذيع من ذوى الإعاقة عموما ومن ذوى الإعاقة البصرية خصوصا، كذلك فقد تم تحديد يوم الخميس من كل أسبوع الساعة السادسة والنصف مساءً لإذاعة البرنامج، وهو موعد يتمتع بنسبة مشاهدة مرتفعة مما يتيح له تحقيق أهدافه فى توعية المجتمع بدور ذوى الإعاقة وحقوقهم وواجباتهم. وبدأنا نتنسم عبير التغيير، ونحلم بمزيد من التحول الإيجابي، حتى فوجئنا ذات يوم بتغيير موعد إذاعة البرنامج ليصبح يوم الثلاثاء الساعة الثالثة والنصف عصراً، ثم تغير مرة أخرى ليصبح يوم الاثنين الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وهى الأوقات التى لا تتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة، أو ربما تكون نسبة المشاهدة فيها شبه معدومة، وكأن قضايا ذوى الإعاقة من القضايا الهامشية التى لا تستحق اهتمام التليفزيون المصري، وكأن الزمن يريد أن يعود بنا إلى الوراء. لذا فإننا نناشد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وجميع المسئولين بالقناة الأولى عودة إذاعة برنامج طريق الأمل إلى موعده الأصلى يوم الخميس من كل أسبوع الساعة السادسة والنصف مساءً، أو على الأقل تحديد موعد آخر يتمتع بنفس نسبة المشاهدة، وكذلك الاهتمام بهذا النوع من البرامج التى تؤسس لمجتمع سليم ووضعها ضمن قائمة الأولويات؛ تحقيقا لدور التليفزيون فى بناء الوطن.